شبكة ذي قار
عـاجـل










يجب ان نقر بأن الاخوان المسلمين تنفسوا الصعداء , يوم أظهرت النتائج الرئاسية في جولتها الاولى , صعود الفريق الدكتور أحمد شفيق منافسا بمواجهة مرشحهم الدكتور محمد مرسي. للأسباب التالية :


الاول : أنهم تخلصوا من شعبية ومكانة المناضل حمدين صباحي .
الثاني : أن صباحي سيخلق لهم قلقا ووجعا في حالة صعوده كمنافس لمرشحهم. وسيجعلهم يخططون بمزيد من الحذر لخوض الجولة الثانية.


الثالث : يجدون في صباحي صورة من ثورية الزعيم الخالد جمال عبدالناصر, وهذا يعني أن يتصدى لهم في حالة فوزه بمنصب الرئاسة , أنذاك سيدخلون مرحلة التصدي له كما تصدوا لناصر في حادثة المنشية . وما ترتب على اعدام سيد قطب في السيتينات من القرن المنصرم, وعودتهم الى جحورهم الى أن أخرجهم الرئيس انور السادات الى النور مجددا.  


الرابع : في حالة فوز الفريق شفيق وهذا احتمال بعيد مرده انهم يقدرون على تخطيه , سيرضون بالأمر الواقع عكس ما يتصوره الاخرون , من انهم سيفجرون الارض غضبا ورفضا. بل سيتعايشون معه شريطة ان يترك لهم هيمنة البرلمان لهم. فانهم تدربوا على الأنحناء للحاكم الذي هو على شاكلة مبارك. كما انهم أكثر قربا من الاجهزة الامنية وكيفية التعامل معها.


نرى مما تقدم أن الاخوان في حالة فوزهم بالرئاسة , سيهيمنوا على كل مرافق الحياة السياسية في مصر. أبتداءا من منصب الرئيس الى البرلمان الى السلطة القضائية . وسيتم تعيين الكادر الصحفي للصحف والمطبوعات القومية من نخبهم. حتى أتحاد الاذاعة والتلفزيون سيكون جهازا مملوكا لهم بالكامل. وسيؤسسون من جديد لموسسة عامة للسينما ولكن ستكون مؤسسة تقضي على كل شركات الانتاج الوطني المملوكة للقطاع الخاص. وسيقضوا على كل الألق الثقافي والادبي والفني الذي ظلت مصر مصدر تصديره للأمة العربية, منذ نهايات القرن التاسع عشر , من فن وتراجم وأدب وسينما ومسرح وفكر متنوع. وربما ستكون نظريات ومؤلفات سيد قطب في المرتبة الثانية بعد القران الكريم.


أما في حالة فوز شفيق بالرئاسة هل بمقدوره ان يستنسخ حكم مبارك المقبور؟ الجواب لا والف لا .. لأن الشباب المصري العظيم قد فجر ثورة , وبمقدوره ان يفجر أخرى في الزمان والمكان المناسبين على شفيق. أما ان يفجرالشباب ثورة على حكم الاخوان سيكون قد ولى زمن الثورات تحت سطوتهم القاسية . لأن السيف سيطير بالرؤوس كل الرؤوس التي تخرج عن طاعة ولي الأمر.


أذن .. الاخوان أقدر على أستنساخ حكم مبارك .. فمن حكم الحزب الوطني الذي كان يهيمن على كل الحياة المصرية , الى حكم حزب الاخوان المسلمين الذي سيأتمر بأوامر المرشد العام , على خطى دولة الشعوب الايرانية الذي يأتمر رئيس جمهوريتها وبرلمانها بأوامر المرشد العام للثورة التي سرقها خميني من شباب ايران. تماما كما سرق أخوان مصر ثورة شباب التحرير لصالحهم.


نرى ماذا ستكون ردة فعل الاخوان لو كان صباحي منافسا لمرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية؟, وهم يشاهدونه يتجول بسيارة مكشوفة على شواطئ الاسكندرية يوم أمس الاربعاء, في المدينة الكبيرة التي منحته كل الاصوات في الجولة الاولى, كما لو ان عبدالناصر بعث من جديد. حقا لأستشاط انذاك الاخوان حنقا وغضبا.


 

talalmn@yahoo.com

talalazzawi60@yahoo.com

 

 

 





الخميس١٧ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال معروف نجم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة