شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم


بيان رقم ( ٢٢ ) صادرٌ من مكتب سماحة الشيخ أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي


الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن اتَّبع هداه.


أمَّا بعد: فأرجو أن يسمع كلام الله من يفتح النار على العُزَّل ويقتلُ الأبرياءَ الذين يُطالبون بحقوقهم وليعلم أين مصيرهم، وليسمع من يستحل دماءَ من يقول (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله)، وليسمع مَن يدَّعي أنَّه على منهج الإمام علي -عليه السلام- الذي لم يقم بقتل مسلم إلاَّ نصرةً للإسلام أو صار القتل دفاعا عن النفس وعن وحدة المسلمين، وليسمعوا لمصير من فجع الأبرياء فجر هذا اليوم في قضاء الحويجه قوله تعالى: (ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلاَّ خطئا) فمن يتعمَّد القتل فهو ليس مؤمنا؛ لأنَّ الله أعقب ذلك بقوله: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما).


ويقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} ويقول: {من أشار إلى أخيه بحديدة فإنَّ الملائكة تلعنه حتى يَنْزِعَ}.


وقد قلت عِدّة مرَّات ناصحا الجيشَ بعدم الإجابة لمن يأمرُ بالقتل كائنا مَن كان، وبالوقت الذي كُنَّا نقول للمتظاهرين إيَّاكم وحملَ السلاح والبدءَ بالعِدوان على القوَّات المُسلَّحة لأنَّا نريد استمرارَ سلميةِ المُطالبةِ ولازلنا نريدها، فإنَّ الدفاع عن النفس في الوقت الحالي أصبح واجبا شرعيَّا وقانونيَّا، فدافعوا عن أنفسكم، ومن قُتِلَ دون ماله أو عِرضه أو وطنه فهو شهيد.

وما عدا الدفاع عن النفس أقول: عليكم ضبطَ النفس حتى تفوِّتوا الفرصة على المُعتدين.


وأنا أُناشد المُنظَّمات الدولية والإسلامية والعربية والدول الإسلامية والعربية وأقول: يكفيكم سكوتا عمَّا يجري الآن في العراق وسوريا، وأطلب منكم المُسارعة لإنقاذ المسلمين ووقفِ نزيف الدم بالإعدامات والمجابهات المُسلَّحة وبخاصة من لا يملك القوَّة أمام معتدٍ مجرم يمتلك القوَّة ويُمَدُّ من دول تريد الشر للمنطقة وسفكَ الدماء فيها على أساس الهوية والعقيدة؛ إذ أصبح الدفاع عن المظلومين واجبا شرعيا وقانونيا.


وأدعو الحكومة والقوَّات المُسلَّحة لإيقاف إراقة دماء العراقيِّين من مدنيِّين وعسكريِّين فورا؛ فإنكم ستُحاسبون عليها في الدنيا قبل الآخرة، واخشوا ضرباتِ الله فإنَّ الله لا يحب المعتدين ويدافع عن المظلومين، واعتبروا بمن قتل وسفك قبلكم، أين هم؟! وأين مصيرهم؟! وأين قوتهم أمام قوة الله؟!.


وأنا بدوري أُدين بشِدَّة العدوان المُسلَّح الذي حصل على المعتصمين في الحويجه هذا اليوم وأُحمِّل الحكومة مسؤولية دمائهم، وأُقدِّم أحرَّ التعازي لذوي الشهداء وأن يتقبَّلهم الله تعالى وندعو من الله للجرحى الشفاء، ولينتظر المعتدي ما يأتيه من الله، ولينتظر أثرَ دعوات الأُمَّهات والآباء والأطفال عليه.


وحسبنا الله ونعم الوكيل


 





الثلاثاء ١٢ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب سماحة الشيخ أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة