بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبيّنات ثمّ إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون
صدق الله العظيم

على إثر وفاة الشاب بشير القلّي المضرب عن الطعام منذ ما يقارب 57 يوما بعد إيداعه سجن الإيقاف على خلفية أحداث السفارة الأمريكية يهمّنا في حركة البعث القطر التونسي أن نعلن للرأي العام الوطني والعالمي أن حياة أيّ مواطن تونسي مقدّسة وسلامته الجسدية مصانة وكرامته غير قابلة للتفريط أو المساومة مهما كانت إنتماءاته الحزبية ولونه السياسي وتوجهه الفكري والعقائدي .

وإننا إذ نتوجه الى عائلة الفقيد وأهله وذويه بتعازينا راجين أن يتغمده الله برحمته الواسعة فإننا نعتبر أن الدولة وأجهزتها ممثلة في وزارة العدل وإدارة السجون مسؤولة عن حياة جميع المساجين طبقا لما تقتضيه القوانين والشرائع السماوية والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وأن أيّ تهديد مباشر أو غير مباشر لسلامة المساجين الجسدية والمعنوية هو من قبيل التقصير المفضوح الموجب للتنديد والإدانة والإستهجان خصوصا بعد ثورة بنيت على أساس شعار الحرية والكرامة .

وإنطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية تجاه شعبنا وثورتنا فإننا نسجّل مطالبتنا بفتح تحقيق فوري يتسم بالجدية والموضوعية والحرفية والإستقلالية حول خلفيات وخفايا وفاة الشاب بشير القلّي وتحديد المسؤوليات بكلّ وضوح ومن ثمّة محاسبة من ثبت تورطه تقصيرا أو تهاونا .

وإذ نستغرب صمت وزارة حقوق الإنسان والعدالة الإنتقالية عن تحمّل مسؤولياتها في كشف التقصير والتهاون في ضمان حياة المساجين الذين يقبعون في المعتقلات تحت حماية الدولة وفي ذمتها فإننا ندعو جميع مكوّنات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان الى التصدّي لكلّ مظاهر الإنحراف والتجاوز التي طالت مفاصل الدولة ومؤسساتها توصلا الى الحفاظ على مكتسبات الثورة والمتعلقة بالحريات العامة بصفة خاصة .

عاشت نضالات أبناء شعبنا من أجل حرية حقيقية وكرامة فعلية
المجد والخلود لشهداء الثورة وجرحاها

عز الدين القوطالي
الناطق الرسمي باسم البعث في تونس
١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٢