شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
صدق الله العظيم


يا جماهير شعبنا الثابت على القيم المحمدية السمحة
أيها الحاملون لرسالة العروبة والإسلام كما حملها الذين من قبلكم نورا وحكمة وتسامحا الى الناس أجمعين

 تمرّ علينا ذكرى مولد الرسول العربي الكريم عليه الصلاة والسلام في كل سنة مرور المذكّر بقيم ومبادئ وسنن خالدة حملها سيّد الخلق وخاتم الأنبياء لتكون عنوانا أبديا لعظمة الرسالة بمضمونها الإنساني المتسامح النيّر المبدع الخلاّق المتسامي على الأحقاد والجهل والنابذ للتعصّب والتطرّف والمتاجرة بالدين .


ولقد شكّلت الرسالة المحمّدية بعمقها وإتساعها وعاءا لإلتقاء الإنسانية حول قيم الخير والعدل والمساواة والرحمة وإعمال العقل ونبذ العنف بأشكاله وصوره وتجلياته فكان الإسلام بحقّ رسالة العروبة الى العالم حينما ساد الظلم وخيّم الجهل وإستبدّ الإنسان بأخيه الإنسان فنهض أهل العروبة ليتحمّلوا عبء التبشير بحياة جديدة وإنسان جديد بعدما تمكّنوا من الإنقلاب على ذواتهم والنخلّص من الأمراض التي نخرت عقولهم وأذهانهم لعقود وعصور .


وإننا في حركة البعث القطر التونسي إذ نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف فإنه لا يفوتنا أن نذكّر أهل العروبة والإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بأن إحياء الذكرى وتخليدها يمرّ حتما عبر الرجوع الى الأصول من خلال تفعيل دور العقل وإعادة الحياة الى قوّة الحجّة في الحوار والإقناع وإحياء تراث الأمة القائم على التسامح مع عدم التفريط في الحقوق والمبني على نبذ منطق التكفير والمغالاة في الدين والمتاجرة به إذ لا كهنوت في الإسلام ولا كنسيّة فيه .


وليس بخاف على جماهير شعبنا في هذه الأيام حجم الخطر المحدق بالإسلام كرسالة حضارية حملها العرب الى الإنسانية ونموذج حيّ للتآخي والمحبّة والتسامح إذ إنتشر وباء التكفير في بلادنا وأصبح يهدّد الأخضر واليابس فكثر المتستّرون بالدين والحاملون لعباءته زورا وبهتانا بشكل أضحى يهدد وحدة المجتمع وأنسجامه عبر إثارة النعرات الطائفية والتفنّن في إصدار الفتاوى بمناسبة وبدونها والتحريض على الإعتداء على تراثنا الأثري والتاريخي ورموزنا الدينية ومقامات الأولياء الصالحين الذين أسهموا في نشر قيم التسامح والعدل والحرية ببلادنا وكان لهم فضل في مقاومة الإستعمار وحملات التجنيس .


وبصرف النظر عن موقفنا الثابت كبعثيين في ضرورة مقاومة الجهل والخرافة والدّّجل فإننا نؤكّد على خطور المسّ برموزنا التاريخية ومعالمنا الأثرية التي تشكّل جزءا لا يتجزّء من تراث أمتنا ورصيدها الحضاري كلّ ذلك تمثّلا لسيرة الرسول العربي الكريم محمد إبن عبد الله وصحبه أجمعين الذين مرّوا في فتوحاتهم بأهرامات مصر وآثار الشام وبلاد النهرين وكنائس الشرق في فلسطين ونهر الأردن ولبنان فلم يهدموها ولم تمسس أيديهم الطاهرة حجرا منها .


عاشت ذكرى الرسول العربي الكريم حافزا للحفاظ على المبادئ الخيّرة السامية المتسامحة
والخزي للمتستّرين بالدّين

 


عز الدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
 ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠١٣

 

 





السبت ١٤ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة