شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة والجهاد الموحد هما طريق التصحيح

 

الدعوة لقيام جبهة نضال قومية واسعة:

 

ثم يعود الرفيق الأمين العام ليخاطب جماهير الأمة عموما قائلا: ( هذا حال أمتنا اليوم ممثلة بنظامها الرسمي المتقاطع المبعثر المتخاذل المتهاويبل المتآمر، قد سلم وإستسلم لكل من هب ودب، يريد النيل من الأمة. بالأمس القريبقد رأيتموهم كيف تداعوا هرولة من أقصى مغرب الأمة إلى أقصى مشرقها بلا حياءوبلا عزة وكرامة إلى قمة التآمر على شعب العراق وثورته ومقاومته المجيدة بمجردإشارة من ممثل الإمبريالية الأميركية المتصهينة في بلادهم. جاءوا ليجلسوا علىأشلاء الضحايا وملايين الأرامل وملايين الأيتام وملايين المشردين والمهجرينومئات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في سجون العملاء الأذلاء، لكي يعطوا صكالغفران لأمريكا وإيران وعملائهم وأذنابهم. تباً لكم من جبناء رعاديد حاشاالقلة القليلة منهم الذين لم يهملوا الواجب القومي الديني اتجاه شعب العراق ) .

 

فهو من خلال وضع الحقائق عن حال الأمة أمام الجماهير، فهو يدعو الجميع للتصدي للواقع، والعمل على تغير حال الأمة، وفي مقدمة المدعوين رجال البعث الرسالي، ويطلب من البعثيين إضافة الى التصدي للواقع المتدهور والمخيف، أن ينفتحوا على كل قوى الأمة الخيرة المجاهدة في عموم ساحة الوطن العربي، وخاصة قوى الجهاد والنضال في العراق، للعمل على قيام وحدة كفاحية واسعة، تكون معبرة عن أهداف الأمة كلها لتحقيق وحدتها وتحررها وتحريرها، وإعادة دورها الرائد في البناء والتحرر، عبر الإنفتاح الأخوي والصميمي على الجميع، وينبه الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي الجميع بأن يتخلوا عن النظرة الضيقة والواهمة بأن أيا من التيارات والتجمعات السياسية والحزبية أوالمفكرين والزعماء يضن بأنه قادرا بمفرده للقيام بهذه المهمة الجليلة والجسيمة فهو واهم، فالمهمة الكبرى تحتاج توحيد كل جهود أبناء الأمة بدون إستثناء لأحد حتى الأطفال، كونها مسؤولية تاريخية تحتاج كل الجهود. تحتاج جهد كل من في رأسه نخوة وحمية. وتحتاج إلى رأي كل ذي رأي وحكمة وموقف.

 

ويدعو سيدته فيقول: ( فأدعو بهذهالمناسبة العزيزة الكبيرة الجليلة كل القوى التقدمية التحررية المناضلة فيأمتنا وكل القوى الإسلامية الوطنية المقاومة للغزو والاحتلال، والمناضلة من أجلالتحرير والانعتاق إلى الاستجابة فوراً إلى هذه الضرورة المبدئية الاستراتيجيةالملحة لإنقاذ الأمة، فإن ضمير الأمة اليوم أيها الأخوة والرفاق يستصرخ كل أصحاب الضمائر الحية من أبنائها وهم الملايين الذين روضهم النظام العربي الفاسد وغيبهم عن ميادين الجهاد دفاعاً عن الأمة ومبادئها وأهدافها زمناً طويلاً، حتى انفجر وانفجرت هذه الجماهير اليوم بوجهه الأسود الكالح. فهيا يا جماهير الأمة ويا طلائعها الثورية لقد كان لكم في رسول الله ورسول الأمة وحبيبها وقائدها ومثلها الأعلى صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. وستبقى هذه الأمة المكرمة تنهل من معين هذه الأسوة التي لا تغيب إلى يوم القيامة واليوم وعلى الأرض، وليست قبل اليوم. لكم في جماهير الأمة في العراق ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة، ثم في جماهير الأمة الثائرة في عدد من أقطارها أسوة حسنة، في إيمانهم وفي وعيهم وفي أدائهم وعطائهم وصبرهم وفي توكلهم على الله حتى حققوا على أرض العراق معجزة العصر الحديث في نصرهم التاريخي على الحلف الإمبريالي الصهيوني الصفوي الذي قل مثيله في تاريخ الأمة ) .
 

ويقدم سيادته رؤية واضحة للجميع هي مراجعة الذات أشخاصا وتيارات وأحزاب، ويخص بالذكر التيار الإسلامي الصحيح وليس المتحزب والذي وظف قادته الدين للدنيا، والأحزاب الشيوعية في الوطن العربي، والعودة عن الخطأ الى الطريق الصحيح، فليس العيب في إرتكاب الخطأ، وإنما العيب والجرم في الإستمرار بالخطأ والإصرار عليه، فالتوبة والندم عن إرتكاب الخطأ فضيلة وتوبة يقبلها الله تعالى فحري بالمؤمنين أن يقبلوها، وفي الشرع الديني والإجتماعي أن التوبة تكون نصوحا حين يقرر التائب عدم الرجوع للخطأ ثانية ويعمل بما يصلح النفس والآخرين ويجنبهم الوقوع أو إرتكاب الخطأ.

 

ويبدأ بالحزب فيطلب من كل الرفاق بإصلاح ما خربه الغزاة في البلاد والمجتمع، وكان القائد دقيقا في تشخيصه، فالغزاة عملو على تخريب النفوس، وأفسدوا ما في الصدور والرؤوس، مثل ما عملوا على تخريب قيم العفة والشرف بالمناصب والمال، أي طالوا في تخريبهم الفكر والأخلاق والأعراف والسنن والقوانين المجتمعية جميعا، وعملوا على تخريب الإنسان الذي خلقه الله تعالى على أحسن تقويم، تماما كما يفعل الشياطين، ففطرة الإنسان أنه مخلوق إجتماعي، كما يقول علم الإجتماع، أحالوه الى مخلوق عدواني عبر الثقافات والقوانين التي يؤجج الجانب الغريزي الحيواني في الإنسان، وهذا ما كنا قد أشرنا له في بعض تحليلاتنا للهدف من تلك الصورة البشعة التي عمل الغزاة على تنميتها مع بدأ الإحتلال، صورة الإنسان الجشع الطماع الذي يحاول أن يستحوذ على المال العام وسرقة موجودات البلد، ولذلك كانت فضائياتهم وإعلامهم ينقل بالصوت والصورة بل يهول ما رافق أيام الإحتلال الأولى من نهب لموجودات المؤسسات الحكومية ودوائرها، وسرقة موجودات البنوك وإستباحة المال العام والخاص، هذا لم يكن عملا عفويا قام به اللصوص والمنحرفين بل كان منهجا مخططا له أوجده وشجع عليه المحتل وعملائه من المرتزقة الذين دخلوا معه سواءا عراقيين أو من بلدان عربية أولها الكويت، وقلت في أحد مقالاتي بأن أول حادثة نهب وقعت في مقر شركة نفط الجنوب في البصرة، وكان الداعي للمواطنين عميل عربي من الكويت، قال للناس خذوا أغراضكم ويقصد أثاث الشركة لأن القوات الأمريكية بمجرد أن تصل الى هنا سوف تفجر البناية، فلا تتركوا أغراضكم تدمر خذوها وإستفيدوا منها أحسن من أن تدمر وتخسروها، كلام يراه البسطاء حقيقي وفيه حرص ونصيحة ولكن حقيقته مرة وغايته شيطانية، وهي تدمير نفوس العراقيين وقيمهم، فلو عرف الفاعلين الغرض الخبيث لوافقوا على ترك الأثاث يدمر خيرا لهم، فخسارة الفلوس تعوض ولكن خسارة النفوس تكبر ولا تعوض، ويصف القائد الدواء لمعالجة هذه الآفة الخطيرة تدمير النفوس وتنمية الجشع وإستمراء المال الحرام، فيقول: ( إن إصلاح ما أفسده الغزاة في بلدنا ومجتمعنا، وما أفسده المفسدون من عملائهم وأذنابهم وجواسيسهم، لا يعالج إلا بتصعيد الثورة وبتأجيج أوارها وتوسيع ميادينها، وحشد كل طاقات الأمة لمساندته ) . وهذا إستلهام من ثورة الأمة العظيمة ورسالتها الخالدة، من وحي البعثة المحمدية العظيمة ورسالة الإسلام، فالقائد المجاهد المؤمن عزت إبراهيم إستحضر في قوله الفعل الأخلاقي العظيم الذي حدث في نفوس العرب في صدر الإسلام، وكيف أحدث الرسول العظيم والقرآن الكريم كل ذلك التغيير النوعي والتطهير القيمي في النفس البشرية عند المسلمين الأوائل، ولهذا يصف الثورة ليس فقط لمواجهة الغزاة وطردهم، بل لمواجهة أمراض النفس والشرور التي لحقت بها بفعل وإيحاء وممارسات المحتليين، فتكون الثورة كسب مركب فهي رضاً للرحمن ودحراً للعدوان وتزكية لنفس الإنسان.

 

 





الجمعة٢٧ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة