شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يخطر ببالي في يوم من الأيام أن أقول لأخي وصديقي ورفيقي خميس سرحان المحمدي ( أبو أحمد ) وداعا دون لقاء ، وحتى عندما أيقنت أنك غادرت هذه الحياة فإنني اقول لك سنلتقي ، لأني على يقين أما أن نلحقك كشهداء في الدفاع عن الوطن كما دافعت أنت عنه ، وندعو الله أن يكون لقاءنا في جناة الخلد معك لأننا دافعنا عن وطننا وحرائره وشعبه ، أو نلتقي في يوم احتفالات النصر والتحرير لأنك يا رفيقنا العزيز ستكون بيننا ونلتقي روحك التي ترفرف في سماء الاحتفال لأنك ممن ساهمت مع رفاقك في توفير مستلزمات التحرير من خلال تشكيل فصائل المقاومة في ساحة جهادك بعد الاحتلال في محافظة الأنبار. .وواصلت نضالك في الجهاد حتى آخر أيام حياتك .


كيف أختصر سنوات طويلة من الصحبة والصداقة والأخوة والرفقة بكلمات ؟. والحديث عن خصالك الحميدة ، وطيب صحبتك ، وسمو أخلاقك ، وما تحمله من مروءة ونخوة عربية اصيلة ، وصفاء ومحبة وإخلاص ، وشجاعة الفرسان ، يحتاج الى صفحات كثيرة تعجز يدي من اختصارها لأنك في يقيني أكبر من كل الكلمات التي أختزنها في قلبي وأريد أن اسطرها .


لقد كانت صحبتنا منذ سنوات بعيدة قبل احتلال العراق والتي عرفتك فيها صاحب مواقف عربية أصيلة ، تفخر بالعشائر العربية وأصولها لأنك ابن عشيرة عربية مشهود بمواقف رجالها . وتحترم رموز العشائر العربية ورجالها وتتمثل بالتراث العربي الأصيل . وتعمقت علاقتنا في الظروف النضالية الصعبة بعد الاحتلال عندما التقينا ووجدتك المبادر في التواصل مع قيادة الحزب وتشكيل فصائل المقاومة وإعادة تنظيمات الحزب .


وبعد مدة من النضال والجهاد في مواجهة الاحتلال والعملاء الذين جلبهم المحتل ، وعندما وقعت في الاسر كنت كما عرفناك ، مناضل شجاع لم تنس حزب ورفاقك لذلك كنت تتواصل معنا برسائل وتكتب القصائد الحماسية التي تتداولها العشائر العربية في دواوينها لتثوير طاقات المجاهدين ، وتحملت الاساليب الاجرامية التي تعرضت لها خلال سنوات الأسر ، وخرجت مرفوع الرأس بين رفاقك وأصدقائك وأهلك وعشيرتك ، ولم تعرقل سنوات اعتقالك مواصلة نضالك على الرغم مما كنت تحمله من معاناة ، لذلك عندما التقينا في الايام الاولى بعد إطلاق سراحك وكنت قد غادرت العراق لغرض العلاج كنت قد اتخذت قرارك الحاسم بالعودة بشكل سريع الى الوطن لغرض مواصلة النضال وأنت تقول لمن يحاول ان يقنعك بالبقاء لفترة خارج العراق : ( ان الوطن والحزب أغلى من روحي فما معنى الحياة والوطن محتل والرفاق يقتلون ).


وهكذا كانت مسيرة جهادك متواصلة حتى داهمك المرض بشكل كبير وغادرت العراق مرة اخرى مضطراً تحت معاناة المرض لغرض العلاج ، ورغم ذلك وأنت على سرير المرض كنت تتابع اخبار اعتصامات شعبنا في محافظة الانبار وكل محافظات العراق ، كان جسدك على فراش المرض في المستشفى في عمان ، وروحك في ارض العراق بين رفاقك في الحزب وفصائل المقاومة حتى اخر ساعات مغادرة هذه الدنيا للقاء رب غفور رحيم .


من أجل كل هذا يا صديقي وأخي ورفيقي من حقي أن لا اقول لك وداعا ، بل أقول سنلتقي لأن من هو مثلك لا يودع بلا لقاء .


أدعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر ذنوبك صغيرها وكبيرها ، سرها وعلنها ، سابقها ولاحقها ، خطأها وعمدها ، وأن يرحمك ويدخلك الجنة مع الشهداء ، ويمنح ولدك أحمد وإخوته ، ورفاقك وأهلك وأصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان ، وانأ لله وانأ اليه راجعون .



رفيقك
عبد الصمد الغريري
 ١٣ / كانون الثاني / ٢٠١٣
 

 

 





الاحد ١ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق عبد الصمد الغريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة