شبكة ذي قار
عـاجـل










في قرائتي لرسالة الرفيق المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي أمين سر القطر القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني إلى احد المقاتلين الأوفياء من شيوخ العراق الكرام. وجدت مدلولات وبيانات حبيت ان اشترك معكم بها ليطلع عليها قرائكم الاعزاء ولتكون جوابا لكل التسائلات التي تثار هذه الايام والتي تتسائل عن ماهية رسالة حزب البعث العربي الاشتراكي .. وما جاء في رسالة الرفيق المجاهد خير تعبير عن الجوهر الاساسي لمدلولات ثقافة الحزب في تفسير معنى رسالة الامة العربية . نبدأ باسمه تعالى من هنا :

 

في تفسير للقرطبي : (روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى " كنتم  خير امرة اخرجت للناس " قال أنتم تنتمون سبعين امة انتم خيرها واكرمها عند الله . وقال هذا حديث حسن . وقال ابو هريرة : نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل الى الاسلام ... قال النحاس : والتقدير على هذا كنتم للناس خير امة وقال ابن عباس هم الذين هاجروا من مكة الى المدينة وشهدوا بدرا و الحديبية  ... وقيل معناه كنتم في اللوح المحفوظ وقيل كنتم منذ امنتم خير امة ....وقيل صارت أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة لان المسلمين منهم أكثر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أفشى ,فقيل هذا لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما قال صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني اي الذين بعثت فيهم... )     وكلها تشير الى انهم عرب مسلمين

 

وفي الحديث الشريف  : إن الله اختار العرب فاختار منهم كنانة ، أو قال : النضر بن كنانة شك حماد ثم اختار منهم قريشا ، ثم اختار منهم بني هاشم ، ثم اختارني من بني هاشم

الراوي:  محمد بن علي المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 7/134
خلاصة حكم المحدث :
مرسل بإسناد حسن

إن الله اختارني واختار لي أصحابا وجعل لي منهم وزراء وأنصارا وأصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا

الراوي: عبدالرحمن بن عويم بن ساعدة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 71   .خلاصة حكم المحدث: حسن

إن الله اختار أصحابي على العالمين ، سوى النبيين والمرسلين ، واختار لي من أصحابي أربعة – يعني أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، فجعلهم أصحابي ، وقال في أصحابي : كلهم خير ، واختار أمتي على الأمم ، واختار أمتي أربع قرون ، الأول ، والثاني ، والثالث ، والرابع

الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 905
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

 

وجاء في الرسالة الرفيق القائد  : واعلم أيها الحبيب... فحيث ما ترد كلمة الأمة في رسالتي هذه إليك فاقصد الأمة العربية المجيدة وليس الأمة الإسلامية، إذ هي وحدها صاحبة الرسالة الخالدة الخاتمة تنزيلا وتكليفا وتبليغا وحفظا وأداء فعليها نزلت الرسالة وبلغتها نزلت وهي أول من امن بها وعشقتها وتعشقتها، وهي التي حملتها إلى مشارق الدنيا ومغاربها، وهي الأداة الأساسية والحاسمة لحفظها، وهي وعائها ومادتها.. فالرسالة الخالدة الخاتمة عربية التنزيل والمنشأ والمنبت والنمو والازدهار والتكليف والتبليغ.. إنها عربية صميمية فأدائها وحفظها وتبليغها وعشقها وتعشقها وحمل راياتها فرض عين على العرب لا يقبل من العربي بديلا على الإطلاق وهم الذين كلفهم جل جلاله لعرضها على أمم الأرض لتهتدي بهديها بدون أكراه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).

 

اذن مما سبق فاننا نرى تحديدا ايضاحيا صريحا لا لبس فيه لمعنى شعار الحزب في :   أمة عربية واحدة --  ذات رسالة خالدة  , هذه الامة التي فضلها الله سبحانه كما ورد اعلاه وهي تحمل الرسالة الخالدة ما دام الاسلام قائما .. وهي المبدأ الاساسي في تكوين شعار الحزب و لا تتناقض في كون الحزب حزبا شبه علمانيا أي بتفسير اخر انه اختار ان يكون حزبا غير طائفيا ولا عنصريا محددا بفئة واحدة و لا يحدد افراده واعضاءه بجنس محدد وانما يشمل غير العرب ممن يعيشون معه باراضيه , ولم يجعل الحزب  من شروط الانتماء اليه ان يكون المنتمي مسلما  او سنيا او شيعيا او حتى ينتمي لاي طائفة اخرى مادامت شروط احترام الدين متوفرة للكل .. ذلك ان الحزب قد نظر نظرة شمولية ثاقبة لحال الامة العربية فوجد فيها مرضا ينخر بها  ويتم التثقيف فيه منذ اكثر من الف وثلاثمائة سنة من قبل مجوس الفرس يشاركهم كل اعداء الاسلام في محاولات تحريف  الاسلام ومحاولة رفع رايته العربية منه بحجج واهية تعتمد على التأويل الغير صحيح للشعوبية الذي يخدم اعداء الاسلام من خلال تجريده من  عروبيته .. كما وجد من يعيش فينا ممن لا ينتمون للاسلام ولكن هم اهل هذه الارض وحبهم لها يصل لدرجة الفداء بالروح .. وكما حالي تعرفونه اوجز بالكلام فاكتفي بهذا الشرح كي لا اطيل وعليه فان المرحلة لم تكن مؤاتية لان تكون مرحلة صراع على جميع الجبهات والاصعدة او ان يختار الحزب فئة معينة تنتمي اليه وانما كانت مرحلة جمع كل الخيرين ممن يعيشون على هذه الارض الطيبة ارض العرب ممن تغير مذهبهم لسبب ما او ممن هاجروا وسكنوا ارض العرب من القوميات الاخرى وبقوا محافظين على قوميتهم او ممن حافظوا على دينهم السابق دون تغيير تحججا بالاية الكريمة ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) أي لا تكرهو احدا على الدخول في دين الاسلام فانه بين واضح جلي وبراهينه لا يحتاج الى ان يكره احد على الدخول فيه بل من هداه الله للاسلام وشرح صدره كما قال ابن كثير في تفسيره .. وعليه ايضا فان رؤى الحزب لاصلاح حال الامة ونهضة الاسلام من جديد لن تعود ولن تكون ممكنة اذا ما انتهج سياسة عنصرية وحمل مبدءأ طائفيا لذلك لم يكن الحزب في يوم من الايام طائفيا بل بغض وعنف كل من يحمل هذه الافكار واخرج من تنظيمه من يحملها .. فالمرحلة الان هي مرحلة اعادة وجمع تكوين الامة وعودتها للدين الاصيل من خلال التطبيق الصحيح لاسسه وشرعه ورويدا رويدا وفي فسح الزمان التي يهيمن الهدوء فيه يجلس جميع المختلفين باسلوب حضاري يناقشوا مسائل ازالة الخلافات الطائفية والاثنية ولا سقف محدد لها لا سيما وان الفروقات قد مضى عليها الف عام من الزمان فلا توجد العصا السحرية التي تغير الجميع ,, ولكن يظهر ان اعدائنا قد قطعوا مرحلة متقدمة علينا من خلال تضليل الكثير من ابناء الامة العربية الذين خانوا بلدهم وشعبهم ورسالتهم السمحاء ليصطفوا مع الفرس في تقتيل وتهجير ملايين من الشعب العراقي وتستمر محاولاتهم البغيضة في تفريق الامة العربية وتهديم رسالتها السماوية في حمل راية الاسلام .        

 

كما ورد في الرسالة :

إن هذا الحكم ألقراني يختص بالأمم الأخرى إن بقيت على دينها وتدفع الجزية.. أما العرب فلا يقبل منهم إلا الإيمان وحده لا يقبل منهم إلا الإقرار بوحدانية الله وبالرسالة لحبيبه ومصطفاه سيدنا محمد ابن عبد الله الهاشمي القريشي العربي وحتى حرم تواجد الأمم الأخرى غير المؤمنة في جزيرة العرب .. أي حرم تواجد الأديان الأخرى في جزيرة العرب، وأنت تعلم ما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يعرض الجزية على القبائل العربية ومدنهم وأقاليمهم إلى جانب الإسلام والسيف، وإنما كان يعرض الإسلام والسيف فقط أي إما الإسلام وإما السيف ولو أن القران الكريم و الرسالة الخالدة كانت هي دين فارس ورسالتهم ما تمنى سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه ولا يحق له أن يتمنى أن يجعل الله بينه وبين فارس جبل من نار.

 

وهذا صحيح بنظري فلو كان الفرس او حكام تركيا يدينون بالاسلام ايمانا وعقيدة ويحملون هذه الرسالة لما تعاقبوا على كراهية العرب حملة الرسالة الاول وسلالة اصحاب وأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولا فرقوا بينهم وفي رسالة الرفيق المجاهد توضيحات اخرى لمن اراد قرائتها .. على هذا الرابط : https://www.thiqar.net/Art.php?id=27611

 

ان البعث كما ارى كان قد اختار دروس الاسلاف الاول في نشر الاسلام عن طريق النصرة فلذلك كانت ابوابه غير محددة للانتماء ولذلك كان حزبا شموليا لكل العرب وفقط للعرب على اختلافاتهم المتعددة .

 

اذن فالرسالة الخالدة تبدأ من توحيد العرب وقيادتهم  التدريجية باتجاه العودة الحميدة لتعاليم الدين الاسلامي الحنيف والتي لن تخرج احدا من حزبه اذا ما اصر على البقاء كما كان ما دام بقاءه  لا يؤثر  بمفاهيم وتقاليد وتطبيقا ت الحزب الاخرى او ان يعمل الشقاق بين افراده وتنظيماته . لذلك فامتنا العربية امة واحدة ذات رسالة خالدة وهي الاسلام بكل معنانيه الانسانية والشرعية.

هذا ما رأيته في الرسالة

 

وفي السلام الختام

 

 





الجمعة٢٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة