شبكة ذي قار
عـاجـل










شاءت الصدف ان اقرأ مقالة لكاتب امريكي مبيناً فيها ما فعله الامريكان في العراق منذ الاحتلال عام 2003 ، وقد وجدت من المناسب ان يطلع عليها القارىء العربي الكريم، لما تنطوي عليه من معلومات خطيرة يُفصح عن بعضها لاول مرة لم ياتِ الكاتب بجديد، فما ذكره معروف على صعيد محلي واقليمي وعالمي، ولكن الجديد فيه هو قوله الحقيقة المرة التي لم يُفصح عنها احد قبله ، والمتمثلة بالهدف الرئيسي من غزو العراق واحتلاله والتي جاءت نصاً في متن المقال وكما يلي "العراق اليوم بلد محطم، لا يملك حتى القدرة على توفير الطاقة الكهربائية لمواطنيه ، انهم شعب على عتبة حرب اهلية جديدة ، مقسم الى قبائل وعنصريات واديان واحزاب سياسية، تُهدد بعضها بتشرذم البلد وتجعله عرضة للتجزئة العرقية والطائفية كل عدة اشهر او نحو ذلك. باختصار لدينا بلد لم يعد قائم في الحقيقة بأي معنى دقيق لهذا المفهوم.

 

ولذلك يستطيع مهندسو هذه الحرب ان يقولو ( المهمة انجزت ! ) لانه في نهاية الامر ذلك هو الغرض الذي توخوه من ذهابهم للعراق منذ البداية. ولكنهم اخبرونا في حينه ان القضية تتعلق بما لدى صدام من ( اسلحة دمار شامل ) ، وعندما تبخرت تلك الاكذوبة اعلنوا عن تأسيس ( ديمقراطية صديقة ) . ولكن الغرض الحقيقي كان ( تدمير البلد وسحقه وجعله شذر مذر تذروه الرياح رماداً بحيث لا تقوم له قائمة ولا يستطيع النهوض الى ابد الابدين ) "

 

اني اترك تقدير ما جاء اعلاه الى القارىء اللبيب ليتحرى بنفسه الدوافع الخبيثة المجرمة التي وراءه وهي كثيرة .. وهل يحق لاي عراقي ان يشكر الامريكين ويقول انهم محررين ..!! – ذلك حق لكل اسرائيلي وصهيوني فقط – ويتعاون معهم ويقدم لهم فروض الولاء والطاعة ، ويجعلهم مرجعية يلوذ بها عند الشدائد، الا من في قلوبهم مرض خبيث. هل ان ذلك راجع الى الجهل وعدم الدراية؟ ام للعمالة الفاضحة التي تلبست اصحابها ليضيفوا شخوصاً الى قائمة من لعنهم التاريخ وسيبقى يلعنهم الى يوم يبعثون، لانهم باعوا اوطانهم للاجنبي مثل ابي رغال الذي تعاون مع الاحباش ضد ابناء جلدته، وابن العلقمي الذي باع بغداد دار الخلافة الاسلامية للمغول ..!! اين اصبح شعار ( الشيطان الاكبر ) ..؟ يبدو انه قد تحول الى شعار ( الصديق الحميم المعتبر ) ..!! وا..عجبي ..!؟

 

 

عابر سبيل

١٢ / شبــاط / ٢٠١٢

 

 

ماذا جرى في العراق .. وما الذي انجزناه ؟

 

بقلم : جستن رايموندوا Justin Raimondo

١٢ / شبــاط / ٢٠١٢ /  منتدى ضد الحروب

 

لقد طغى اسم العراق على وسائل الاعلام لفترة طويلة .. انكم تذكرون العراق؟ انه يتهاوى الى حطام. فالحكومة فوضى عارمة، ورئيس الوزراء نوري المالكي في حرب شعواء مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي يتهمه بالارهاب، بعد عدة ايام من مقاطعة حزبه لجلسات مجلس النواب، وصدرت مذكرة توقيف بحق الهاشمي وتوقيف سته عشر من عناصر حمايته مع امرأتين تعملان في مكتبه الاعلامي، مما اضطر الهاشمي نفسه الى الهروب من بغداد.

 

ان الحكومة الرديئة الاداء عبارة عن انعكاس حقيقي لواقع البلد عموماً، لما يكتنف البلد من عنف منتشر في جميع الاصقاع. وقد شخصت واشنطن هي الاخرى تلك الحالة المزرية. الا ان ذلك لم يمنع ادارة اوباما من الادعاء ان انسحابها كان انجازاً مضافاً لدورها الريادي، والذي ادى بدوره الى زيادة اعداد المرتزقة ( الشركات الامنية ) في العراق، لتضاف رواتبهم الى قوائم نفقات الحكومة، فضلاً عن زيادة عدد طيرات الطائرات بدون طيار في المجال الجوي العراقي. لقد صرح علي الموسوي المستشار الاقدم للمالكي الى صحيفة نيويورك تايمز قائلا " ان سماءنا هي سماءنا وليس سماء الولايات المتحدة الامريكية " ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ذلك صحيح؟ ما الذي يستطيع العراقيون عمله حول الطائرات بدون طيار، اسقاطها؟ اذا حدث ذلك فسيكون بالطائرات المقاتلة التي تجهزها الولايات المتحدة الى العراق، والتي لم تصل بعد.

 

ما الذي حصلنا عليه مقابل الالاف من القتلى والمليارات التي انفقناها لتحرير العراق؟ ما حصلنا عليه دكتاتورية حقيقية تكتم اصوات المعارضين وتقتل الصحفيين باستمرار، ويستشري الفساد في كل مفاصلها، ولذلك تجد العراقيين يتندرون فيما بينهم باستمرار اي من مؤسسات الدولة اكثر فساد من غيرها؟ وماذا الان؟ ماذا عن النوايا الحسنة للشعب العراقي الذي ينبغي عليهم ان يكونوا ممتنين بكل تأكيد لتحريرنا لهم. ولكن الامر على العكس من ذلك فبدلاً منه هو الشعور المضاد للأمريكيين اليوم يشكل قوة يستثمرها جميع السياسيين العراقيين. ولا يستطيع اي امرئ ان يفكر بغير تلك المشاعر العادلة المبرّرة بالتمام. على اي حال لو ان اي جيش اجنبي قد قتل مئات الالاف من الامريكيين وحول بلدنا الى اثر بعد عين، فأي رد فعل يمكن ان يتوقعه منا اي انسان خلافاً لذلك الذي يشعره العراقيون الان تجاهنا.

كانت كلفة الحرب المادية تتراوح بين ( 1-3 ) ترليون دولار ( 1-3 عن يمينها اثنى عشر صفراً – المترجم ) . فضلاً عن عشرات الالاف من المقاتلين المعوقين بجروح مرعبة والاطفال اليتامى بدون اباء او امهات. وما الذي يمكن ان ندعيه مقابل كل تلك الخسائر الجسيمة؟

 

"العراق اليوم بلد محطم، لا يملك حتى القدرة على توفير الطاقة الكهربائية لمواطنيه، انهم شعب على عتبة حرب اهلية جديدة، مقسم الى قبائل وعنصريات واديان واحزاب سياسية، تُهدد بعضها بتشرذم البلد وتجعله عرضة للتجزئة العرقية والطائفية كل عدة اشهر او نحو ذلك. باختصار لدينا بلد لم يعد قائم في الحقيقة بأي معنى دقيق لهذا المفهوم. ولذلك يستطيع مهندسو هذه الحرب ان يقولو ( المهمة انجزت ! ) لانه في نهاية الامر ذلك هو الغرض الذي توخوه من ذهابهم للعراق منذ البداية. ولكنهم اخبرونا في حينه ان القضية تتعلق بما لدى صدام من ( اسلحة دمار شامل ) ، وعندما تبخرت تلك الاكذوبة اعلنوا عن تأسيس ( ديمقراطية صديقة ) . ولكن الغرض الحقيقي كان ( تدمير البلد وسحقه وجعله شذر مذر تذروه الرياح رماداً بحيث لا تقوم له قائمة ولا يستطيع النهوض الى ابد الابدين ) "

 

عند غزونا للعراق واحتلاله، لم نكتفِ بدحر قواته المسلحة فقط، بل سرحنا جيشه وشرطته مع جميع مؤسساته الاخرى التي كانت تشد عناصره المختلفة الى بعضها. فقد دمرنا منظوماته التربوية ولم يُعد بناؤها، كما سحقت البنية التحتية بالقصف ولم تُعد الى سابق عهدها،وحتى رموز وواجهات المجتمع المتحضر هي الاخرى دمرت، كالطرق والجسور ومحطات الكهرباء ومشاريع الماء والمتاحف والمدارس واصبحت اثر بعد عين، او في احسن الاحوال تركت على ما هي عليه دون اعمار. فضلاً عن ذلك كله القيٌم الروحية والنفسية التي تُمكّن المجتمع من العمل والتماسك قد اهتزت واندثرت، مثل روابط الثقة والولاء والعادات، كما تُرك العراقيون يواجهون انفسهم في خوض غمار حرب فيها الجميع ضد الجميع.

 

لقد كانت النوايا حسنة..! اليس كذلك..؟ فيما جرى في العراق. ليس للمرء سوى ان يندهش.. بالطبع، بمقدور اي انسان ان يدعي لنفسه نوايا تروق له، ولكن الحقيقة هي لو تجاوزنا الاطناب وتعمقنا فعلا بما يجري، وما جرى هناك، سنكتشف انه مشهد مرعب لا يرقى له الشك. ان ما نشهده في عراق ما بعد صدام هو ازالة بلد بكامله. يمكننا القول وبكل ثقة جئنا ورأينا وحطمنا بلد.

 

اننا نعيد المشهد نفسه في الاقليم. خذ ليبيا مثلاً، فأن النتيجة مشابهة تماماً لما شاهدناه في العراق. فوكالات الاغاثة الغربية فرت هاربة، وجماعات حقوق الانسان تشير الى انتشار التعذيب وتفاقم القمع. اما في مصر هي الاخرى، فأن دعمنا للربيع العربي يشير الى ظهور دكتاتورية عسكرية، وتشير الدلائل الى المزيد من فوضى قادمة لا محالة. وفي سورية نحن ندعم غوغاء تخوض حرب عصابات ضد النظام ويبدو مستقبل البلاد عراقيا بامتياز.

 

بأختصار تام ... ان تأثير عمل الولايات المتحدة في الاقليم يأتي عكس نتائج ،فكل شي يلمسه الامريكان يتحول الى رصاص  ( Midas ) لمسات الملك ميداس* بدلاًمن ذهب.

 

ان ما اشرنا اليه يكفي لجعل الانسان يفكر ان السياسة التي اتبعت في العراق كانت مقصودة، وليس نتيجة تراكم الاخطاء التي ادت الى الفشل، بل على العكس هي نتائج السياسة المرسومة التي طبقت بعناية فائقة. ولنقولها بصيغة اخرى، لو ان الولايات المتحدة منشغلة الان في استراتيجية بعيدة المدى في فرض ضغوط اقتصادية وسياسية وعسكرية على الدول العربية المختلفة و ( ايران ) من اجل احداث تغيير من داخل الانظمة، عندها يمكن القول ان الجهود المبذولة تشكل نصراً. والذي يثير التساؤل هنا هو لاي غرض يجري كل ذلك؟ مرة اخرى نعود الى الحديث عن النوايا سواء كانت جيدة اوسيئة، والتي تعتبر غامضة بالنسبة للجميع عدا من يملكون قدرة قراءة الافكار، اما بالنسبة لي فأنني ارفض جميع ما يتعلق بالنوايا، لانه عندما يقال كل شيء وينفذ ثم لا يرقى الى شيء مفيد فلا خير في النوايا. انني اقيّم الاشخاص والامم بما يقدمون وليس بما يدعّون انهم سيقدمون، بموجب هذا الاعتبار اردنا ان نبذر الفوضى العارمة، وذلك بالضبط ما صنعت ايدينا.

 

النص الإنكليزي للمقالة

http://original.antiwar.com/justin/2012/01/31/iraq-in-retrospect/

 

 

* ميداس : ملك فريجيا القديمة في اسيا الصغرى الذي يحوّل كل شيء يلمسه الى ذهب. المترجم.

 

 





الاحد١٩ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عابر سبيل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة