لفت نظري الى ماقاله المناضل حمدين صباحي , عشية انتخابات الرئاسة بيومين , ردا على أسئلة أستفزازية من الاعلامي محمود سعد , في ندوة تلفزيونية كبيرة ضمت أنصاره من التيار الناصري الشريف " لقد أختار صدام حسين أن يموت بطلا". فعادت الى ذهني مسيرة سنة ونصف السنة من عمر ثورة 25 يناير المجيدة , أظهرخلالها المخلوع مبارك صورا من الاذلال والمهانة لم يقدم عليها أي حاكم عبر التأريخ. فجاء حكم السجن المؤبد متطابقا مع جبنه وخنوعه. ليعيش بقية عمره مهانا وذليلا, يجتر ذكريات زهوه وخيلاءه في قصورمصر الرئاسية. وليسمع اخبار تحولات الشعب المصري البطل عبر غد جديد مشرق, رغم كل المؤامرات التي تحدق بمسيرته الحالية. لقد صدق السادات يوم أختار حسني نائبا له بالقول " عشان هو بيضحكني" . والحقيقة ان حسني خير من يقول لمعلمه " أيوه يا أفندم" . وهذا مالمسناه في اليوم الاول من مثوله امام القضاء , عندما قرأ القاضي عليه أسمه فرد " أيوه يا أفندم " . وهاهو اليوم يعكس حقيقته كحاكم تافه للأمة المصرية العظيمة ساعة أنزاله من الطائرة ليودع سجن طره كأي مجرم . فتقول الاخبار " انهار الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فور وصوله إلى سجن طرة، وانتابته حالة هستيرية ودخوله فى نوبة بكاء شديدة وتساقطت دموعه، وبدأ يردد بصوت عال "حسبى الله ونعم الوكيل..أنا خدمت البلد دى"، وترد الاخبار ايضا " فيما رفض مبارك نزوله من على سيارة الإسعاف لدخول مستشفى السجن، وحاول المتواجدون إقناعه بضرورة النزول لأنه حكم قضائى وقرار للنائب العام وسيتم تنفيذه بكل الأحوال، واستغرق الجدل أكثر من 15 دقيقة، وبعدها قام من حول المخلوع بتهدئته وإنزاله من سيارة الإسعاف إلى سريره مباشرة بغرفة العناية المركزة المجهزة له خصيصا داخل مستشفى سجن طرة الكائنة بعنبر المزرعة " . ترى ما ذا ستكون صورة مبارك لو صدر بحقه حكم الاعدام ؟, أكيد لكان تحول الى طفل راح يجهش بالبكاء على فقدانه لعبة لن تعود له البتة.
هذه هي صورة من تشدق طويلا بأنه صاحب الضربة الجوية الاولى في حرب اكتوبر1973.
فمبارك الذليل ونجليه المهانين ينطبق عليهم قول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم / كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم . ونعمة كانوا فيها فاكهين . كذلك واورثناها قوما آخرين . فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين. صدق الله العظيم " . من سورة الدخان.
الموت البطيئ كالسجن المؤبد , خير عقوبة للحاكم الجبان المتخاذل. قلا يصعد الى المشانق الا الحكام الابطال الجسورين. والتأريخ يحدثنا عن نماذج الحكام الجبناء. ونماذج عن الحكام الابطال .
لايستحق بعد الان ان ينعت مبارك بلقب الرئيس السابق , بل خير توصيف لوظيفته ان ينعت بكبير موظفي الدولة المصرية , ألا أنه كان موظفا كبيرا الأسوأ في تأريخ الحياة السياسية المصرية .
الموظفون الفاسدون هم فقط من يجهشون بالبكاء عندما يتم ضبطهم بالجرم المشهود.
