شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ يوم الجمعة الماضي تتناقل الأخبار حول قيام أشخاص من مقلدي السيستاني بحرق مكتب المرجع الديني محمود الحسني الصرخي في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار ، وكذلك حرق المصاحف والكتب بعد حرق مسجد تابع له ، وتوالت الاخبار حول احراق مكاتب اخرى له بعدد من المحافظات خلال اليومين الماضيين .

 

( حرق المصاحف في مسجد الصرخي )

 

التهمة التي أدعاها مقلدي السيستاني للقيام بهذه الجرائم هي ( التعصب وإثارة الفتن ) من قبل الحسني ومقلديه ، وهذا الادعاء القصد منه هو عدم تطابق افكار الصرخي مع السيستاني وليس شيء آخر ، لأن من لا يوافق على آراء السيستاني يعتبر ( يثير الفتن ) !!!. ومثل هذه الممارسات موجودة في تاريخ الحوزة العلمية ، حيث ان كل من لا يتطابق في آراءه مع المرجع المسيطر على الحوزة في كل مرحلة يتم وصفه بهذه الصفة ، لا بل يجري التشهير به بحيث ينتهي دوره في وسط الحوزة ، والأمثلة على ذلك كثيرة .

 

ما يجري لمكاتب السيد الصرخي ومساجده ليس سببه هذا الادعاء ، بل توجد خلفية سابقة له وهي :

 

أولاً :   محمود الصرخي لم يكن طالب حوزة تقليدي مثل الآخرين ، بل هو قبل أن يلتحق للدراسة في الحوزة كان قد تخرج من كلية الهندسة ، لذلك فهو متنور ومثقف ، وعندما درس في الحوزة كان من المتفوقين بين اقرانه لوجود خلفية علمية له ، وبعد أن أكمل مرحلة البحث الخارج في الحوزة وحصل على درجة الاجتهاد ، أعلن مرجعيته نهاية التسعينات، وهذا ما أربك المرجعيات التقليدية ، ومنها مرجعية السيستاني ، حيث من غير المقبول لدى تلك المرجعيات أن يتصدى للتقليد شاب بهذا العمر ، ويطرح آراء متقدمة على أفكارهم المتخلفة .

 

ثانيا : ليس هذا فقط ما أثار المرجعيات والسيستاني بشكل خاص ضده ، بل انه صرح بأنه هو الأعلم بين المراجع ، وهو اعلم من السيستاني ، ودعاه للمناظرة لإثبات ذلك ، وحدد جامع الهندي في النجف لإجراء المناظرة بحضور طلاب الحوزة ، ومن يتفوق بها يكون هو المرجع الاعلم ، وفي حالة عدم حضور السيستاني فهذا يعني اقراره انه ليس الاعلم وبهذا لا يجوز أن يدعي بعد ذلك أنه المرجع الأعلى في الحوزة. طبعا لم يحضر السيستاني لمثل هذه المناظرة لذلك أكد انه اعلم منه .

 

ثالثا : يضاف لكل ذلك أن الصرخي هو أول من صرح من خلال الاجابة على استفتاء خطي ، ان نسب السيستاني ليس له علاقة بآل البيت ، وهو ليس سيد ، وهذا الموضوع يعتبر كبير وله تأثير في وسط الحوزة ، وله علاقة مباشرة بالحصول على ( الحقوق الشرعية ) ، أي الخمس ، وهذه قضية مهمة بالنسبة للسيستاني ووكلاءه الذين لهم نسبة من مبالغ الخمس التي يحصلون عليها من مقلدي السيستاني وتقدم لمكتبه .

 

هذه الخلفية التاريخية لعداء السيستاني ووكلاءه للسيد محمود الحسني الصرخي والتي كانت نتائجها ما يحصل منذ يوم الجمعة حتى الآن . يضاف لذلك موقفه المناهض للاحتلال وإيران ، حيث سبق لمقلديه ان قاموا بحرق القنصلية الايرانية في البصرة ، وتصادموا مع القوات الأمريكية في كربلاء ، وهذا ما لا يروق للسيستاني الذي يهادن المحتل وايران ، بل يشرع لهم افعالهم الاجرامية.

 

 





الاثنين٢٧ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور أحمد الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة