تناقلت الأخبار أمس واليوم وبعد أن تم غلق ممر طريبيل الحدودي بين العراق والأردن عن تحركات لجيش النظام في بغداد ووصول قطعات الى أطراف الرمادي والفلوجة وباتجاه الحدود السورية في محافظة الأنبار . جاءت هذه الأخبار خصوصا بعد أن ألقى نوري المالكي كلمته اليوم في ذكرى تأسيس الشرطة العراقية والتي أشار فيها الى تدخل قوات الجيش لإنهاء الإعتصامات التي وصفها بأنها غير قانونية ومخالفة للدستور

في نشرة أخبار الساعة العاشرة بتوقيت بغداد على قناة الشرقية الفضائية كان الخبر الأول هو عن : ( إحتمال الهجوم على المعتصمين في الأنبار وخلال ساعات بقطعات عسكرية ترافقها المدفعية والدبابات بقيادة سعدون الدليمي وناصر غنام والسوداني ) وأعيد الخبر تفصيلا أكثر من مرة . ثم وخلال نفس النشرة الإخبارية ظهر محمد العسكري لكي ينفي الخبر وكذلك صدر نفي وبحسب القناة مما يسمى " دولة القانون " في حين ظهر مراسل القناة في الأنبار وهو لاينفي ولا يؤكد وتبين أن مصدر معلوماته إما من سكان المناطق هناك أو من المتظاهرين والمعتصمين

نود أن نشير هنا الى أن الإعلام إما أنه ينقل الخبر بشكل مقصود ومبرمج أو أنه يقع ضحية مكائد سياسية وإشاعات تم تسريبها اليه .. وهذا الأسلوب سبق التعاطي به في عام 2004 قبل معركة الفلوجة المجيدة ضد قوات الغزو الأمريكي .. لقد قامت آنذاك صحف اميركية وعراقية عميلة بنشر تصريح المتحدث بإسم جنود البحرية الأمريكية على شاشة تلفزيون " سي . إن . إن " حيث قال وبالنص أن القوات الأمريكية قد بدأت عملية كبيرة للسيطرة على المدينة العراقية الفلوجة وقد قطع الجنود خط المغادرة في هذه المهمة . كان إسم المتحدث الملازم الأول ليلي جلبرت الذي أضاف : أنها ستكون ليلة طويلة !! ــ الخبر من كتاب صدر باللغة الإنكليزية وترجم الى العربية تحت عنوان " التعتيم " عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر اللبنانية في عام 2007 ـ . كان ذلك التصريح مدروسا ومرتبا حيث أن الهجوم الحقيقي على الفلوجة بدأ بعد ثلاثة أسابيع من هذا التصريح وكان الهدف من التصريح بالطبع جر المقاومة العراقية ومحاولة كشفها وهو ما نجحوا فيه الى حد ما وأحداث الفلوجة وما قدمه أبطال المقاومة العراقية معروفة وكتب عنها الكثير

سؤالنا اليوم : هل كان خطاب نوري المالكي الشرارة الأولى ، والمالكي لايتصرف بإرادته .. ولماذا دخلت قناة فضائية مثل الشرقية ولوحدها في إعطاء الخبر هالة مجسمة .. ثم لماذا تكذيب وزارة الدفاع وكتلة دولة القانون للخبر وعلى شاشة نفس القناة التي إنفردت بالخبر؟؟

نعتقد أن هناك مكيدة يتم الإعداد لها إما بجر المقاومة العراقية الى منطقة الأنبار وكما حدث عام 2004 .. أو ربما ستقوم قوات جيش السلطة بالضرب في منطقة أخرى مثل الموصل على سبيل المثال خصوصا وبعد أن فتحت ماتسمى الشرطة الإتحادية ساحة الأحرار اليوم أمام المتظاهرين بعد أن غلقتها قبل أيام ودخول أعداد كبيرة من المعتصمين الى الساحة .. وفي كلا الحالتين على مجاهدي وفصائل المقاومة مراقبة الوضع بصورة دقيقة ، وعلى جماهيرنا من المتظاهرين والمعتصمين عدم الوقوع في حبائل السلطة وأعوانها والتهيؤ لكل الإحتمالات وأماكن تواجدهم والإلتزام بما تم تعميمه عليهم من على هذا المنبر فيما يخص ضمان سلامتهم ومواجهة أعدائهم

أيها الإخوة : لاننسى أبدا أننا نتعامل مع سلطة خبيثة وماكرة يرأسها كذاب وتقف وراءها قوى الظلام الصفوية .. وكذلك يجب أن لانقع ضحايا الجعجعات الإعلامية مدفوعة الثمن حتى لو كانت على فضائيات ومن خلال تصريحات