شبكة ذي قار
عـاجـل










يبدو وانت تراها تتطلع الى المغيب ، حيث الافق ،يبتلع ضياء قرص الشمس ،على مهل ،شيىء من الصراع اشبه بعاشقة تناجي حبيبها لحظة السحر ،ووشاحها الاحمر المتدلي من جانبي وجهها المستدير الابيض ، ينبض حبا، لون من العشق المكتوم ، لعالم ملائكي على هيئة بشر .


ما ان فرغ الافق من ابتلاع ضياء الشمس ،وتلاشت بسط شمس المغيب ، حتى راحت يدها تمسك بعلبة كبريت ادخرتها لهذه اللحظة ، لتنير المكان من العتمة التي احاطت بتمثال من سلسلة التماثيل التي وقفت سدا على شط العرب ،باياد ممتده، تحذر من الخطر السرمدي على العراق ، كل واحد من هذه السلسلة العملاقة ، تحكي قصته لوحة تعبيرية ،حملت فعله البطولي ، قصص عظيمة مثل اشعة الشمس تسير متوازية لترسم قصة ضخمة ، ارتبطت بذهن جميع العراقيين،تتحدث عن سلسلة سوداء من الحقد الفارسي الدفين ، سلسلة التماثيل ،وثبة بطولية تقرع ذاكرة النسيان ،وتشير الى مكامن الخطر على الطفولة والمستقبل وحق الحياة من خلال الاشارة بالسبابة الى ايران دار الحقد على العراق .


اختلطت الاحتفالية بالشموع التي انارت المكان ،بالبخور،الذي طارت رائحته لتحكي ذكريات عرس الفارس ، لم يبق في سلة ام موفق الا ايات من الذكر الحكيم، تلتها بصمت ،واطلقت العنان لدموعها وهي تغسل قدمي البطل المتجمده صورته في تمثال البرونز طبعت على قدميه اكثر من قبلة قبل ان تناجيه ..


البارحة وانا في نصف اغفاءة بعد صلاة الفجر ، حيث انتهيت من قراءة القرآن والفاتحة على روحك وارواح رفاقك ،رايت حلما ، الحلم ارعبني يا موفق ، رايت يدا امتدت صوب يدك التي تشير الى مكمن الشر ،اسمعهم يتصارخون ، هم كبار لكن بسلوكيات يا بني تنم عن اشاء كثيرة ، ملابسهم متربه ، وجوههم معفره ،صرخاتهم، ابدوا بيده فاكسروها ، كاني اسمع صرير البرونز وهم يكسروه ،ثم مثل الدبابير صعددوا بفؤسهم ومطارقهم على كل التمثال ،وهم يحملون اكياسا لجمع البرونز المتهشم .


لم ينتبهو ا لصياحي ، الا ان احدهم قال انا مامورين !! قلت ومن صاحب الامر ؟، ..سرعان ما اختفوا واختفى معهم التمثال .
ورحت اصيح باعلى صوتي ، موفق بطل ، لا يجوز ان ترفع تماثيل الابطال ، هذه حصة الاجيال ، من علمكم تطمسوا شواهد التاريخ ؟؟
موفق من ابطال القادسية الثانية ، سّورالعراق بروحه ليحافظ عليه من الصلف والطمع الفارسي .. موفق كان وهابا غير معتدي ، وكذلك الابطال ،انتفض لاجل العراق لما وقع الحيف على ارض وماء واجواء العراق.


موفق من قوم بسطوا ايديهم للسلم ،فلما ابى العدو الا القتال ، قاتل بشجاعة الابطال .
ماذا تنتظروا من موفق لما دكت صواريخ الحقد مدننا ؟؟؟!!!


ليس له من خيار وهو يرى اجساد اطفالنا تتطاير اشلاءها نتيجة القصف الهمجي الوحشي ،انتخى لحظة تدنيس لسماء العراق ، اسرع الى طائرته، ليحلق كما تحلق النسور في الاعالي ،ولم يسمح لغربان الشر المتسلله وهو النسر في كبرياءه ان تمر .. تكررت صولاته ، وسائل الاعلام ، بيانات القيادة تحمل افعال موفق ورفاقه بشرى الى الشعب العراقي ، ضربات موفق شلة عصب ظهر العدو ،وكلما يهبط في المطار عائدا من جولاته الميمونه ، تزدحم على صدرة نياشين الشجاعة ،في لحظة وقف موفق هو كل العراق ، وتلاشت الخيارات ففضل على الاسر الدخول بطائرته في قلب منشاءات جزيرة خرج ،فاحالها الى ارض سوداء ، تلك اللحظة لم يكن موفق هو ابني فقط ، انما هو بنيان العراق ، انتصر للعراق واستحق به العراقيون من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال التكريم .. حتى اصبحوا شعب الذرى .


احست ان المكان صار موحشا ، لملمت بعضها وانحنت لتطبع قبلتها الاخيرة على جسد موفق لتقول مع يوم مولدك في ساعة الغروب ،ساعود العام القادم .....
حصل ما راته في حلمها ، لم يبق من تماثيل الابطال غير القواعد الكونكريتية ،كان جهل الخائبين ، يوهمهم ان بطولات الرجال يمكن ان ترحل ... لكن هذه قضية شعب ، يعرفها ، فاصحاب التماثيل خالدين في ضمائر الجميع، والايام ستروي بطولاتهم في كل حين والتواجد الفارسي لا بد ان يزول بعد ان زال الذي اتى به وهو الاحتلال الامريكي الذي دنس ارض العراق 2003

 

 





السبت ٩ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بشار الشويلاتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة