من يتمعن في الخريطة السياسية للعراق يجد الجانب الضبابي في كل أركانها خريطة يصعب مشاهدة التغيرات التي تحصل فيها لعدم ثبوتية المشهد السياسي فيها ففي اليوم الواحد يمكن أن يتغير المشهد وتتغير أبعاد الخريطة فلا غرابة أن تكون مرة عمودية وتارة أفقية وبشكل يكاد يفتقد إلى التوازن بل حتى المرونة المتبعة في السياسة والدبلوماسية الدولية ...
هذا هو مشهد العراق اليوم .. تصريحات فتصريحات هنا وهناك في اربيل والنجف والبصرة وقم وطهران وبيروت ودبي وربما في قندهار متتالية في الليل والنهار قبل الطعام وبعده لايمكن مطلقا أن تفهم المشهد السياسي ولا يمكن مطلقا إدراك خريطته جغرافيا وسياسيا واجتماعيا فبات العراق بلد العجب لا ثبوت ولا متغيرات دائمة كل شيء يمكن أن يكون وبدلا من أن يطلق شعار تبا للمستحيل نقول سحقا للمستحيل لان المستحيل في المشهد العراقي اليوم ينحدر نحو الهاوية والتدمير والتخريب في كل بنى الحياة فيما كان شعار تبا للمستحيل سابقا هو تحدي المصاعب في زمن صعب مر به العراقيون كي يعبروا ويجتازوا مايصعب على الآخرين اجتيازه وعبوره وهذا ماحصل أيام الحصار الجائر الذي جثم على صدر العراق 13 عاما ولكن قبل العبور كان العدو ومن في المشهد اليوم عجلوا المهمة قبل العبور ليجهزوا عليه بالاحتلال ويكون المستحيل في العراق الذهاب إلى الاسوء والخوض في متاهات تكاد لايمكن الاستقراء في مستقبلها وكيف تكون وما ستكون عليه ...
مشهد ضبابي وخريطة تقطعها ألوان قاتمة من شمال زاخو إلى جنوب الفاو والإنسان العراقي بات حائرا على مايشاهده وما يحصل من مشهد بل مشاهد لوطنه الذي بات شكله عبارة عن صورة بائسة بريشة رسام لايعرف سوى العزلة واليأس صورة تباع ولكن لانبض فيها بل لاحياة فيها ولا أمل في أن تنبض بالحياة مرة أخرى هكذا يرى العراقي مشهد وطنه وخريطته جغرافيا واجتماعيا ....
فهو ينظر الى وطن امتلأت فيه اللغات الدخيلة والأشكال الكالحة الخبيثة ويرى بلده فقدت فيه كل المعايير لا مهم ولا أهم ..
فالاسوء يسبق الأهم لان الانحدار نحو الهاوية مستمر من كل ركن من خريطة العراق فالجميع في المشهد السياسي والاجتماعي والديني المرجعي حزموا أمرهم على السير بالعراق نحو الهاوية ضمن برنامج ويافطة تقول تدمير العراق كل من موقعه...فلا تحليلات المخابرات الأمريكية ولا تنبؤات الدجال أبو علي الشيباني يمكن أن تفلح في تفسير مايحدث في المشهد السياسي والخريطة العراقية ... ولك الله ياعراق
