شبكة ذي قار
عـاجـل










الصابئة المندائيون يستولون على بيت شاعرهم شاعر العراق .. وشاعر العرب الأكبر وحامل وسام العالم الذهبي في الشعر عبد الرزاق عبد الواحد
وهو في أشد غربته ، وأشد حاجته .. وحيدا ًفي الثالثة والثمانين من عمره .. وأولاده وأحفاده مبعثرون بين أربع قارات ، وهم في أشد حالات العوز والضيق والغربة


*


الصابئة .. الطائفة الذهبية كما كانوا يسمونهم .. لطيبتهم ، ونزاهتهم ، وبعدهم عن إيذاء الناس .. ماذا جرى لهم بحيث دخلوا في زمرة من ينهبون ، ومن يغتصبون ويسرقون ؟! .

ها هو .. وهو في هذا العمر .. في أشد أيام ضيقه وغربته .. يحاول بيع بيته ليسد بثمنه حاجته ، وحاجة أولاده وأحفاده المغتربين ، يفاجأ بأن أهله الصابئة استولوا على بيته وصادروه ليجعلوه وقفا ً لهم !! . هذا البيت الذي كان منتظرا ًأن يكون متحفا ً للشعر العراقي !


* * *


إلى العراقيين قبل كل أحد .. إلى العراقيين لا غيرهم ، أشكو أهلي الصابئة الذين أنفقت عمري كله في خدمتهم .. أسست لهم أكبر نادٍ ثقافي اجتماعي في العراق .. نادي التعارف .. وقضيت على إدارته وخدمتهم فيه عشرين عاما ً ، حتى صار منارا ً للثقافة والحياة الإجتماعية في العراق .


وفي أشد أيام الضيق والعوز والجوع ، نذرت نفسي سنتين متفرغا ً تفرغا ً كاملا ً لوضع كتابهم المقدس ( كنزا ربا ) بلغته العربية .. الكتاب الذي اعتبرت صياغته من أجمل الصياغات في اللغة العربية .. أهلي الذين يعرفون كم واحدا ً من أولادهم أنقذته من الموت .. وكم واحدا ً من أولادهم سعيت إلى تعيينه .. وكم حافظت على وظائف أولادهم في أشد أيام العراق ضيقاً أيام التفييض .. وكم دفعت عنهم من مكروه .. ويتذكرون هم حتى مكتبتي ، وكانت من أغنى المكتبات الشخصية ، أهديتها إلى ناديهم ..


وها هم الآن يجازونني بالإستيلاء على بيتي ومصادرته أو فرض أبخس الأثمان علي ، وإجباري على قبولها .. وأنا في غربتي ، وأشد حاجتي ..
أهلي الصابئة المندائيون .. الطائفة الذهبية !! .
 

 

 





الاثنين٢١ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة