شبكة ذي قار
عـاجـل










ثلاثة كذبات كذبها المشير عمر البشير لدى مخاطبته جماهير ولاية النيل الأبيض التي حشدت في استاد الحرية بمدينة كوستي وسط السودان وهي عندما أشار إلى :-

 

(1) بأن الشريعة الإسلامية سوف تكون أساساً  لدستور الدولة بعد أن حسمت البلاد التوجه والهوية...

(2) إن الإنقاذ سبقت ثورات الربيع العربي بـ23 عاماً  الذي تحقق في الثلاثين من يونيو1986م...

(3) "الواهمون والمنتظرون ثورات ضد الإنقاذ انتظارهم سيطول"   

  

 

وردا على إفتراءه وكذبه نقول له  نيابة عن  أبناء شعبنا المغلوبين بنار الفقر والجوع والممنوعين من التعبير عن آرائهم وما يجيش في صدورهم من البغض والكره على نظام البشير وعلى الحصاد المر لسنوات ال(23)  من عمر نظامه نذكره بالآتي:-

 

(1)  مع أننا أصلا مؤمنين و كنا نعيش في منظومة اجتماعية مسالمة, مبنية على التمسك بالأخلاقيات والسلوكيات القويمة, لكننا نرى بعد عشرين عاما من أخوان البشير (المتأسلمين) أن التدين إرتبط بالمظهر أكثر من إرتباطه بالجوهر, ففقد مضامينه الروحية بشيوع التدين الشكلي, ليتحول إلى مظهرية تتسم بسطحية منزوعة المعاني, فالإيمان الحقيقي ليس بالتمني, ولا بالتحلي, ولكن ما وقر في القلب, وصدّقه العمل. لقد انتشرت مظاهر الورع النفعي في كل مكان, حتى اصطبغت بها أرصفة الشوارع, وتزينت بها واجهات المؤسسات الحكومية والأسواق والمحال التجارية, وطغت على سلوك البعض  بحيث صار التدين الشكلي هو الشعارالرسمي والسياسي والمهني, لدرجة انك تحس وكأننا نحلق في فضاءات العفة والطهارة والنزاهة, وننعم بالطمأنينة والهناء والصفاء والوئام والسلام, في الوقت الذي تستيقظ فيه مدننا على أصوات الحروب في أكثر من جهة , , وجاء اليوم الذي وقف فيه السودان في طليعة البلدان غير النزيهة في التصنيف العالمي لمنظمة الشفافية العالمية.... من الواضح أن نظام البشير يمر اليوم بحالة غير مسبوقة من انفصام الشخصية, وانفصال العقيدة في السلوك والتطبيق, ويعزا ذلك إلى غياب المعايير الأخلاقية العامة, التي أكدت عليها الأديان السماوية كلها, فضلا عن شيوع الغش والكذب والنفاق, بحيث صار الدين في كثير من الأحيان مختزلا في مجموعة من ممارسات وصولية, وإجراءات سطحية مفتعلة, يراد منها التزلف والتقرب لنيل المراتب, أو لتحقيق المكاسب, ويراد منها التبضع السياسي.. أصبحنا نعيش في عصر يهتم فيه أصحاب الوجوه الزئبقية بمظهرهم لا بجوهرهم, فتراهم يتلاعبون بتضاريس وجوههم وجباههم, فيضعون الأقنعة التنكرية لتغطية ملامحهم الحقيقية, ويتخذون ماكياج التدين والوقار الزائف كبطاقات ترانزيت لعبور بوابات النصب والاحتيال, أو لاستغلال سذاجة الناس وطيبتهم, تمهيدا لتحقيق مآربهم الدنيوية, ونيل المناصب والدرجات الرفيعة.. وانحصرت أدوات التظاهر الشكلي بحلاقة الشوارب, وإطلاق اللحى, وكي الجباه, وتقصير الثياب, والتباهي بتنويع الخواتم الكبيرة والصغيرة, وترديد بعض العبارات المشفرة, والكلمات المنمقة, وإظهار الشدة والصلابة المفتعلة عند التعامل مع عامة الناس, والتمسك بالقشور إلى درجة المبالغة ومن الذين أساءوا للدين والتدين بمزايداتهم التمثيلية المعادة. ويتسترون بالدين, ويتظاهرون بالورع والتقوى, ويستبطنون والفسوق والعصيان, فاستغلوا الدين وقودا لإشعال فتيل الصراعات السياسية, وتأجيج نيران الفتن الطائفية لتفتيت الوطن وتقسيمه, واتخذوا الدين جسرا تكتيكيا عبروا من خلاله إلى مواقع التسلط, وتبرقعوا ببرقع الإيمان المزيف وهم ابعد ما يكونون عن الدين وعن طاعة رب العالمين.. مزيفون أعمى حب المال بصائرهم, فتمظهروا بكل أنماط الخشوع السطحي, خلعوا المهابة المصطنعة على عناوين شركاتهم المتنامية في مستنفعات الفساد, تحصنوا خلف جدران الرياء وتلحفوا بردائه, استغلوه استغلالا بشعا في الترويج لمنتجاتهم وبضائعهم المغشوشة, فأقحموا الرموز الدينية في أنشطتهم التجارية ومشاريع ربحية التي صبغوها بصبغة دينية صارخة. نحن على يقين تام أن المتاجرة تحت غطاء الدين ليست اختراعا حديثا, بل هي قديمة قدم نشوء الأديان وتطورها في عصورها التاريخية المختلفة, فالطبيعة الاستغلالية التي تكبل الإنسان بالمادية هي طبيعة جشعة من شأنها أن تستفيد من كل فرصة في سبيل تحقيق مطامعها, فلا عجب أن نرى المتاجرة بالقيم الدينية وقد صارت اليوم هي الوسيلة الأسرع والأسهل لتحقيق الثراء الفاحش, بحيث امتطوا صهوة التدين السطحي, واتخذوا منه مطية لتحقيق مآربهم.. أن أمثال هؤلاء لا يعرفون حقوقهم ولا حقوق غيرهم, وتكاد تنحصر صولاتهم الانتهازية في حدود أنشطتهم الوصولية المكشوفة, لكنهم أن صعدوا أو نزلوا, أو غابوا أو حضروا, لا يعدون عن كونهم مجرد إنتهازين نفعيين في جسد هذا النظام المتهالك...

 

هذه هي شريعتك يابشير في سنواتك الثلاثة والعشرين التي مضت فبماذا تبشرنا وما نتظر من شريعتك القادمة طبعا لن تكون أفضل مما سبق بل أقسى وأفسد وأمر علينا وعلى شعبنا وبلادنا...

 

(2) إنقلابكم العسكري في 1986م  ليس له علاقة  بالثورات العربية بل هو بالنقيض هو تقويض لإنتفاضة الشعب  في أبريل 1985 وثورته التي سبقت ثورات الربيع العربي التي يحاول أعداء الأمة تفريغها وحرفها عن مسارها الوطني والقومي بتسليمها لعصابات الأخوان كما فعلوا بالسودان حتى جزءوه  وفصلوا جنوبه في دولة ، فبماذا تبشر يا بشير أهل مصر وليبيا وتونس هل تبشرهم بالتجزءة والتقسيم الجوع والفقر؟؟ والشعب لن يسكت فإن صادقا في قولك أن الثلاثين من يونيو كانت ثورة سبقت غيرها  فعليك إطلاق صراع المعتقلين والحريات العامة وحرية التظاهر والتعبير بكل الوسائل وأوقف القمع والإرهاب والتسلط فسترى ماذا يفعل الشعب بثورتك ونظامك ويترى الثورة الحقيقية وهذا ما تخشاه يا مشير بكفاك تمثيلا وكذبا ولا تقول ما لاتستطيع تثبيته بالفعل والعمل ولا تغرنك سلطة غير مضمونة الإستمرار فالله ينزع الملك من يشاء ويذل من يشاء وذلك بيد الشعب...        

 

(3) ومما تقدم يا خضر ويابشير أن الشعب لن ينتظر طويلا  وإن كنتم تيريدون منازالة الشارع فعليكم أن تتنازلوا عن كل ما كسبتموه من مال حرام وكسب سياسي ومادي طوال ال 23 سنة المنصرمة من عمر نظامكم الذي حصلتم عليه بدون شرعية سياسية ولا قانونية وبالحرام وتسلموا أنفسكم لعدالة محاكم الشعب لتحاسبوا على جرائمكم في حق الشعب والوطن وبعد ذلك تقام إنتخابات نزيه ونرى ماذا سيحصل عليه من تبقى منكم فإذا حصلوا على نصف أصوات مدينة (أمبدة) أو (كافوري) حلة البشير أو (الثورة) أو اقل من ذلك سوف نسمح لكم بحكمنا عشرون سنة أخرى وإذا فشلتم فسوف تدفعون كل فلس وكل دقيقة ضيعتموها من عمر السودان ومقدراته في 23 عام من عمر إغتصابكم للسلطة ...

 

 





الثلاثاء١٦ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عباس محمد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة