شبكة ذي قار
عـاجـل











أبطِئْ خطاك فلم يفتأ هناكَ دمُ
واحذرْ فقد توقظ الأنفاسُ نومَهمو
إحبسْ لهاثكَ إن آثرتََ همهمةً
فقد تفززُ في الأحداقِ حلمَهمو
طَأْطِئْ ففي كلِّ سقفٍ رُبَّ كركرةٍ
مشنوقةٍ تتدلى الآن فوقهمو
أرِحْ ركابَك في الأعتابِ تلك يدٌ
تعيقُ ممشاكَ واحذرْ ربّما قدمُ
فإن جزعتَ لفرط الحزن كنْ جلداً
ففي جلال المعاني يُكتَمُ الألمُ
كُنْ لاغياً، كُنْ نحيلاً، كن كخيط رؤىً
يمرُّ أو ولتكنْ كالصمتِ حولهمو
أخافُ إن أجهشتْ عيناكَ من ألمٍ
ستبصرُ الكونَ من نجواك ينهدمُ
أخافُ إن ناحَ قلبٌ أو بكتْ شفةٌ
أجابَ يهمي دموعاً عنهما العدمُ
أخافُ إذ أنني أدري بأنّ شجىً
لو بلّل الأرض لن يرقى لدمعهمو
أخافُ يا صاحبي إن صحتُ وا وجعي
أضاعَ نجواك في الأرجاء صوتُهمو
وقال إني شهيـــدٌ غير أن دمي
مثل القناديلِ في الأركانِ يضطرمُ
وقال إني حزيـــنٌ كلُّ عاطرةٍ
من نفحِ قلبي أُريقتْ فوقَها الظُّلَمُ
أنا الشهيدُ الذي ما حدََّثت أُممٌ
عن مثلهِ في الحكايا أو رَوَتْ أُممُ
أنا الذي أَرَّخَتْنــي كلُّ ذاكــرةٍ
وحدّثتْ كلُّ عينٍ ثمّ نــــاحَ فمُ
أنا احتراقٌ جليلٌ واشتعـــالُ دمٍ
أنا الشهابُ الذي يختالُ بينكمو
فلو نظرتُمْ لبعضٍ في مقاعدكمْ
أبصرتموني أُضيءُ الآن قربكمو
فحاذروا أن تقولوا كيف جاءَ هُنا
فإنني أبلغُ الأشيــــاءََ قبلكمو
أنا الذي دوّنتْ كفـــايَ تذكرةً
أنا الذي رغْمَ موتي قد دعوتكمو
أنا الذي كنتُ قد قبَّلْتُ أصغركمْ
سنـّاً ومن كنتُ قد عانقتُ شيخكمو
أنا ابن أحلامكم قد تاقَ بي لهفٌ
كي تـُسمعوني قصيداً من قصيدكمو
ولتعذروني فإني أرتدي جسداً
من الشظايا وإني لستُ مثلكمو
ولتعذروني لأني صرتُ حشرجةً
تذوبُ في كل حرفٍ من حروفكِمو
فما تمنيتُ إلاّ أن أرى وطناً
يشعُّ مثلَ المرايا في وجوهكمو
وما تمنيتُ إلاّ فيضَ أغنيةٍ
تفوحُ عطراً زكيـاً في سطوركمو
فلتنزعوا أيَّ حزنٍ عن ملامحكم
ولتمسحوا أيَّ دمعٍ من عيونكمو
فإن شمسي ستبقى بينكم أبدا ً
جذلى وفي كلِّ بيتٍ من بيوتكمو
وها أنا الآن أحيا بينكم بطلاً
وها أنا الآن أمشي بين بينِكمو
 

 

 





السبت ١٤ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شعر عادل الشرقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة