شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم إن ألتجربه ألشخصيه تبقى وفق ألمنظور ألضيق لها بأنها تجارب شخصيه ، لكنها على وفق ألمنطق و ألمنظور ألأشمل فهي بإلنتيجة جزء من حركة ألمجتمع و دورة ألزمن ، ونتاج تصارع عوامل عديده تشترك فيها حتى ألعوامل ألبيئيه و تأثيرات ألطبيعة ، ضمن إطار عاملي ألزمان و ألمكان وهذين ألعاملين هما أساس تكوين ألوجود ألمرهون بهما بمشيئة ألله وتتبع ذلك كل مظاهر ألحياة بما فيها وجود ألإنسان إبتداء ً من ولادته بعد أن تكون كجنين في رحم أمه و ثم مسيرة حياته ألتي ليس له فيها أي إختيار فهي مقدرة بمشيئة ألله ألعلي ألقدير ، وإنتهاء ً بمماته حيث لا يدري ألمرء في أي أرض ومتى سيموت .


و بما إننا بنو ألبشر نتشارك في عاملي ألزمان و ألمكان أللامتناهيين و ألمجهولين في آن واحد ، فإننا تبعا ً لذلك شركاء في كل شيئ في ألوجود ( فيما عدا إقامة حدود ألله وألمحرمات وألمقتنيات ألشخصيه ) وألذي تشكل ألحياة ألبشريه جزء مهما ً منه ، و من هنا نتج تعبير إننا أخوة في ألإنسانيه ألتي يدور ألكون حولها و تدور هي في فلكه ، لذا فإن كتابة ألمذكرات و ألتجارب ألحياتيه وعرض ألأفكار و ألنظريات هي ليست حكرا ً على أحد ، ولا تستهدف أناس معينيين بإلسلب أو بإلإيجاب !!!! ولا يحق لأحد تـقـريع ألآخرين على كتاباتهم عدا في حالة عدم صحة أحداثها من ألناحيتين ألعلميه و ألأمانه ألتأريخية . و رغم إننا قد ننظر إلى مسألة كتابة تجاربنا ألشخصيه بأنها أمور شخصيه بحته ولا تهم ألآخرين ، أو قد يعتقد ألآخرين بأنها كذلك !!! ولكنها في واقع ألأمر قد ترد فيها أفكار وخواطر ومعلومات تساعد في توسيع مدارك ألآخرين أو تحريكهم لإداء فعل و دور متقدم على ما هم عليه في واقع ألحال حالها حال دور شرارة شمعة ألقدح في تشغيل أعظم و أكبر ألمحركات ، أو كضوء ألشمعه ألمشتعلة وسط ظلام ألليل ألحالك ألتي تتجسد فيها كل معاني ألحكمه في أن تشعل شمعه بدلا ً من أن تـلعـن ألظلام !!!! فكم منا بدلا ً من أن يلعـن ألظلام وسواد ألليل ألذي طغى على عراق أليوم ليتقدم ألصفوف ويكشف زيف هذا ألنظام و جرائمه ألتي تزكم ألإنوف !! وهل يتناسب عدد ألمتصدين لهذا ألنظام بغض ألنظر عن دور ألمقاومه ألعراقيه ألباسلة وتنظيماتها ألجهادية مع حجم جرائمه بحق ألعراق و ألعراقيين وبحق ألإنسانية إن كنا نؤمن بأخويتنا بإلإنسانيه ؟؟؟؟ أم كتب علينا نحن ألعراقيين أن نحب ألإنسانيه و إخواننا ألعرب من طرف واحد و ألإنسانيه منا براء و في مقدمتهم إخوتنا في ألوطن ألعربي ألذين دفعنا عنهم وعن قضاياهم ألوطنيه و ألقوميه أنهارا من ألدم ألطهور وتثبت ذلك مقابر ألشهداء ألعراقيين ألعديدة في عدد من أقطار ألوطن ألعربي ألجسور ولا توجد في ألعراق أية مقبرة بإسم أي شهداء عرب قاتلوا دفاعا عن ألعراق ، عدا ألفدائيين ألعرب ألذي إستشهدوا أثناء دفاعهم عن ألعراق ضد ألغزو ألأمريكي عام 2003 فهم كانوا رحمهم ألله متطوعين رغما ً عن أنظمتهم ويؤسفنا إن رفاة غالبيتهم قد إختفت على أثر إحتلال ألعراق ، أليس في هذه ألأحداث أية عبر و دروس مستخلصه !!! وكم هنالك من يشاهد في أليوم ألاف ألصور و ألأحداث و لا يلتقط منها ألعبر لعدم إكتراثه أو لكونه مغيب ألعقل وألضمير وفق ألمثل ألقائل لم تصل ألنار إلى ذياله !!! وهذا أمرا ً غريبا ً وخصوصا ً على ألعراقيين ألذين يتصفون بإلغيرة و ألحميه و ألرجولة ، فهل بعد هذه ألنار غير نار جهنم يا أهلي و بنو وطني !!!!


و مع ذلك وعلى ألنقيض من هؤلاء ، فمن حدث أو موقف واحد أو أكثر نستطيع أن نستخلص ألاف ألعـبر و ألدروس ، وأليس بإلمثل ألقائل من شجرة واحده يمكننا صنع ألف ألف عـود ثـقـاب ، ولكن بعـود ثـقـاب واحد يمكننا إحراق ألف ألف شجره !!! وأليس للبندقية وللقلم فوهة واحده . وأولم صرخة وا معتصماه هي من جيشت الجيوش وزلزلت ألعروش . وأين نحن جميعا ً من مسيرة ألألف ميل ألتي تبدء بخطوة واحده ؟؟؟ ولماذا لا تكون هنالك ألف خطوه لتنطلق في مسيرة ألألف ميل بل و حتى مليون خطوه لتلتحم معها و تحيط بمسارها و تدعم إتجاهاتها ألاف ألخطوات و ألخطوات لترفدها وتدعمها بمعين لا ينضب من ألأفكار وألعزم و ألقوه و إلإستمرارية . ومن كان يعتقد إن ألتفاحه ألتي أخرجت أدم و حواء من جنة ألله نادمين تعـطي بسقوطها من ألشجره ألإلهام إلى ألعالم ألفيزيائي إسحاق نيوتن ليكتشف ألجاذبيه ألأرضيه و يضع نظريته عن قانون ألجاذبيه ألتي تعرف بإلقانون ألعام ليسبر بها غورألأرض وألكون على حد سواء ليقدم من خلالها خدمات جليله للعالم أجمع . من ألمؤكد إن هنالك منا من هو لديه من ألأمور ألخصوصية ما هو خاص أو محرج جدا ً ، ألأمرألذي قد يجعله يحجم عن كتابة مذكراته بمعنى ألمذكرات ألشخصيه . نعم إنهم محقين في هذا ألحرج ، و لهم كل ألإحترام وألتقدير لأنهم يراعون في ذلك خصوصيات ألآخرين قبل أن يراعوا خصوصياتهم ونظرة ألمجتمع ألتي سيختمون بها مثل ختم ألدباغ أو ختم ألنسر كما يقال . وهو بذات ألوقت أمرا ً محرجا ً جدا ً ومثير للقلق وللمشاكل في مجتمعاتنا ألعربيه ألتي لاتزال تصف من يرتـدي ألدشداشه ( ألجلباب ) ألقصيرة بإلوهابي و ألمتطرف !! فما بالكم وهي لم تألف أن يتقدم ألشخص بمذكراته ليتكلم عن أدق ألتفاصيل عن حياته ألخاصة و ينتقد سلوكيات مارسها هو أو بإلإشتراك مع آخرين من جنسه أو من ألجنس ألآخر كما في فلم أيوب للمثل ألعربي عمر ألشريف !!! ناهيكم عن ألويل و ألثبور وعظيم ألأمور ألتي ستقع على رأسه في حالة تشخيصه لبعض أمراض مجتمعنا وهي حقيقة فينا !! أو إنتقاده للدولة ورموزها وألممارسات ألخاطئة ألتي إنتهجها حاكم معين أو معمم معين في حين إن ألغـرب ألذي أخذ منا ألقوانين عبر مسلة حمورابي ، وتعلم منا ألكتابه ألسومريه وألهيروغليفيه و تأدب بآداب ألإسلام خلال عصر ألفتوحات ألإسلاميه ، يعلن عن مصائبه ولا يتكتم أو يعتم عليها !!! وهنالك موئسسات حكوميه و غير حكوميه تعمل جاهدة على هذا ألشأن ، و تتدخل في صغائر ألأمور في كل مجالات ألحياة ألمختلفة لحد ألإحساس بأنها تتدخل حتى فيما هو كائن بين جلد ألإنسان و لحمه . وألإحصائيات ألتي نسمعها أو نقراؤها عن ألقتل و ألإغتصاب و ألإنحلال و ألدعارة و ألتمييز و ألخراب ألإجتماعي ، هم يعلنون عنها وهم يعالجونها وفق آليات علميه و نفسيه و نظره واقعيه للأمور تهتم وترعى شرائح ألمجتمع ككل بغض ألنظر عن هوية أفراد ألمجتمع . و ألأهم من ذلك كله إنهم لا يستهدفون من يكشفها للعلن لأن هذه هي أولى مسئوليات ألمواطن تجاه وطنه . ويحترمون و يقدرون من يعمل على كشف مثل هذه ألأمور و ألتي قد تكلفه حياته أو فقدان موقعه ألوظيفي أو ألحزبي في ألحد ألأدنى !!! وعندما يقوم ألمرء بألكشف عن دقيق خصوصياته فهم أيضا ً يحترمونها ولا يشهرون به ، بل يكبرون به هذا ألموقف ويعتبرونه دليل على عودة ألروح إلى ألجسد وعودة ألفرد إلى نفسه ومجتمعه ليتشارك و يندمج فيه وليكون عنصرا ً فاعلا ً في ألمجتمع و ألوطن . بل ويحتضنه ألمجتمع و منظمات ألمجتمع ألمدني حتى و إن كفر بجميع ألمعتقدات لأن ألبشر خطاؤن وخير ألخطائين ألتوابين ولهذا يتعاملون معه كبطل ألأبطال أو فاتح عكا ليقدموا له كل ألدعم و ألإسناد أللازم .

 

و إن ترتبت على كشف تلك ألأمور أية آثار إجتماعية أو تبعات قانونيه فيعتبرون مجرد ألتصريح بها من قبل ألمرء و ألإعتراف بخطئه هو عامل مخفف !!! ويأخذون بنظر ألإعتبار عدم فرض ألعقوبات عليه بشدة !!! لكي يبرهنوا له بأن ألمجتمع ممثلا بسلطات ألدوله هي أيضا ً معه و تريد له هذه ألعوده ألمباركه إلى أحظان محيطه ألإجتماعي و ألوطن ، ومن هنا جاءت فكرة وجود ألمحلفين خلال إجراء ألمحاكمات . من ألمعيب و ألغريب على ألمواطن أن لا يفهم معنى ألمواطنه وحقوق ألمواطنه و مسئولياته تجاه ألآخرين وتجاه ألوطن وألتي تبدء بمسئوليته تجاه نفسه و إحترامه لذاته وبأنه يشكل رقما صعبا ً و مهما ً في معادلة إسمها و ناتجها ألوطن !!! و بأنه له قيمة عليا و تأثير كبير قد لا يلمسه هو أو يعـرف مداه !!! وبأن ألحكومات هي ألتي يجب أن تخاف من ألشعب و ممثليه ألبرلمانيين ، وليس كما هو حاصل ألان بأن يخاف ألشعب من ألحكومات ألتي تتمشدق و تنادي بإلديمقراطيه بإلوقت ألذي يستند فيه وجود ألحكومات في ألنظم ألديمقراطيه وحتى في تلك ألنظم ألتي تدعي ألديمقراطيه إلى تفويض ألشعب لها عبرممثليه ألبرلمانيين فهل نحن نعمل وفق هذا ألمنظور فيما لو تقدم أحدنا ممن هم مثلا بأعمارنا ألحاليه وقد عاصر خمسة أنظمة حكم في ألعراق ليدلوا بدلوه عن تلك ألحقبه ألزمنيه ألتي هي جزء من حياتنا ألتي فاتت ولا نريد لها ألتكرار في حياة ألأجيال ألقادمة بنفس ألمعطيات و ألنتائج ، و يكتب مذكراته أو تجربته ألشخصيه أو هو بما يشبه ألسيره ألذاتيه بتجرد و حياديه و موضوعيه تامة ، وألتي من ألمؤكد إنها قد تأثرت سلبا ً أو إيجابا من خلال وجود تلك ألأنظمة . علما إن ألتأثيرات ألسلبيه أو ألإيجابيه ألتي تحدث في حياة ألمرء وتؤثر في سلوكه ألفردي و ثم في ألسلوك ألمجتمعي ألذي يعرف بإلسلوك ألعام لا تحدث فقط وفقط من خلال تبدل ألأنظمة لتنتقل من تأثيرات سلبيه إلى إيجابيه أو بإلعكس فحسب ، بل حتى في ظل نفس ألنظام فقد تكون هنالك تأثيرات سلبيه تنتج عنها آراء سلبيه بإلنظام أو بإلسلوك ألمجتمعي ألعام لتنتقده ، أو تأثيرات إيجابيه تنتج عنها آراء إيجابيه لتشيد بإلسلوك ألمجتمعي ألعام و تتفاخر به كونه يمثل بمجموعه ألصفات ألملازمه للمواطن و من ثم ألمجتمع وبإلتالي هي صفات ألوطن وعنوان نظام ألحكم ألذي يقرن به تبعا ً لذلك .


ولهذا نحن أحوج من أي وقت مضى للكتابة عن ألتجارب ألشخصيه وحتى تلك ألكتابات التي تشبه ألسيره ألذاتيه و أن لا تأخذنا ألعزة بإلإثم في ذلك من مستصغر ألشرر !!! أو لما سيرد فيها من أفكار و طروحات جريئة أو غريبة !!! فألغرابة و ألأفكار ألجنونية تدفع أحيانا ً للبحث أكثر من ألأحداث ألواقعيه لأنها أحداث مألوفة و حلولها هي ألأخرى مألوفة بل و مستنفذة ، ولهذا نجد في ألغـرب هنالك مراكز متخصصة في ألأفكار ألخياليه و ألغريبة ، وما أفلام ألكارتون و أفلام لخيال ألعلمي إلا هي تطبيقات مستقبليه سنشهدها يوما ً على أرض ألواقع كما نشهد بعضها ألان بعد أن كنا نتابعها في صغرنا ، مثلما لم نكن نعلم إن أطفالنا ألذين يشاهدون فلم ألكارتون نيلز وطائره ألعجيب نورتون إنه مصمم كدرس عملي عن جغرافية مملكة ألسويد لطلاب ألمرحله ألإبتدائية !!! وحتى كتاب ألجغرافيه ليس مثل كتب ألجغرافيه ألتقليديه ألتي ندرسها في بلداننا ، فهو يحكي قصة ألكارتون نيلز و طائره نورتون ألذي يتنقل بين ألمدن ألسويديه ليصف طبيعتها ألجغرافيه ومناخها !! وقد خلدت مملكة ألسويد ذكرى صاحبة ألفكره ألكاتبه { سلمى ليكرلوف } بأن وضعت صورتها على وجه ألعمله ألورقيه من فئة 20 كرونه و وضعت على ألوجه ألآخر صورة نيلز وطائره نورتون . فأين نحن من هذه ألآفكار ألتي قد يعتقدها ألبعض منا بأنها أفكارا ً مـيتافـيـزيـقـيه !!!

 

بل و ألأكثر من ذلك فهنالك مراكز طبية علميه و نفسيه تقوم بعـرض ألمعاظل و ألأفكار على ألمجانيين و تطلب منهم إعطاء رأيهم ومهما كان فيها !!! وعلى قاعدة ألجنون فنون فلا يمكن لأي شخص سوي أن يخلص بحل لمعضلة ما يتوافق مع ألحل الذي يتوصل أليه ألمجانيين أو أحدهم لسبب بسيط جدا ً وهو إن ألمجنون لا يقيم أي وزن لأي إعتبار ، ولا يتأثر بإلضغوط و ألعوامل ألتي يتأثر بها ألشخص ألسوي. ولو هنالك منصفين في هذا ألشأن فمن ألمؤكد إن ألكثير من ألتطبقات ألحاليه أو ألمستقبليه هي نتاج أفكار ألمجانيين أو من نصف أفكارهم بإلجنونية .


ووفق هذا ألمنظورألشامل من أخويتنا في ألإنسانيه فإن ألتجارب ألشخصيه يجب أن لا تبقى حبيسة ألصدور ووقفا ً وقفلا ً مغلقا ً داخل ذات ألإنسان ، بل يجب عليه بموجب مسئولياته تجاه نفسه ، وثم تجاه إخوانه في ألإنسانيه لأنه جزء منهم أن ينطلق بتجربته ويطلقها في ساحة ألحياة ألتي هي أوسع من كل ألساحات ألضيقه بل هي تحتوي كل ألساحات ، وأقصد هنا بإلساحة ، ألتعبير ألأشمل لمجالات ألحياة ألعديدة ألمتمثله بإلحياة ألخاصة و ألعائليه ، ألمهنيه و ألوظيفية أو ألحياة ألعقائديه و ألحزبيه . !!! لهذا نجد هنالك أعداد كبيره جدا جدا في غير عالمنا ألعربي قياسا ً بعالمنا ألعربي ممن يسارعون إلى كتابة مذكراتهم أو سيرتهم ألذاتيه ، و لا يشترط بهم أن يكونوا مشاهير أو من رجال ألسياسة وألعلم !!! بل ألغالبيه منهم ليسوا من تلك ألفئات ألمجتمعيه ، وبكل ألأحوال فإن هنالك فارق كبير في إتجاهاتنا ألفكرية هو ألذي يتسبب في هذا ألفارق الكبير في عدد ألكتاب و حجم ألمذكرات و ألسيير ألذاتية و ألسبب يعود إلى طبيعة مجتمعاتنا ألتي لا ترحم ألفرد حتى و إن أعلن ألتوبة عن أخطاؤه و إلى ألأنظمة ألعربية ألقسرية ألتي لا ترتضي أن يشار لها أو إلى موئسساتها حتى ولو بإلإصبع ألبنصر !!! ولهذا نجد ألتهافت و ألإقبال ألشديدين من قبل دور ألنشر ألمختلفة على ما يصدر من مذكرات لغير ألعرب وألدليل على ذلك ترجمتها إلى العديد من أللغات ألإنسانيه لكي تتداولها شعوب ألأرض بدون أي تحديد عدا ألتحديدات ألتي تفرضها ألأنظمة ألحاكمه على شعوبها وهي تحديدات تفرضها ظروف آنية !! مصيرها إلى ألزوال لأنها تقف بإلضـد من ألحقوق ألطبيعيه للإنسان في تبادل ألمعرفه و ألتعلم ، ومن هنا باتت ألدراسة و ألقراءة من أهم طرق ألتعلم ألفردي وثم ألجماعي .


إن وجود ألفرد في ألحياة لا يعني وجود ألحياة بمعناها ألحقيقي فألفرد يمكن تشبيهه بأنه أشبه بنقطة ألتماس على محيط ألدائرة ألذي يمثل ألحياة !!! بيد إن محيط ألدائرة هذه يتكون أساسا من تجميع نقاط ألتماس تلك و ترابطها فيما بينها وعندها يتشكل محيط ألدائرة مهما كان طول قطرها كبيرا ً أم صغيرا ً . إن هذه ألدوائر ألصغيره هي أساس كل ألدوائر ألكبيره و ألأطر ألتي ستتفاعل في داخلها ألنواة وألمحتوى وهي ما أصطلح عليه في ألجانب ألعقائدي بإلحاضنه أو ألبودقه إذا كان ألمحتوى يخص ألإنتماء ألحزبي ، وفي ألجانب ألمهني و ألوظيفي يطلق على هذا ألمحتوى تعبير بيئة ألعمل ، أما في ألجوانب ألإجتماعية فيطلق على هذا ألمحتوي بإلأسرة وثم بمجموعها يتكون ألمجتمع ، ومن خلال ألمجتمعات ألصغيره تتكون ألمجتمعات ألكبيره وألأقوام وألشعوب وتظهر للوجود ألتجمعات ألبشرية ألتي تتكون منها ألدول .
وعلى ألغالب يطلق مصطلح ألمحيط على كل هذه ألدوائر صغيره كانت أم كبيره كألمحيط ألعائلي أو ألمحيط ألمهني وحتى ألمحيط الدولي و غيرها من ألمصطلحات و ألتعابير بذات ألمعنى و ألقصد ، لكن ألمهم في ذلك كله إن ألفرد هو ذات منقوصة لا تستطيع أن تعيش خارج حاضنتها ومحيطها ما لم يعمل و يتفاعل مع ألآخرين ألمحيطين به في مجالات ألحياة ألمختلفة .

 

وبذلك فألفرد من ألمحتم عليه أن يتشارك مع ألآخرين في بيئة ونطاق عمل أوسع من حدود مساحة جسمه وعقله في أللازمان و اللامكان غير ألمتناهيين لأنه جزء ً من ألمحيط ألدولي بحكم إنتمائه للإنسانية حتى و إن كان ينتمي إلى محيط أو مجتمع معين .


ولكن وفق ألمنطق ألشمولي وألإقرار بتأثير ألفرد في مجريات مجالات ألحياة ألمختلفة وألنظرة ألحقيقية للقيمة ألعليا للإنسان ألذي خلقه ألله تعالى عز وجل في أحسن تكوين ، فهذه ألحدود ألمحدودة لمساحة جسم وعقل ألإنسان لا تحد من تأثير ألفرد ألواحد بمحيطه وبإلآخريين ، و إلا لما ظهر على وجه ألآرض ألعديد من ألقادة ألعظام و ألمفكرين ألذين أثروا وأثرو ألفكر ألإنساني وقادوا مجتمعاتهم و شعوبهم إلى ذرى ألمجد و أليس في ألأصل إنهم هؤلاء ألقادة و ألمفكرين هم نتاج عاملي ألزمان و ألمكان ألمجهولين و أللامتناهيين عند ولادتهم وثم في مسيرة حياتهم لاحقا ً .و لا ندري هل ستحظى ألبشرية بأمثالهم حاضرا ً ومستقبلا ً . بل حتى لا يمكن قياس تلك ألتاثيرات وقيمها إن كانت إيجابيه أوسلبيه لهؤلاء ألقادة و ألمفكرين ، وغيرهم إطلاقا ً على ألصعيدين ألداخلي وألخارجي !!!! وذلك لصعوبة قياس ذلك من ألناحية ألعمليه ألبحته وحتى صعوبة ذلك من ألناحية ألنظريه على سبيل ألإفتراض على مستوى ألمحيط ألعالمي هذا من ناحية . ومن ألناحية ألثانيه عدم وجود جهات حياديه و مراكز أبحاث ودراسات تتمتع ببراءة ألجنين في تقيم تلك ألتاثيرات بعد أن أصبح ألعالم ونظامه ألجديد يكيل بمكيالين بقصد إحداث ألتناقض بين مفهومي ألحق وقوة ألحق . ألذين تخلخلت بموجبهما موازين ألأرض وقياساتها بعد أن أصبحت ألأخلاق و ألمبادئ في ألمراتب ألأخيرة لمساطر ألقياس التي تقدمت فيها ألمصالح ألفئوية وألمادية فوق كل إعتبار للمستوى ألذي ظهرت لدينا ألعبودية و ألتبعية بشكل آخرعلى ألمستوى ألفردي و ألجماعي بل وعلى أعتى ألدول حيث لا يشترط كما هي ألنظره سابقا أن يكون ألعبد حبشيا ً كعبد هند بنت أبي عتبه ذو بشره سوداء فهنالك في يومنا هذا عبيدا ً من شتى ألألوان و ألجنسيات يغني كل منهم على ليلاه في ساحة و حلبة ألصراع ألعالمي ألتي هي وسع ألمدى . و ألأكثر من ذلك فهنالك شعوب و أقوام هي من ألناحية ألعمليه خارج إطار حركة ألزمن لعزلتها وتقوقعها على نفسها ، وحتى على مستوى ألأفراد وهذا هو بيت ألداء و مكمن ألخطر بان يكون ليس لديها أدنى فكره عن كل هذه ألنتاجات و أحداث دورة ألحياة بل وتعيش في عزلة تامة بإرادتها أو بدون إرادتها فألأمر سيان عندما يبتعد ألإنسان عن ألتواصل مع ألآخرين أفرادا ً أو جماعات فهو إبتداء ً سيفقد تأثيره فيها ويصبح عالة على نفسه قبل أن يكون عالة على غيره لأنه يعيش على ألهامش ولا ينظر أبعد من أنفه ويرفض ألتعلم !!!! وبتعبير أهل ألبلاغة لا يعرف ما هو وراء ألأكمه ، و بتعبير ألسياسيين لا يعـرف ما هو وراء ألتل !!!!


لاشك إن كل ألسلوكيات ألتي يمارسها ألإنسان سواء إيجابيه كانت أم سلبيه هي سلوكيات ناتجة أما عن فعل يخطط له هو ليقدم عليه تحقيقا لغاياته ألنبيلة وغير ألنبيلة ، أو كرد فعـل ناتج يتوافـق مع أو بإلضـد من سلوكيات و أفعال ألطرف ألمقابل أو ألمصاحب له ، و هذه ألسلوكيات بمجموعها تشكل عوامل ضغط على ألإنسان بما في ذلك ألعوامل ألبيئيه و ألنفسيه و حتى تأثيرات ألطبيعة ، لتتشكل لدى ألأفراد أو جماعات ألصوره ألإنطباعية عن ألإنسان ، ومن خلال ممارسة ألأفعال و ألسلوكيات يكتسب ألإنسان صفاته ألجميله أو ألقبيحة وتبعا ً لذلك تكتسب ألمجتمعات أيضا ً صفاتها من سلوكيات أفرادها ألذين ينتمون إلى ألتجمعات ألبشرية ألتي تكتنفها ضمن محيطها ألداخلي أو ألإقليمي .


و ألآن أليس من ألغـريب إن ألفرد ألأمريكي بعد أن تم وصفه في منتصف ألقرن ألماضي بإلرجل ألقبيح بسبب سوء ألسلوك ألعام لسياسة أمريكا ألخارجية و تطبيقاتها في معاملة ألشعوب بمكيالين وألتي جعلت من ألأمريكي شخصا ً مكروها ً وغير مرغوب فيه أينما وجد ، ليصل ألأمر إلى مستوى ألمفارقه ألتأريخية بوصف ألشعب ألأمريكي بأنه أمة من ألغنم !!!! رغم إن فئات عديدة من ألمواطنين ألأمريكان من ألذين يمارسون عددا ً كبيرا ً و مختلفا ً من ألأعمال كانوا قد جهدوا أنفسهم وهم يتسائلون عن ألكيفية و ما هو ألسبيل لتحسين صورة ألمواطن ألأمريكي طيلة ألعقود ألسابقه ، و ينحون بإللائمة على ألإدارات ألأمريكية ألمتعاقبة ألتي تسببت بسياستها ألخارجية في تشويه صورة ألأمريكيين !!! نعم بإلرغم من تلك ألجهود نجد أليوم في بداية ألألفيه ألثالثه وفي خاتمة ألمطاف ، أو بإلحد ألأدنى لغاية يومنا هذا أن وصف ألفرد ألأمريكي خلال ألكتابات لايزال كما هو بإلرجل ألقبيح !!! وليت ألأمر إستقر عند حد هذا ألوصف ألملازم للفرد ألأمريكي كملازمة ألظل للإنسان !!! بل إن ألوصف قد تعـدى ألفرد ليصل إلى مجموع ألشعب ألأمريكي ألذي أصبح يوصف بأنه أمة من ألغنم !! وهـو وصف لعمري يجسد حقيقة ألشعب ألأمريكي ألهجين ألذي أثبت إستحقاقه له و بإمتياز . فأكتساب صفة ألقبح كان أهون عند غالبية ألأمريكيين ألذين يعزون مسئولية ذلك إلى ألإدارات ألأمريكية من أن يوصفوا بهذا ألوصف ألثقيل بكونهم قـطيع من ألغنم بإلوقت ألذي ينظرون به إلى إن مجتمعهم أو هكذا ينظر إليه ألآخرين بأنه يقع في أعلى مراتب ألتقدم ألعلمي وألتكنولوجي وألحداثة في ظل وعصر ثورة ألأنترنيت وتقنية ألنانو ويتمتع بإلديمقراطية بل ألراعي و ألداعي ألأول للديمقراطيه !!! ورغم إن كلا ألوصفين تسببت فيهما و لاتزال سلوكيات ألشعب ألأمريكي و ألإدارات ألأمريكية ألمتعاقبة على حكمه إلا إن ثقل وصف ألشعب ألأمريكي بأنه أمة من ألغنم !!! يمثل إنحدارا ً إلى ألدرك ألأسفل في ألألفيه ألثالثه بعد أن تم وصف أفراده بإلقبح في منتصف ألقرن ألماضي من ألألفيه ألثانيه !!! فألشعب ألأمريكي بات لا يبالي بما يجري من حوله ، و ليس لديه ألرغبة لمعرفة ألأسباب ، و يوافق على أي من ألحلول ألتي تبدو مبتذله و سهله و ألتي تاتي من مصادر تظهر له نفسها بأنها أكثر معرفه من غيرها لينساق وراؤها في تأييد أعمى !!! فهو في ألنتيجة ألنهائيه لا يرغب في سماع ألأحداث ألقاسية ألتي تحدث في ألخارج ، وحتى تلك ألتي تحدث في ألداخل بما يعني ألتقوقع ألتام وألجهل ألشامل على ألمستوى ألوطني بإلحقائق ، وكقاعدة ثابتة لا يستطيع ألفرد أو مجموع ألشعب أن يعمل شيئا ً إذا كانت ألحقائق غائبة أو مبهمة ومن هنا جاءت هذه ألصفات ألشخصيه للشعب ألأمريكي بإلوصف ألذي إستحقه بإمتياز بكونه أمة من ألغنم بل وسهلت على ألإدارات ألأمريكية ترويض ألشعب ألأمريكي !!!! و ألحقيقة ألدامغة و ألأكثر تراجيديه هي إن حتى ألحكومة ألأمريكية تجهل ألأحداث ألبسيطة ألواضحة ألتي تحدث في ألعالم !!! و تتلاعب من خلال ألزواج ألكاثوليكي بين وكالات ألإستخبارات ألأمريكية و ألصحافه لخلق و إفتعال ألأحداث و ألأزمات وتشويه صورة ألواقع بخلق واقع إفتراضي !!!! مسخرة لذلك ألصحافه و وسائل ألإعلام ألأخرى و دفعها إلى عدم بذل ألجهود ألكبيره و ألروتينيه لتغـطية تلك ألأحداث ، من خلال فبركة ألأمور لتلعب دورألمروج لخططها وثم ترويض قطيع ألغنم بما فيهم عتاة رجال ألسياسة وألبرلمانيين ليستجيبوا لمتطلبات تلك ألخطط دون أي دراية بتفاصيلها !!! وإن حدث ذلك وعرضت تفاصيل ألأحداث على ألراي ألعام أو حتى على رجال ألسياسة و أصحاب القرار فهي معلومات منقوصة عن أحداث غالبية تفاصيلها مفبركة .

 

ونحن لا نريد لشعوبنا ألعربية أية أوصاف مهينة من هذا ألقبيل لرجالها أو لمجتمعاتها .
 

 

 





الاثنين٢١ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مـؤيد ألجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة