بسم الله الرحمن الرحيم
” يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي “
صدق الله العظيم

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد على ما أعطى وما أخذ
وإن لله وإنّا إليه راجعون

بقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء الله وقدره وبعيونٍ أغرقتها دموع الفراق وبألسن تلهج بالدعاء والرحمة والمغفرة تنعى حركة البعث القطر التونسي المغفور له بإذنه تعالى رفيقنا الدكتور محمد مسعود الشابي أحد رموز الفكر القومي العربي في تونس وأحد الأعضاء السابقين للقيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي ممّن نذروا حياتهم في سبيل نصرة قضايا الأمة العربية والدفاع عن هموم الجماهير المسحوقة المستعبدة في الوطن العربي كله.

ولقد أسهم الفقيد رحمه الله في إثراء المكتبة العربية بذخائر ما أنتجه العقل السياسي عبر مجموعة من المؤلفات التي أنارت للمناضلين طريق الحرية والعزّة فكان كتاب لا تراجع بل خطوة الى الأمام منهاجا للفكر وملهما للفعل ودافعا للمضيّ قدما في إتجاه الثبات على المبادئ رغم العراقيل والعوائق الذاتية والموضوعية التي صاحبت مرحلة الهزيمة إبان حرب 1967 وكان كتاب إستراتيجية الثورة العربية دليل عمل يهتدي به المناضلون في ساحات المقاومة والتحرير وينهل منه شباب الأمة عصارة التجربة مستلهمين العبر من مضامين النظرية وتجليات الممارسة .

إنه قدر البعث العربي الإشتراكي أن يزفّ أبناءه المجاهدين الواحد  تلو الآخر إلى جنّات الخلد يلفّهم ثوب النصر والفخر مطرّز بلون علم الثورة العربية وها نحن نودع رفيقنا الدكتور محمد مسعود الشابي معاهدين الله على مواصلة الدرب الذي سلكه قبلنا وسار عليه معنا ورحل من دونه تاركا أمانته على أعناقنا معلنين بأن الطريق الذي يزينه دم الشهداء هو أقرب الطرق إلى النصر والتمكين طال الزمن أم قصر .

رحم الله فقيد البعث والنضال الوطني والقومي ورزق أهله وذويه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان وجبر الله مصابهم وعزاؤنا فيه جميعا أنه رحل عنا بذكر ملأ الآفاق وفكر جسّد الأخلاق ومبدأ رفض المساومة في زمن النفاق .