بسم الله الرحمن الرحيم
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
صدق الله العظيم

يا جماهير شعبنا العربي الصامد المجاهد
أيها المناضلون في أرض الرباط المقدّس بفلسطين السليبة
رفاقنا على درب العروبة والإسلام

في مثل هذا اليوم من تاريخ أمتنا العربية أتمّ الإستعمار المرحلة الأولى من مراحل تآمره بغرس جسم غريب في قلب الوطن العربي فكان كيان الغصب الصهيوني هو الإبن الشرعي للإمبريالية والوجه القبيح للعنصرية والفاشية في العالم أجمع والأداة الطيّعة لخدمة مشروع تقسيم الأمة وتفتيت كيانها وضرب وحدتها وتقدمها .

وكانت المرحلة الاولى هي تجزئة الامة العربية لكيانات قطرية ودويلات وإمارات وممالك لا حول لها ولا قوّة اما المرحلة الثانية فقامت على تجزئة الدولة والكيان القطري الى كيانات طائفية ومذهبية وأثنية متنابذة متناحرة وعاجزة عن النهوض المستقبلي وعن مواجهة العدو الخارجي ولم يستثني هذا المخطط الاستعماري أي بلد عربي سواء كان محكوماً بنظام وطني أو رجعي موال لأمريكا . ولقد إضطلع الكيان الصهيوني بدور مركزي في ترجمة هذه الاستراتيجية الاستعمارية بالاشكال الثلاثة المعروفة العسكرية والاقتصادية والايديولوجية.

وإننا في حركة البعث القطر التونسي إذ نحيي مع أبناء شعبنا في فلسطين هذه الذكرى الأليمة فإننا نوجّه بالتوازي رسالة الأمة المقاتلة العظيمة الى كلّ مغتصب محتلّ في العالم أجمع مفادها أن فلسطين هي وقف للأمة العربية جمعاء لا يجوز التنازل عنه أو التفريط فيه لأيّ سبب كان ومن أيّ طرف كان وأنّ تحرير فلسطين يمرّ حتما بوحدة النضال العربي ضدّ الرجعية والإمبريالية والتخلف وضدّ كافة أشكال التطبيع مع العدوّ الصهيوني وأن وحدة العمل الفلسطيني المقاوم هي السبيل الوحيد لطرد المغتصبين وتحرير الأرض السليبة فلا خيار والحالة تلك إلاّ خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة التحرير الكامل والشامل لكلّ شبر مغتصب من أرض الرباط المقدّس .

ويهمّنا في حركة البعث القطر التونسي أن نستثمر هذه المناسبة للتذكير بالتضحيات الجسام التي يقدّمها أبناء شعبنا الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني الغاصب ممّن أعطوا المثال والقدوة والنموذج على معدن الرجال الشرفاء الثابتين على المبادئ بخوضهم معركة الأمعاء الخاوية دفاعا عن حقهم في الحرية كمقدمة لأوسع حملة رسمية وشعبية وعربية ودولية لحماية الأسرى وفضح الممارسات الصهيونية تجاههم ولتكن تلك التضحيات دافعا لكي يهتزّ في الوجدان العربي نداء الأرض والعرض والشرف ولكي نعلن بالفم الملآن عزم الأمة على إستعادة أرضها المسلوبة من خلال تحويل آلام مأساة النكبة والإغتصاب الى منبع للأمل في الإنقاذ والتحرير ومن عبرة الإستعمار الإستيطاني سبيلا للنصر المؤزر على الإمبريالية والصهيونية والرجعية .

عاش نضال أبناء شعبنا من أجل فلسطين حرة عربية مستقلة
المجد والخلود لشهداء الأمة على درب تحرير فلسطين وكلّ الأرض العربية المغتصبة
والخزي والعار لكلّ مطبّع مفرّط متنازل عن الحق العربي الثابت في فلسطين
وإنها لأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

عز الدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
١٥ / أيــار / ٢٠١٢