شبكة ذي قار
عـاجـل










انتهت في 24ـ 5ـ 2012 مباحثات بغداد بين ايران ومجموعة الستة الكبار المعروفة بـ { 5 + 1} بشأن الملف النووي الايراني دون نتيجة، اذ اتفق على جولة اخرى ستعقد في موسكو يومي 18 و19 يونيو/ حزيران المقبل ، هدف هذه الجولة من المباحثات ـ كما اعلن اعلامياً ـ هي عقد صفقة بين الطرفين تتوقف فيها ايران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة وان لاتتعدى نسبة التخصيب على 5 بالمائة مقا بل حزمة محفزات لتخفيف العقوبات المفروضة على ايران و تقديم مساعدات تقنية في صناعة الطاقة ،فيما قالت ايران انها قدمت عرضاً بخمس نقاط بالاستنادعلى مبدأ خطوة مقابل خطوة ؟ وكسابقاتها واقربها جولة استنبول ..فشلت محادثات بغداد فلم تلمس مجموعة { 5+1 } الجدية لدى الجانب الايراني ، اذ اكد مصدرمن الوفد الدولي المفاوض انهم " استمعوا الى رد خطابي بلاغي ايراني بدون استجابة ايجابية "؟. ان هاتين الجولتين الفاشلتين جاءتا بناء على رغبة طهران في العودة الى طاولة التفاوض في محاولة منه لتجنب المزيد من العقوبات وضمن سياسة المماطلة والتسويف واطالة الوقت علها تصل لمبتغاها في امتلاك التكنلوجيا النووية بمضاعفة انشطتها المحمومة لتخصيب اليورانيوم بنسب عالية تؤهلها لصنع سلاح نووي، اذ انها رسمياً، ووفقاً لاعلانات منظمة الطاقة الذرية الايرانية، قد نجحت في التخصيب بنسبة 20 بالمائة ، ويقدربعض الخبراء انتاج المنشآت النووية الايرانية لليورانيوم المنضب بحدود 4 كغم في كل مرة وانها تملك اكثر من 100 كغم ، و ايران مطالبة بتسليم هذه الكمية على ان تعوض بيورانيوم مخصب بنسبة منخفضة للاستخدام السلمي، واغلاق منشأة { فوردو } تحت الارض قرب مدينة قم الايرانية التي اكتشفت عام 2010 بعد اخفاء امر وجودها سنوات على المنظمة الدولية للطاقة الذرية ، وهي واحدة من المنشآت السرية التي يخصّب فيها اليورانيوم ، والتي اعلن بعد اختتام جولة بغداد مباشرة عن اكتشاف منظمة الطاقة الدولية لعملية تخصيب لليورانيوم بنسبة 27 بالمائة جرت في هذه المنشأة، وهذا ما يدحض الادعاءات الايرانية من ان البرنامج النووي لاغراض سلمية ؟؟ الالحاح الايراني على استكمال المباحثات في جولة اخرى في موسكو يأتي بسبب ..ان الجزء الثقيل والهام والمؤثرمن العقوبات الدولية التي ستشمل قطاع النفط والطاقة والبنك المركزي{ بنك ملى ايران } والتحويلات المالية الخارجية ستطبق ضد ابران في شهر يوليو/ تموز القادم ، ولهذا يلاحظ ان ايران مستميتة في مساعيها لتجنب هذه العقوبات المشددة ، وذلك للمصاعب التي تسببت فيها العقوبات السابقة على الصعيدين الاقتصادي والداخلي والتي اقلها هبوط سعر العملة الايرانية { الريال والتومان } رغم [ كرم سلطة العملاء في بغداد الذين افرغوا البنك المركزي العراقي من العملة الصعبة التي وصلت طهران في قرصنة احتيالية مفضوحة كشفت بعد هبوط سعر الدينا رالعراقي اثر اختفاء العملة الصعبة وشحة الدولار ،اضافة الى مضاعفة سرقات النفط العراقي وتهريب المشتقات النفطية الى ايران ]، وذلك للتقليل من تأثير ووطأة العقوبات على الوضع العام لنظام الملالي وبالذات على الوضع الداخلي المتفاقم. صفقة ام ضربة عسكرية؟

قبيل بدء مباحثات بغداد اشيع ،من خلال تسريبات صحفية .. ان هناك صفقة مع مجموعة { 5+1 } يتم بموجبها تجميد العقوبات على ايران وبالذات على القطاعين النفطي والمالي، مقابل توقف طهران عن تخصيب اليورانيوم ، وتسليم ما لديها من يورانيوم مخصب بنسبة 20 بالمائة على ان تعوض بيورانيوم مخصب بنسبة لاتتعدى 5 بالمائة لاحتياجاتها في الصناعات الدوائية، بل راح البعض الى ان ايران ستعلن عن ايقاف برنامجها النووي وعودتها ، دون ضجيج اعلامي ،الى الحا ضنة الاميركية ( وكأنها لم تكن الشرطي الاميركي في المنطقة ؟) مقابل اطلاق يد طهران في المنطقة العربية ودعم دورها الاقليمي ، مع ايجا د تسويات مناسبة للوضع في سوريا ولبنان وفق الرؤيا الايرانية؟ ويبدو ان طهران باختيارها بغداد لجولة المباحثات مع مجموعة 5+1 اضافة الى دعم النظام العميل وفك عزلته وتأكيد تبعيته بنفوذها الواسع على الساحة العراقية ،كانت تتوقع ان تسمع تطمينات من الستة الكبار فيما يخص عدم تطبيق العقوبات على النفط والبنك المركزي لقاء الوعود بالالتزام بشروط تخصيب اليورانيوم والتعاون مع وكالة الطاقة الدولية، بيد ان الجانب الدولي كان متشدداً في طروحاته حيث كانت خيبة امل اخرى اذ استمعوا الى ذات الخطاب البازاري حيث المماطلة والتسوبف ولولا تدخل ممثل روسيا واقتراح جولة جديدة تعقد في موسكو في 18ـ 6 ـ2012 والاّ لوصل الخيار السلمي للحل الى طريق مسدود. ايران ومنذ عام 1974 تواصل نشاطها لامتلاك السلاح النووي تحت شعار { الذرة من اجل السلام } ، واستشرت حمى هذا النشاط في ظل نظام الملالي وبشكل خاص بعد حرب الـثمان سنوات مع العراق وما اعقبها من احداث ادت الى العدوان على العراق عام 1991 ، وبعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الانظمة الاشتراكية ، مما سهل على الايرانيين الحصول على المواد والتقنيات والعلماء بسهولة بعد ان اضحى العديد من كبار الجنرالات والعلماء بدون عمل؟ ومنذ ذلك الوقت وواشنطن وحلفاؤها الغربيون والمنظمة الدولية للطاقة الذرية .. يغضون النظر ويمارسون سياسة لينة مع ايران دفعت حكامها الى مضاعفة الجهود لانجاز هدف امتلاك السلاح النووي حتى اصبحت على { عتبة النادي النووي} في الوقت الذي دمر فيه مفاعل تموز العراقي للاغراض السلمية عام 1980. وتعرض العراق في تسعينات القرن الماضي لابشع عدوان مع حصارظالم بدعوى حيازته على اسلحة دمار شامل { ثبت انها اكذوبة } والذي انتهى بتدميرالعراق واحتلاله عام 2003 ؟ كما ان اقدام ايران على عمليات تخصيب اليورانيوم تجري منذ مطلع القرن الحالي امام مرآى ومسمع دعاة حفظ الامن والسلام وحماة الانسانية؟ و لم يتحركوا الّا بعد عدة اعوام .. انها سياسة التعامل المزدوج المفضوحة ؟، واذا كانت الذريعة في التهاون مع الملف النووي الايراني فرضتها، كما يدّعون، الظروف الدولية والاقليمية التي اعقبت الحرب الباردة وانشغال الولايات المتحدة بالتحضير للعدوان على العراق وافغانستان .. فما الذي يمنع اليوم من التعامل بجدية مع هذا الملف الخطير والسياسة الايرانية ذات التوجهات التوسعية على حسا ب دول الجوار العربي وبما يعرّض المنطقة والامن والسلام العالميين الى مخاطر جدية ؟ وهل ان واشنطن والترويكا الاوربية { فرنسا وبريطانيا والمانيا} ومجموعة 5+1{ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين+ المانيا} لايدركون .. ان ايران تتعمد الاطالة والتسويف كسباً للوقت لتحقيق طموحها النووي ، وان سياستهم فاشلة مع ملالي ايران رغم ما قدموه من اغراءات ومحفزات لاقناعهم بالتخلي عن برنامجهم النووي، وان سياسة المهادنة والليونة لم تزد حكام ايران الاّ صلفاً وتعنتاً وتحدياً واصراراًعلى مواصلة مساعيهم لتحقيق اهدافهم؟ ولم يدرك هؤلاء.. ان التهديد بالخيار العسكري في مواجهة التعنت الايراني ، وطرح سيناريوهات مختلفة للضربة العسكرية للمنشآت النووية الايرانية هو الاخرغيرمجد لحد الان..اذ لم يعره الجانب الايراني الاهمية المطلوبة كونه لايخرج عن اساليب الضغط المعروفة، وادراك ملالي ايران ان مطلقي هذه التهديدات ليسوا جادين ، ولصعوبة التنفيذ لتناثر المواقع والمنشآت النووية على مساحات متباعدة في ارض ايران الواسعة فضلاً عن ان اغلبها تحت الارض وفي اعماق الجبال ،وان لدى طهران اساليبها في الرد المناسب لاسيما وانها تمسك بالعديد من الاوراق التي تتهددالوجود والمصالح الاميريكية والغربية في المنطقة ومنها التهديد باغلاق مضيق هرمز ؟

 

ان واشنطن وحلفاءها يعلمون.. ان طهران ماضية في برنامجها النووي وفي سيا سته التوسعية على حساب المنطقة العربية ، وانهم يحاولون ، بالنسبة للنشاط النووي اقناعها بالوقوف عند مستوى معين، ولكنهم بالنسبة لسياسة التوسع والعدوان غير مكترثين ؟ لان ذلك لا يقلقهم ولايؤثر على مصالحهم لان [ ايران حليفة؟ وحكا مها من بطانتهم ومن اتباعهم سواء كان الحاكم امبراطوراً بتاج شاهنشاهي او{ اية} بعمامة زائفة ]،وهذا مفضوح من خلال سياستهم وتعاملهم مع حكام طهران ومنذ مجيء نظام الملالي عام 1979 اذ اقامت واشنطن {الشيطان الاكبر} في { فضيحة ايران ـ جيت } جسراً جوياً ، عبر اسرائيل ، لتزويد ايران بالسلاح اثناء حرب الثمان سنوات 1980ـ 1988 مع العراق واستمرار التآمر والتنسيق بين هذه القوى في عدوان عام 1991 ومن ثم في مشاركة ايران الفعلية في احتلال العراق وتدميره واطلاق يد ها الحاقدة والمعادية فيه لينحى العراق { حارس البوابة الشرقية} من طريقهم بعد ان كان سداً منيعاً وعقبة كبيرة تمنع انطلاقهم غرباً باتجاه دول الخليج العربي لتحقيق حلم احياء " امبراطورية فارس " القديمة ؟ كما ان سياسة النفس الطويل في التعامل مع الملف النووي اذا ما فشلت في ثني ايران عن امتلاك السلاح النووي ونجاح الملالي في ذلك فأ ن هذا السلاح سيستخدم ضد العرب وانه لن يشكل خطورة على المصالح الاميريكية والغربية وعلى امن ووجود الكيان الصهيوني ، وهذا ما يؤكده المسؤولون في تل ابيب وطهران رغم الحرب الكلامية والتصريحات النارية بينهما، فقد اكد ( لاريجاني ) رئيس البرلمان الايراني قبيل بدء جولة المفاوضات في بغداد بقوله" ايران لاتعادي اسرائيل ، وان المفاعلات النووية لاتشكل تهديداً للامن الاسرائيلي " وقال ( ديفيد ليفي ) وزير خارجية اسرائيل الاسبق في تصريح له في 1ـ 6 ـ 1997 " ان اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ،ان ايران هي العدو"؟ واكد الصحفي اليهودي ( اوري شمحوني ) " اسرائيل لم تكن ابداً ، ولن تكون عدواً لايران "؟ واضاف الصحفي الاسرائيلي ( يوسي ميلمان ) بعد تأكيده من ان اسرائيل لن تقوم بهجوم على المفاعلات النووية الايرانية .. قائلاً : . " .. ان الشيء الاكثر احتمالاً هو ان الرؤوس النووية الايرانية هي موجهة للعرب " ؟ كما اكد احد المسؤولين الصهاينة اثناء انعقاد مباحثات بغداد من " ..ان اسرائيل لم ولن تكون عدواً لايران ، طالما ان السلاح النووي الايراني سيوجه للعرب ؟" وهذا ما ينسجم وسياسة ملالي ايران تجاه العرب حيث العداء والحقد والاطماع التوسعية اذ يصر ( معممو ايران) على احتلال الجزر العربية الثلاث اضافة الى اقليم الاحواز العربي والادعاء بعائدية البحرين والتهديد بضمها والحلم بابتلاع العراق تحت يافطة الاتحاد بين البلدين وفقاً لدعوة (رحيمي ) نائب الرئيس الايراني؟ ومواصلة حلمهم الامبراطوري باحتلال الخليج العربي اضافة الى اقطار عربية اخرى لاقامة ما يسمى بـ { الهلال الشيعي } الذي سيضم باكستان وافغانستان ؟ وهذا مايؤشر عدم جدية المعترضين وبالذات واشنطن على الملف النووي الايراني ،والذين قد يرون .. ان مسعى طهران لامتلاك القوة النووية هو جزء من متطلبات تأهيل ايران للعب دور {الشرطي القوي والدولة المركز} في صراع التنافس الاقليمي في المنطقةالعربية ذات الموقع الهام والثروات النفطية الغزيرة ، ولايستبعد ان يكون ذلك جزءاً من التفاهم الاميركي ـ الايراني ليس في منطقة الشرق الاوسط وانما في اسيا الوسطى و بحرقزوين وافغانستان، فهي افضل معبر لانابيب غاز القوقاز ، كما ان اطلالة ايران من جانب الشرق على المنطقة النفطية في اسيا الوسطى وقزوين، تجعلها مهمة للمصالح الاميركية ولابد من التفاهم بين واشنطن وطهران وبما يسهل على الولايات المتحدة اكمال طوقها على " قوس النفط الكبير" الممتد من اسيا الوسط وحتى الخليج العربي ، حبث الهيمنة الاميركية من الجنوب والشمال والغرب بواسطة الحلفا ءوالقواعد العسكرية وقوات واساطيل الحلف الاطلسي ، وبالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط فان الهدف في المنظور الاستراتيجي الاميركي هو ماخلص اليه [ ستيفن كنزر] في كتابه { تركيا وايران ومستقبل اميركا } بقوله "ان اميركا تسعى الى عقد تحالفات جديدة مع كل من تركيا وايران للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط برمتها بالتعاون مع اسرائيل بعد حل مشاكلها العلقة بينها وبين كل من تركيا وايران "

 

علامات استفهام ؟؟؟

لكن يبقى السؤال .. هل يؤتمن الجانب الاميركي ؟ وهل يثق اللوبي الصهيوني وكيانه المسخ في تل ابيب بنظام هويته اسلامية وحكامه معممون يرفعون شعارات تحرير القدس ثاني الحرمين الشريفين ..؟؟ وما هي ضمانات الغرب والعالم اجمع من ان ايران النووية لن تتسبب في مخاطر جدية لمصالحهم في المنطقة ولن تتهددهم بقطع شريان النفط بغلق مضيق هرمز ؟ وماذا عن دول المنطقة وتحديداً الدول العربية وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي اكثر المتضررين من السياسة الايرانية الحالية ؟ وماذا عن الطامعين الاخرين بتّسيد منطقة النفط العربية من اللاعبين الاساسيين في الصراع التنافسي الاقليمي ..تركيا واسرائيل ؟

 

لاصديق ولاحليف دائم في القاموس السياسي الاميركي وكذلك الغربي { باستثناء الوضع الخاص وعلاقة الولايات المتحدة باسرائيل؟ }، وانما المصالح هي التي تحدد طبيعة وحجم العلاقات والتحالفات ، ومهما بلغت العلاقة من قوة وعمق فأنها تبقى نسبية لايحكمها الاّ حسابات الربح والخسارة ، والتاريخ المعاصر حافل باكثر من مثال ..عن سرعة تخلي اميركا عن اقرب واخلص العملاء والحلفاء ك [.. شاه ايران ، وماركوس الفلبين ، وزين العابدين تونس ، وحسني مبارك مصر،و..] انها تستخدم العملاء كألعوبة وعندما ينبذه شعبه تلفضه بعد ان تكون قدأعملت خيوطها العنكبوتية في علاقات مماثلة مع البدلاء وهذا مايحصل اليوم في الالتفاف على{ ثورات الربيع العربي } ودفعها بالاتجاه الذي ينسجم ومخططاتها لمستقبل المنطقة ،اذ وصلت الاحزاب الدينية لسدة الحكم في تونس وليبيا ومصروربما في اليمن وسوريا والاخرين الذين ستجرفهم رياح التغيير، وهذا ينسجم ، على ما يبدو،واستراتيجية اغراق المنطقة العربية في صراعات وفوضى مدمرة تزيد من ضعف وتفتت دولها ،فواشنطن سرعان ما تخلت عن الشاه لتضع يدها بيد نظام الملالي رغم العنوان العريض للـ { الجمهورية الاسلامية } واطلاقها تسمية الشيطان الاميركي الاكبر، و الاسرائيلي الاصغر، الى جانب شعارات " تحرير القدس " والخطب الثورية بالقاء اسرائيل واليهود في البحر ؟؟ وما الى ذلك من شعارات كبيرة راجت ووجدت لها صدى في الشارع العربي والاسلامي بسبب الضعف العربي ،وهي شعارات زائفة كشفتها علاقات التعاون والتحالف بين ايران وهذين الشيطانين ،على الاقل، في التآمر على بلدين اسلاميين {العراق وافغانستان} واسقاط نظام الحكم الوطني في العراق وكذلك اسقاط نظام طالبان في افغانستان،والتهديد باحتلال البحرين واجتياح المنطقة برمتها وهذا ما اكده ( خميني ) بعد استلام الملالي السلطة بايام بقوله " ان لايران الحق في الهيمنة على منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية ؟"ولا نعرف من اين اتى الفرس بهذا الحق؟؟ فلا غرو..ان من تخلى عن الشاه ومبارك وغيرهم سيتخلى عن اي نظام عميل اخر اذا انتفت الحاجة اليه واذا شعرت واشنطن ان وجوده يشكل خطراً على مصالحها ومصالح حلفائها وبالذات ما يتهدد امن ووجود وتفوق ربيبتها المدللة " اسرائيل "ورغم اهمية ايران الملالي ،في حسابات الربح والخسارة ، لمصالح الولايات المتحدة في المنظور الاستراتيجي الاميركي فان هناك جملة عوامل قد ترجح اللجوء الى الخيار الاخر{ ضربة عسكرية } في التعامل مع الملف النووي الايراني اذا ما استنفذت كل الوسائل السلمية، ومن هذه العوامل :

 

1ـ الخشية من تمكن ايران من تصنيع السلاح النووي لاصرارها على مواصلة نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم ،وهذا مالا تسمح به الدوائر الصهيونية لانه ينهي تفوق اسرائيل كدولة نووية وحيدة في المنطقة، ورغم وجود اصوات ترى ..ان السلاح النووي الايراني سيوجه ضد العرب ؟، الا ان العقيدة الصهيونية والصهاينة عموماً لايطمئنون لدولة هويتها اسلامية {الجمهورية الاسلامية ؟}ويجمعها هذا الرابط مع العرب حتى ولو كانت سياستها معادية وطامعة في الارض والثروات العربية فضلاً عن الحقد التأريخي المتجذر لدى الحكام الفرس تجاه العرب ؟ كما ان هناك من المسؤولين الاسرائيليين من يعتقد بان الخيار العسكري هو المرجح في التعامل مع الملف النووي الايراني طالما " ان ايران تعمل على امتلاك السلاح النووي لابادة اسرائيل " حسب تصريح رئيس الحكومة الاسرائيلية [ نتنياهو ] الاخير .

 

2 الرئيس الاميركي ( باراك اوباما ) الذي يستعد لانتخابات التجديد لولاية رئاسية ثانية في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل .. بحاجة الى دعم اللوبي الصهيوني كما انه بحاجة الى منجز يظهره بمظهر البطل ويرد عنه تهم منافسيه في الانتخابات من فشله في التعامل مع الملف النووي الايراني انطلاقاً من متطلبات الامن القومي ، ومن التزامات الولايات المتحدة في حماية وضمان وجود وامن وبقاء وتفوق اسرائيل؟ فضلاً عن الرغبة في.."ان يدفع عنه وعن ادارته الاتهامات بالتراجع عن دعم اسرائيل" و[ اوباما ] "لايريد ان يذكره التأريخ على انه الرئيس الذي فشل في حماية اسرائيل " وهذا ما يفهم من تصريحاته بهذا الشأن ومنها تأكيده في مقابلة له مع مجلة { اتلانتك } في 4/3/ 2012 قوله " ان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع حصول ايران على سلاح نووي " واضاف " ان الحكومتين الايرانية والاسرائيلية تدركان ان الولايات المتحدة تعني ماتقول ،وان منع ايران من هذا السلاح ليس في مصلحة اسرائيل فقط وانما في عمق مصالح الولايات المتحدة الامنية "؟ كما ان اميركا وحلفاءها يخشون من قيام اسرائيل بضربة عسكرية توريطية مفاجئة تشعل منطقة النفط العربية وتتسبب في تعريض مصالحهم ووجودهم الى المخاطر.

 

3 ـ سياسة ملالي ايران في المماطلة والتسويف والاطالة كسباً للوقت لامتلاك السلاح النووي ، ينسجم والسياسة الايرانية الرامية الى التوسع طائفياً لاحياء " امبراطورية فارس الكبرى"وتسيّد المنطقة ولعب " دور الدولة المركز " في صراع التنافس الاقليمي " مع لاعبيين اساسيين هما تركيا واسرائيل ، فالقوة النووية عامل ردع كبير وحسب قناعة الملالي من "ان من لايملك قنبلة نووية يعتدى عليه ومن يملكها يسلم من ذلك ؟" لذلك فهم مصرون على انجاز مشروعهم النووي لتحقيق اهدافهم .

 

4 ـ القوى الاقليمية الاخرى، تركيا واسرائيل والعرب، رغم غيابهم عن صراع التنافس على بسط النفوذ على الشرق الاوسط ، سيدفعون باتجاه منع ايران من امتلاك السلاح النووي ، فتركيا اضافة الى العداء والتصارع التأريخي بين انقرة وطهران وبالذات بين الاتراك العثمانيين والفرس الصفويين والمتهمة اليوم بانها ضد المسعى الايراني لاقامة { الهلال الشيعي } فان انقرة التي تتطلع هي الاخرى نحو " تركيا الكبرى " تدرك، رغم ميل ميزان القوى لصالح طهران بعد اطلاق يدها في العراق بعد احتلاله عام 2003 ،من انها اكثر قبولاً لدى دول المنطقة وكذلك لدول اسيا الوسطى والقوقاز من ايران الطامعة وذات السياسة الطائفية والاستفزازية ، كما ان نشاطها الاقليمي اكثر قبولاً لدى الولايات المتحدة وذلك للحد من النشاط الايراني ولسياسة طهران التوسعية وما تشكله من مخاطر على الوجود والمصالح في هذه المنطقة الحيوية ، فـ " نموذج تركيا الاسلامي المعتدل هو المفضل الذي يمكن ان يكون مضاداً للتطرف الاسلامي ، وقوة في مواجهة اطماع ايران في المنطقة" كما ان لتركيا اهميتها كلاعب جيوـ استراتيجي لاحكام السيطرة الاميركية على "قوس النفط الكبير "من اسيا الوسطى حتى الخليج العربي اذ تشرف تركيا { الاطلسية} من ناحية الشمال على المنطقة النفطية ، وبما يضعف الدور الايراني؟ اما الكيان الصهيوني فانه يرفض بروز اي دولة من دول الاقليم على حسابه وبما يتعارض و مخططانه في اقامة " شرق اوسط جديد" يكون فيه هو الاقوى والاكثر تفوقاً. كما ان اسرائيل تخشى من دخول ايران النادي النووي لان ذلك حسب الرئيس الاسرائيلي ( شمعون بيريز) سيجعل المنطقة ساحة للنشاطات النووية وهذا حسب قوله " سيدفع 5 او 6 دول بينها 3 في المنطقة لحيازة القدرات النووية هي.. مصر والسعودية و تركيا اضافة الى اليابان وكوريا الشمالية في اسيا " ولايستبعد قيام اسرائل بتوجيه ضربة عسكرية لايران ،اذ اكد وزير الخارجية الاسرائيلي ( ليبرمان ) مجدداً " ..ان الموقف الاسرائيلي يعتبر جميع الخيارات ممكنة ازاء النلف النووي الايراني " وتل ابيب ترفض تماماً ان تكون طهران في مرتبة اقليمية موازية لها في المنظور الاستراتيجي والعسكري ان لم تتفوق عليها للاعتبارات الجيو ـ سياسية .اما العرب في ظل الضعف الذي هم فيه بعد تدمير العراق واخراجه من محيطه العربي وتكبيل مصر بمعاهدة كامب ديفيد والفوضى وعدم وضوح الرؤية الذي صاحب " ثورات الربيع العربي " فأنهم وبالذات دول الخليج العربي والعراق من اكثر المتضررين من السياسة الايرانية الحالية ، و في حال اصرار طهران على مواصلة البرنامج النووي وسواء نجحت في امتلاك السلاح النووي او منعت بالقوة .. ستكون المنطقة العربية ساحة حرب، وستتعرض الى مخاطر على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية والبيئية اضافة الى زيادة حجم وكثافة التواجد العسكري و الهيمنة والابتزازالاجنبي، وعرب الخليج بشكل خاص مطالبون بوحدة الصف والتوحد واعادة النظر في الكثير من السياسات والقوانين لان ما يواجه المنطقة والعرب بالذات امر مصيري يتعلق بالوجود ، فالتمدد السرطاني الايراني سينتشر اذا لم يجابه بمن يردعه ويوقفه داخل حدوده كما فعل ابناء العراق الاشاوس في "القادسية المجيدة" بعد حرب ضروس دامت ثمانية اعوام 1980ـ 1988 ، وخطوة الاتحاد بين السعودية والبحرين اذا ما تحققت فهي في الطريق الصحيح والذي يجب ان يستكمل بالوحدة الخليجية وعلى طريق الوحدة العربية الشاملة ، فالوطن العربي يتعرض لمؤامرة كبرى للايغال في اضعافه وتمزيقه ليسهل قضم اجزاءه الهشة تباعاً ، ونظام الملالي في ايران احدى ادوات تدميره وابتلاع مايستطيعون من دوله اذا ما استمر على ضعفه الحالي بعد التفريط بالعراق القوي، فالقوة هي الطريقة الوحيدة التي يفهمها عالم اليوم وبالذان حكام ايران ؟ فمجرد اعلان خجول عن بحث موضوع الاتحاد السعودي ـ البحريني جن جنون ملالي ايران .. فكيف اذا ما توحدت اقطار الخليج الستة وتبعهم العرب الاخرون؟ وعودة العراق القوي مطلوبة بدعم مقاومته الباسلة لمواجهة الطامعين والاعداء من دول الاقليم وخارجه.ايران سواء دخلت النادي النووي ام لا فأنها ستنفذ سياستها التوسعية على حساب العرب وليس هناك من يقف بوجهها من القوى الكبرى طالما ان ذلك لايصطدم بمصالحها .

 

ان محادثات بغداد قد فشلت وما تبقى من مصداقية زائفة تدعيها ايران قد تبخرت بعد الكشف عن قيام ايران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 27 بالمائة في منشأة { فوردو } في باطن الارض قرب مدينة قم ، وحتى مباحثا ت موسكو المقبلة بعد اسابيع هي الاخرى ستفشل اذا ما استمر الايرانيون بلعبة التسويف والمراوغة واطالة الوقت لتحقيق برنامجها النووي ، وفي هذه الحالة فان تفعيل الخيار العسكري بتوجيه ضربة عسكرية لايران سواء كانت محدودة { المنشآت النووية او واسعة تشمل اهدافاً مختارة من البنى التحتية وبعض الوحدات العكسرية والامنية } يبقى احتمالاً وارداً ، ووقت تنفيذ الضربة تتحكم به الظروف وحسابات الاطراف المنفذة ، وتوجيه ضربة عسكرية امر مرجح اذا ما استمرت ايران في سياستها الحالية بالاصرار على اكمال برنامجها النووي،ولايلغي ذلك الا رضوخ ايران الى الارادة الدولية او التوصل الى صفقة معينة يتم فيها تجميد الملف النووي الايراني مقابل اطلاق يدها ودعم دورها في المنطقة ، فهل ستشهد مباحثات موسكو القريبة نهاية اللعبة النووية الايرانية بـ { صفقة ام ضربة عسكرية؟ } انها بالتأكيد كأي لعبة لها نهايتها اذا ما نضجت ظروفها ، وفي كل الاحوال فأن الخاسرالاكبر في هذه اللعبة هم العرب وتحديداً اقطارالخليج العربي.

 

 





الخميس١٠ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة