شبكة ذي قار
عـاجـل










غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق بدفع ورغبة صهيونية، هذه حقيقة تامة، ولكن هل أمريكا مجرد جندي وقوة غاشمة بيد الصهيونية العالمية؟ فسارعت لتنفيذ رغبة وتطلعات الصهيونية أم أن هناك غايات وأبعاد أخرى جعلت أمريكا تلتقي مع أهداف وغايات الصهيونية العنصرية المجرمة؟ فأمريكا هي من تبنت ما أسمته حرب تحرير العراق منذ 1998، ودوائرها المخابراتية من تحركت لجمع كل شاذ ومستعد للتجنيد لخدمة أي غرض مقابل أمرين المال والسلطة، وجمعتهم برغم كل التناقضات فيما بينهم وأسمتهم المعارضة العراقية، وأمريكا هي من حشد كل قوى الإرهاب والعدوان دولا وأنظمة ومافيا قذرة ومرتزقة محترفين للجريمة والحرب، وخاصة الدول الاستعمارية أو على الأقل الدول التي تتبع إداراتها المنهج الاستعماري، وتخضع للهيمنة الأمريكية ويتحكم اللوبي الصهيوني في قرارها السياسي، وأمريكا هي من استخدمت لغة التخويف والإرهاب ضد دول العالم لهذا الغرض الشرير، تحت شعار الحرب العالمية لمكافحة الإرهاب، وكان إعلان رئيس إدارتها بعد أحداث سبتمبر عام 2001 مباشرة، المجرم الدولي بوش دبل يو الصغير: من لا يكون معنا فهو ضدنا، والذي يتضمن تهديدا صريحا ووقحا للعالم كله، فما هي أهداف أمريكا وما هي وسائلها؟


رغم كل ما ترتب على انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وتفكك حلف وارشو من تداعيات، وانعكاسه على مجمل الموقف السياسي لدول العالم والقوى التحررية المناهضة للاستعمار والعدوان، خاصة في ظل التفرد الأمريكي كقوة غاشمة وحيدة متحكمة ومهيمنة على العالم، وانكماش مواقف تلك الدول والحركات وانطوائها أو انزوائها، وتحاشيها لأي فعل يجعلها عرضة لبطش والإرهاب الأمريكي، مما جعل الإدارة الأمريكية المجرمة وخلفها الصهيونية تعتبر الفرصة سانحة للانقضاض على العالم وفرض سيطرتها عليه، وبالتالي التحكم به كقوة مطلقة ومنقذة لها وفق المنهج اللاهوتي الذي يتحكم بالعقل والفكر الأمريكي، القائم على أن أمريكا منقذة للعالم ونموذجا للحياة البشرية الراقية، والتي يجب أن تكون لها السيادة المطلقة، وهذا شعور ومنهج أمريكي قائم في العقل الأمريكي منذ قيام أمريكا كإمبراطورية، وهو انعكاس للفكر العنصري الصهيوني الذي نمى وترعرع واستفحل في أمريكا الاستعمارية، التي قامت على أساس الجريمة والعنصرية والإبادة الجماعية للشعب الأمريكي الأصلي، بعد هجرة الأوربيين لأمريكا وخاصة اليهود والإنجيليين المتصهينين والباحثين عن الثروة والمال والجاه في العالم الجديد، ولا أتصور أني محتاج لتفصيل طويل عن أساس قيام الولايات المتحدة الأمريكية والمنهج الفكري والسياسي الذي قامت عليه، فالكتابات كثيرة ومفصلة في هذا الجانب.


قررت أمريكا غزو العراق واحتلاله وتدمير بنيته الاجتماعية والبنيوية والاقتصادية بعد أن ثبت أن التدمير والحصار اللا إنساني والمجرم الذي فرضته عليه أمريكا ومن حالفها، والذي هو في حقيقته حرب إبادة جماعية وقتل شامل لشعب العراق، لم يوقف العراق من محاولة استعادة وضعه ودوره القومي والإقليمي، وهذا أيضا مرتبط بقوة بالرغبة الصهيونية وما يطرحه الكيان الصهيوني المسخ المغتصب لأرض ومقدسات العرب والمسلمين، والخشية من عودته سريعا، خاصة بطرح تجربته الفريدة في الرد على العدوان المستمر منذ عام 1991 حيث استطاع العراق ورغم الحصار الشامل والجائر من إعادة بنيته ومواجهة حرب الموت الجماعي لشعبه بمنع الغذاء والدواء وكل الحاجات الإنسانية الضرورية للحياة ومنها مستلزمات الطفولة والأمومة والتعليم بكل مراحله، حيث قام العراقيين جميعا وبهمة عالية وتحت شعار يعمر الأخيار ما دمره ا؟لأشرار بإعادة مقومات بلدهم بجهد وتصميم وتنفيذ لا يلين، هذا الفعل الحضاري أرعب الصهاينة وقوى البغي في العالم وجعلهم يعتبرونه دليلا على تمرد العراق على الخنوع والاستسلام، هذا توافق عليه الأضلاع الثلاثة المعادية للعراق كسنام للعرب وجمجمة للإسلام، والتقت مشاريعهم عليه ليخدم بعضها البعض، الامبريالية العالمية بزعامة أمريكا، والحركة الصهيونية العنصرية القائمة على أساس لاهوتي عنصري هو أنهم شعب الله المختار وأن البشر خلقوا لخدمتهم وهم يعلموا بأن وعد الله لهم لتدمير مكرهم وإفشال سعيهم الكافر هم العراقيين وهم من قال الله فيهم أنهم جنده أولي البأس الشديد، ونظام إيران العنصري المتغطي بالدين والمذهبية والمتطلع لاستعادة دوره الإمبراطوري الفارسي الاستعماري على حساب العرب وبلادهم.


وكتبرير للعدوان طرحت أمريكا أسباب واهية كاذبة مفبركة، مبنية على الكذب والتضليل والخداع، وبذلت جهودا كبيرة ورصدت موازنات ضخمة لأجل تشويه صورة العراق نظاما وقيادة، واستخدمت كل وسائلها الإعلامية الكبيرة والواسعة والمقتدرة لهذا الغرض الدوني، وجندت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية ومنها العربية والناطقة بالعربية لنفس الغرض، واعتبرتها هي أسباب العدوان الذي أسمته تحرير العراق.


وكانت أهم تلك المبررات:
1.  تدمير أسلحة الدمار الشامل، وهو موضوع جمع ما بين عدد من الأهداف.


(a)  التأكد حقا من تدمير العراق لقدراته العسكرية، وهذا يخدم هدف لاحق هو العدوان لاحتلال العراق.


(b) تعيين وتسجيل الأهداف العسكرية والاقتصادية المهمة لاستهدافها عند بدأ العدوان.


(c)  الاستفزاز للعراق وقيادته واتخاذ ذلك كمبرر لضرب العراق، حيث ستقوم تلك اللجان المشكلة لغرض الإشراف وتدقيق حقيقة تدمير العراق لإمكاناته العسكرية بالتدخل بشكل سافر واستفزازي يجعل الحكومة العراقية وحتى الشعب يرفض ذلك.


(d) تسجيل ومعرفة العلماء العراقيين العاملين في كل مجال من المجالات، ومن ثم استهدافهم بكل الوسائل بما فيها التصفية الجسدية.


2.     وجود علاقة بين النظام العراقي وتنظيم القاعدة، ووجود إثباتات على ذلك.
3.     إسقاط النظام العراقي الدكتاتوري – حسب وصفهم – والذي لا يتردد عن قتل شعبه والمعارضين.


4.     العمل على قيام نظام ديمقراطي في العراق بعد إسقاط النظام يكون نموذجا لشكل الديمقراطية في الوطن العربي والإسلامي ونموذجا لها.


هذه المبررات التي طرحتها وأعلنتها أمريكا كحجج لغزو العراق وتدميره، وهي قبل غيرها عارفة بأنها كذب وادعاء باطل وتزوير للحقائق التي تعرفها ومتأكدة منها، ويعلنها العراق كدولة وحكومة.


هذا ما سنتناوله بمقالاتنا بمناسبة مرورا عقد من السنين على غزو واحتلال العراق وارتكاب الجريمة القذرة، التي قدم فيها العراق أغلى التضحيات ولا زال مستمرا، حتى فاق عدد القتلى والشهداء الثلاث ملايين عراقي ومثلهم من المعوقين، وأكثر من خمسة ملايين يتيم وأكثر من مليون ونصف أرملة، وملايين من المهجرين داخل وخارج العراق، وملايين من المظلومين والمجتثين والمستهدفين بحياتهم وأرزاقهم، ونصف العراق بلا عمل، و40% يعيشوا تحت خط الفقر وما يقرب من سبعة ملايين أمي،  وكوادر العراق وكفاءاته العلمية ومهنيه وأكاديميوه يبنون بلدانا غير بلدهم بما لا يسد العوز ومتطلبات الحياة البسيطة، أو يعيشوا الغربة والظلم والعوز والحرمان لا لسبب فقط لأنهم مخلصين للعراق قدموا زهرة شبابهم في خدمته، والعراق يعبث اللصوص والمفسدون المجرمون الخونة به وبوحدته وثرواته، أولئك اللصوص الذين نصبهم الاحتلال حكاما له

 

 





الثلاثاء ٢٨ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد ابو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة