شبكة ذي قار
عـاجـل










( 1 ) عندما يتحدث نوري المالكي
( 2 ) مظاهرات ومظاهرات
( 3 ) العشائر قادمون

 

عندما يتحدث نوري المالكي


هل رأيتم نوري المالكي رئيس حكومة المنطقة الخضراء عندما يقف على منصة الخطابة وراء مايكروفونات الفضئيات التي تتكاثر يوميا وبالإنشطار .. بالمناسبة وقف قبل أسبوع وراء منصة كتب عليها " المصالحة الوطنية " !!! والعراق يغلي من أقصاه الى أقصاه ومعارك السب والشتم والأيدي تتكرر كل يوم في برلمان العراق الذي حينما ينعقد تكون هناك كتلة أو أكثر قد قاطعت الجلسات .. ومع ذلك فضّل المالكي أن يكون الشعار على منصته هو المصالحة الوطنية .


نعود لنقول أنه عندما يقف وراء المنصة يحاول دائما تمثيل دورين في آن واحد .. الوقار والرزانة في الحديث وأسلوب القناعة وهو بسبب طبيعته النفسية ويمكن البايلوجية أيضا تفلت منه الكذبات الواحدة تلو الأخرى وتتناقض العبارات المطروحة وهو لايشعر بذلك ! أما الدور الثاني فهو تصنع الصرامة والشدة والهيبة على اعتبار أنه زعيم أوحد جديد وليته يرى وجهه في تلك اللحظات ليصدق أن قوة الشخصية والزعامة هبة من الله وليست شيئ يمكن تعلمه أو تصنعه .


في آخر خطاب له ، على ماأذكر ، لأنه قد كثرت خطاباته هذه الأيام ، قال ومن ضمن ماقاله عبارة واحدة ستكون موضوعنا اليوم .. قال : أن التظاهرات والإعتصامات غير قانونية وغير دستورية .. ويجب الحصول على إجازة للتظاهر وضرب لنا مثلا بالدول المتقدمة وأسلوب التظاهرات فيها . ودعانا الى إتباع الأساليب الحضارية !!


نعم ـ دولة الرئيس ـ أنت صادق في ذلك .. وللحقيقة سأضيف الى معلوماتك القيمة بعض المعلومات عن هذا الأسلوب . المتظاهرون يتقدمون بطلب الى السلطة المختصة بإسم الحزب أو المنظمة أو الجمعية ( بالمناسبة هناك لايوجد قانون إجتثاث أحزاب !! ) ويتم تحديد مكان التظاهر وتاريخه ووقته .. وتقوم الشرطة ( التي لاتحمل السلاح ) بمرافقة التظاهرة أو المسيرة وثم يتم رفع مطالب المتظاهرين الى السلطات الحكومية المختصة لدراستها ومعالجتها ويتم إعلام قيادة التظاهر بالإجراءات التي سوف تتخذ ( يعني ليس فقط تشكيل اللجان كما تفعلون والناس لاتعرف حتى من هم أعضاء هذه اللجان ولم نسمع خلال ولايتكم الميمونة بإجراء واحد تم إتخاذه بناء على توصيات هذه اللجان )


الآن دعنا نتصور وفي ظل طروحاتكم الكريمة عملا بالأساليب الحضارية أن حزب معين مغضوب عليه أو محكوم بالإجتثاث أو ( الإبادة كما هدد وتوعد واثق البطاط أمين عام حزب الله العراقي في حالة إلغاء قانون الإجتثاث ولم يعترض أي منكم على هذه العبارة الدموية ) ، تقدم بطلب التظاهر لعرض إحتجاجه على السلطات .. فماذا ستفعلون ـ دولة الرئيس ـ وأنتم دولة القانون وحكومة الديموقراطية ؟ أجبنا بصدق ولو لمرة واحدة قبل أن تترك الكرسي أو ينتهي الأجل المكتوب .. حتى لايبقى هؤلاء المخربين (!!!) يقولون عليك : نوري الكذاب .

ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه .


مظاهرات ومظاهرات


خرجت التظاهرات وحدثت الإعتصامات في محافظات تمثل مساحتها نصف مساحة العراق الجغرافية بعد قرابة عشر سنوات من الظلم والقتل والإعتقالات وانتهاك الحرمات وتدمير المساجد والتهجير وانعدام ابسط الخدمات ، لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب وتدمير متعمد ومقصود للبنى التحتية ، الشوارع تملؤها مستنقعات المياه الآسنة في المناطق السكنية والدور تسقط على رؤوس أصحابها عند سقوط الأمطار ، مدارس في حالة يرثى لها والتعليم قد إنحسر ، التاريخ تم تزييفه واللغة دخلت فيها اللكنة الفارسية ، إيران تحتل منابع نفط عراقية ولديها وزراء ومستشارين في كل الوزارات بدون إستثناء ، الجيش والشرطة الإتحادية عبارة عن ميليشيات وعصابات بالزي الرسمي ، عدم العدالة في كل شيئ تحت مظلة الطائفية المقيتة التي أتت بها أحزاب مابعد 2003 .. بطالة وجوع وحرمان وظلم ، كل ذلك في دولة تبلغ ميزانيتها السنوية 120 مليار دولار (!!) .. لذلك خرجت المظاهرات . لم تنظمها أحزاب ولكن أيدتها أحزاب لأنها تطالب بحقوق مشروعة وأولها حقوق الإنسان العراقي .


هذه هي المظاهرات التي وصفها نوري المالكي بمظاهرات المائة دولار من جهات خارجية .. فتصوروا !!


وبدلا من التعامل ( الحضاري ) و ( الديمقراطي ) و ( القانوني ) مع مطالب المتظاهرين كما نصح الكثير من العقلاء .. قامت سلطات المالكي بإخراج مظاهرات في بعض المدن العراقية في الوسط والجنوب تهتف للمالكي وتعلن تأييدها له .


نحن هنا أمام مظاهرات ومظاهرات بكل معنى الكلمة .. مطالب المظاهرات الأولى هو طلب العدالة ورفع الظلم وإسقاط القوانين الجائرة ومحاسبة المفصرين وسراق البلايين من قوت الشعب .. إذاً هي تظاهرات ذات مطالب شعبية تتحدث بإسم العراق وليس الأنبار أو نينوى أو صلاح الدين أو ديالى . أما مطالب التظاهرة الثانية فلا مطالب حقيقة سوى تمجيد شخص إسمه نوري المالكي يفترض أنه رئيس وزراء منتخب ولولاية أو ولايات دستورية محددة ..!


فمن أحرى أن نسميها بمظاهرات المائة دولار .. الأولى أم الثانية .؟
ثم أليست المظاهرات الثانية تحمل رائحة وسمة التظاهرات التي تمجد الدكتاتورية يارئيس دولة القانون ورئيس حكومة العراق الموحد الديمقراطي والداعي الى المصالحة الوطنية ..؟
واخيرا ، وليس آخراً .. أليس في هذه التظاهرات التي دفعت بها الى الشارع يامالكي مايفهم منه إشعال الصدام الطائفي بين محافظات العراق ..؟
وكلمة أخيرة .. هل حصلت هذه التظاهرات على الإجازة الرسمية قبل خروجها .. ومرة أخرى أجبنا بصدق ولو لمرة واحدة ..!


العشائر قادمون


وتعقيبا على الموضوعين أعلاه ، قامت اليوم الخميس 10/1 ، عشائر البصرة وميسان وذي قار وغيرها من عشائر الوسط والجنوب العراقي ممثلة برؤسائها وشيوخها الكرام بالإعلان عن تأييدها لمطالب المتظاهرين والمعتصمين في شمال وغرب وشرق العراق معتبرة مطالبهم مشروعة داعية الحكومة الى عدم إهمالها أو التعرض لها وبلهجة تحذيرية حكيمة لايفهمها إلا من يفهم هؤلاء الشيوخ الأفاضل .


الإستجابة جاءت بعد رسائل أرسلها لهم أبناء عمومتهم من شيوخ عشائر الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى .. ونعم المستجيبون .


هذه هي ثورة العراق على الظلم والفساد .. ثورة عشائر لاتعرف السنية والشيعية .. ثورة شعب أصيل لاثورة سياسيين أو أحزاب سياسية كما يريد أن يسميها أزلام حكومة المنطقة الخضراء تحت رئاسة المالكي البائس .


يد الله فوق أيديهم


lalhamdani@rocketmail.com

 

 





الخميس ٢٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الحمداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة