شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

( أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ماكوا يفترون* لا جرم أنهم في الأخرة هم الأخسرون )

صدق الله العظيم

 

 

1.    نفوسهم مدسوسة غِلاً وطَمَعاً، فهم فاسدون لا يعرفون النزاهة والعفاف عن الطمع، وسيدنا علي عليه السلام يقول: ( النزاهة من شيم النفوس الطاهرة ) ، فعليهم ينطبق قول الله تعالى: ( قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساه ) ، فلهم الخيبة من الله في الدنيا والآخرة لأنهم دسوه أنفسهم بالفواحش والالفساد والسحت الحرام.

 

2.    كلهم حريص على المنصب، لا لكي يخدموا الشعب بل لينهبوه، فهم طلاب للدنيا وغرورها، وهذا سيدنا علي عليه السلام يقول: ( من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ) ، المقصود أي يطبق ما يقوله عن العدل والحرص والأمانة والعمل الصالح، والإبتعاد عن الفساد بكل أشكاله، يطبقه على نفسه ويتعلم الناس منه كقدوة، ويقول أمام الصادقين: ( حب الرئاسة شاغل عن حب الله ) ، فهل من يستميت في حب الرئاسة كنوري المالكي، الذي هو رئيس حزب الفتنة ( الدعوة ) ، يحب الله؟ وإن كان هو هكذا، فأي دعوة يعمل هذا الحزب لها؟ تنبهوا أيها الضالون والمُضلـَلون، فحزبه يدعوا للفساد والفجور والخيانة، لا للدين والعمل الصالح، ولا تغركم لبسهم العمائم وإطلاقهم اللحى، فالغشاش أكثر نفاقا، وما علمنا أن الشيطان جاء لإغواء أحد وقال له أنا إبليس.

 

3.    كلهم بخلاء على الشعب، وهم ليسوا متفضلين، بل هو مال الشعب وثروته، عائدات نفط العراق خلال السنوات الخمسة الماضية أكثر من نصف ترليون دولار، ونصف الشعب يعيش تحت خط الفقر، وربعه يأكل من القمامة، وهم يجمعون الثروات وينهبون الخيرات ويشترون الفلل والعمارات، وسيدنا علي عليه السلام يقول: ( لا ينبغي ..إمامة المسلمين البخيل فتكون أمولهم نهمته ) ، أي لا يصلح بخيلا للولاية لأنه سيفسد ويسرق.

 

4.  يأمرون بالمعروف ويتركون العمل به، وينهون عن المنكر ويعملون به، ومثل هؤلاء ملعونين عند الله.

 

5. قال سيدنا علي عليه السلام: ( أربع تشين الرجل: البخل والكذب والشره وسوء الخلق ) ، بربكم من منهم لـَسنَ فيه؟ أنهن طباعهم التي لا يمكنهم أن ينفونها.

 

6.    إن تبذير المال الشخصي يجعل المبذرين أخوانا للشياطين، فكيف من يبذر ويتصرف بمال الشعب على هواه؟ ويعطيه لغير مستحقيه لكسب ودهم وولائهم، كما يفعل نوري المالكي، أليس هو قرين إبليس وأخوه؟

 

7.    قال سيدنا علي عليه السلام: ( ثلاث يُمتحن بها عقول الرجال، هنّ: المال، والولاية، والمصيبة ) ، وقد ثبت بالتجربة أن القائمين على السلطة برآسة نوري الكذاب سقطوا في الإمتحان بكل المواد، فقد نهبوا وسرقوا مال الشعب، وخانوا الأمانة، وفشلوا في مهمات الحكومة، ولم يحموا البلاد والعباد، وفشلوا في مواجهة المصيبة التي تعرض لها العراقيين بعد الإحتلال، فهل الساقط ولتسع أعوام في أي عمل يحق له أن يستمر؟

 

8.    يرون عيوب غيرهم، ولكنهم عن عيوبهم عمي لا يرون، وهذه سمة الجهل وقلة العقل والتدبر، فقول سيدنا علي عليه السلام ينص: ( أعقل الناس من كان بعيبه بصيرا، وعن عيب غيره ضرير ) ، وفي قول آخر: ( ضلال العقل أشد ضَلّة، وذلة الجهل أعظم ذلة ) .

 

9.    يكذبون على الشعب وعلى العالم ولا يستحون، وعدم الحياء يعني عدم الإيمان، ومن لا حياء له لا إيمان له، فهذه أقوال أمير المؤمنين في الحياء: ( إن الحياء والعفة من خلائق الإيمان وإنهما لسجية الأحرار، وشيمة الأبرار ) ، ( شر الأشرار من لا يستحي من الناس ) ، ( من لا حياء له، لا خير فيه ) ، ( أصل المرؤة الحياء، وثمرتها العفة ) ، ( من لم ينصفك منه حياؤه، لم ينصفك منه دينه ) ، ( غاية الحياء أن يستحي المرء من نفسه ) ، ( على قدر الحياء تكون العفة ) ، فأينهم من هذا وهم يقولون أنهم يتبعون منهج آل البيت؟، قد يكونوا يقصدون البيت الأبيض النجس، وليس آل بيت الرسول الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

 

10.    أنهم أناس طويلوا الأمل في الدنيا، و ( ما أطال أحد الأمل إلا نسي الأجل وأساء العمل ) .

 

11.  في كل دورة إنتخابية يطرحون كذبا أنهم سيقللون مرتباتهم ويقلصوا مخصصاتهم، وهم بالإضافة لكونهم كاذبون في ذلك، فهم مجانبون للعفة والأمانة، وهم بذلك لا يصلحون للزعامة، ففي يوم قدمت أحدى بنات الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: خبزا ولبنا وملحا، فقال لها: ( ءأدامين وأنا أمير المؤمنين؟ إرفعي أحدهم ) ، وقال سيدنا علي عليه السلام في ذات الأمر: ( أيم الله يمينا لأروضن نفسي رياضة تهش معها للقرص إذا قدرت عليه مطعوما وتقتنع بالملح مأدوما ... ءأقنع نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ) ، أي يجب أن يكون الأمير مثل أقل من في رعيته كي تصلح له أمرته عليهم، هذا هو الإسلام الذي يكذبون على الناس بأنهم دعاته. فأين هم منه؟

 

12.  يقولون ما لا يفعلون، ويدعون ما لم يعملون، فهم كذابون ومضللون وسود الوجوه، فقد سُئِل أمير المؤمنين علي عليه السلام: ( أي شيء مما خلق الله أحسن؟ فقال الكلام، فقيل: أي شيء مماخلق الله أقبح؟ فقال الكلام، ثم قال بالكلام إبيضت الوجوه، وبالكلام إسودت الوجوه ) .

 

13.  يصف سيدنا علي عليه السلام المتقون، فيقول: ( المتقون أنفسهم عفيفة، وحاجاتهم خفيفة، وخيراتهم مأمولة، وشرورهم مأمونة ) ، والمالكي وجمعه على عكس كل ذلك تماما.

 

14.  صموا آذاننا وقرعوا رؤوسنا وهم ينعقون بالإصلاح ومكافحة الفساد، ولم نرى شيئا لأنهم لم يعرفوا من سبب الفساد الحقيقي، أو يدعون أنهم لا يعرفوه، والإمام عليه السلام يقول: ( فليس تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ) ، فإن هم صادقون ولن يكونوا، فليتركوا الأمر للناس تختار من توليه أمورها، وهم يعرفون الصادق الصالح العفيف، ( فالناس لصالح الأدب أحوج منهم للفضة والذهب ) .

 

15.  يتعايرون فيما بينهم بما فيهم جميعا، فالمالكي يقول عن غيره متآمرين، وهل أنت إلا أحد خونة العراق وحارس لمصالح الإحتلال بكل أطرافه، ويقول نوال حزب الدعوة في البرلمان إن حكومة إقليم كردستان تسرق النفط وتهربه الى الخارج وهم يعرفون أنهم وغيرهم يسرقوا ويهربوا النفط إلى الكيان الصهيوني، فعلا شر البلية ما يضحك، فعباس البياتي يقول: ( أن المؤامرة بدأ بسحب الثقة عن المالكي وثم بتفكيك الإئتلاف الوطني، ثم تسليم السلطة للجواسيس ) ، وهو يعلم أنه جاسوس وعميل صغير. وقد قال العرب:  لا تنهي عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ولكن من لا يستحي أيشعر بالعار عندما يرتكب الفاحشة؟

 

16.  لا يتورعون عن منكر ولا فاحشة، فقد كان منع الرسول الكريم وخلفائه جميعا حتى الجيوش المحاربة من النساء والأطفال والشيوخ، بل منعوا عن قتل من لا يحمل سلاحا للقتال ضدهم، وهذا قول سيدنا علي للجيش قبل الحرب: ( لا تهيجوا النساء بأذىً، وإن شتمن أعراضكم وسببن ولاتكم ) ، فكم من حرة مسجونة لا على ذنب في سجون حكومة المالكي؟ الذي يدعي أنه على مذهب آل البيت، خسأ هو وبريء عنه المذهب ومتبعيه.

 

17.  يقول سيدنا علي عليه السلام: ( إنما الدنيا جيفة والمتواخون عليها أشباه الكلاب، فلا تمنعهم أخوتهم لها من التهارش عليه ) ، وهذا الوصف ينطبق عليهم تمام الإنطباق.

 

18.  ويقول عليه السلام: ( ما أعطى الله سبحانه العبد شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا بحسن خلقه ) ، وكل ما ذكرناه يثبت سوء خلقهم، وردائة طبعهم.

 

19.    أيها الشعب العظيم، سيدنا علي يوصي الإمام الحسن عليهما السلام:

( إياك ومصادقة الكذاب، فإنه يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب ) .

( إياك ومعاشرة الأشرار، فإنهم كالنار مباشرتها تحرق ) . مباشرتها: أي ملامستها بشكل مباشر.

( ينبغي لمن عرف الأشرار أن يعتزلهم ) .

( يا بني قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم ) . قارن:إجعلهم قرنائك وأصحابك، وباين: إبتعد عنهم ولا تخالطهم.

( إحذر مصاحبة الفساق والفجار والمجاهرين بمعاصي الله ) .

( بالعمل تحصل الجنة، لا بالأمل ) .

( المتقي من إتقى الذنوب، والمتنزه من تنزه عن العيوب ) .

 

 فهل تتبعون وصاياه؟ وهي صلب الدين وعين اليقين، فإن قلتم نعم، وهو جواب كل مؤمن مسلما أو وطني شريف، فعليه أن يقاطع هؤلاء، لأنهم فجار خونة أشرار كذابون فاسقين لا يتقون من ذنب ولا يستحون عن عيب، ومعاشرتهم إثم وشبهة.

 

 





السبت ١٠ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة