شبكة ذي قار
عـاجـل










تعيش المنطقة في ظل تحولات درامية غير مسبوقة، في نطاق ما يسميه البعض ( الربيع ) ، ويسميه البعض الآخر ( الخريف ) العربي، وهي تحولات لم تغب عنها القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين الكبرى، وهي و إن بدت بعيدة، إلا أنها في قلب الأحداث، وربما تكون المحرك الأساسي لتلك الأحداث عند المنفذين للإستراتيجية الدولية، وهو ما يرتب مسؤوليات كبرى على عموم العرب والمسلمين، وعلى الفلسطينيين أنفسهم القيام بها، في مقدمتها تنحية الأيدلوجيات جانبا، فإن قمة الرجعية والتخلف اليوم أن ينسب الوطني والقومي نظيره ( لإسلامي ) إلى الرجعية والتخلف، و اكبر حرام شرعا أن يعتقد ( الإسلامي ) انه أكثر إيمانا من الآخر الوطني والقومي، وفي هذا الإطار فإن تفعيل المصالحة الفلسطينية أوجب الواجبات السياسية، وهو ما نرجو أن تتبعه خطوات أخرى واثقة مسارعة لإعادة ترتيب البيت الداخلي، ليس من أجل فلسطين وحسب، بل دفاعا عن الأمة، الإنسان والأرض والوجود والهوية، وعلى السياسيين أن يتخلوا طوعا عن أيدلوجياتهم قبل أن تجبرهم شعوبهم على لفظها؛ لأنها وهم، تقابله حقيقة هي أن لا هوية ولا انتماء لكافة أصحاب الأيدلوجيات المتباعدة إلا الهوية العربية- الإسلامية، والانتماء العربي- الإسلامي، وكفى، و أن عليها أن تتحد خلف راية واحدة، هي راية الجهاد ( الحربي، والسلمي ) ومقاومة العامل الخارجي ( الصهيونية والغرب ) الذي حول الأمة إلى مفعول به لا إلى فاعل.


و إننا في العراق نعرف سر العلاقة العضوية بين أمريكا والكيان الصهيوني، فالكيان طفل أمريكا المدلل، وهو ولاية أمريكية بعيدة عنها جغرافيا، إلا أنها تهيمن على مصادر القرار فيها، إلى حد أنها تحكمها، وإننا نعلم أن أمريكا احتلت بلدنا، وحلت جيشه، وبطشت ونكلت بعلمائه؛ من اجل الكيان الصهيوني، لتحقيق أمنه، وإزالة كل خطر يتهدده، وبالتالي ضمان بقاءه واستمراره.


فالكيان الصهيوني هو مصدر الشر والسوء والدمار لهذه الأمة بمجموعها، وليس لفلسطين وحدها، ولا لفلسطين وللعراق فقط، وبزوال الكيان الصهيوني سيتغير حال الأمة تغيرا جذريا وكليا وشاملا، وقد تعود لها وحدتها وقوتها وهيبتها وعزتها وكرامتها.


لكن كيف ينهار الكيان الصهيوني ؟! هل لدينا تحليل أو تصور واضح لذلك؟! الجواب : بلى، فالقرآن الكريم يخبرنا أن اليهود أذلة وجبناء وضعفاء بذاتهم، فإذا صارت لهم قوة وغلبة وسيطرة فلعاملين خارجيين، هما نبوة نبي، أو دولة كبرى.. يقول الله تعالى: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ...} [آل عمران: 112] . والحبل كناية عن مد يد العون، نقول: مد له حبل النجاة، فإذا أعانهم الله عبر نبي يبعثه فيهم، أو ساعدتهم دولة أخرى فسينهضون، و إلا فلا.. وقد حدثنا التاريخ أنهم عندما كانوا مؤمنين بأنبياءهم – بحدود معينة- فإنهم قد انتصروا، وصارت لهم دولة، كما في عهود موسى، وداود، وسليمان -عليهم السلام- وهذا حبل الله أي مساعدته، وهي النبوة. والحبل الآخر، أي المساعدة الثانية هي مساعدة دولة كبرى، وهذا من عجائب القرآن، فلم تظهر لليهود دولة في هذا العصر إلا بحبل من بريطانيا، ثم من وريثتها أمريكا، فهذه الدولة اللقيطة ما قامت بذاتها، و إنما قامت بغيرها، فسر وجودها اليوم العامل الخارجي لا الداخلي، وهي الآن مثل الميت سريريا، كانت بريطانيا توفر لها أجهزة الإنعاش الصناعية التي تمدها بأسباب البقاء، ثم حلت محلها أمريكا، ومتى ترفع عن هذا الميت سريريا الأجهزة الصناعية المثبتة عليه فإنه سيموت، وكذلك الكيان الصهيوني، فإنه بوفاة أمريكا ومن على شاكلتها في زعامة العالم الغربي سيموت.


الخلاصة: هذا هو خبر القرآن عن خيبة وهزيمة وعجز اليهود الدائم، وإن صعودهم وعلوهم مؤقت، وهو خير تعريف لعدونا، فلنعتمد عليه في إدارة الصراع سياسيا وعسكريا وفكريا.
 

 

 





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ثامر براك الأنصاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة