شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ العام 1991 وكذبة المقابر الجماعية التي افتعلها العملاء بتوجيه من اسيادهم الصهاينة والامريكان والفرس المجوس يتداولها من أرادوا تشويه صورة نظامنا الوطني وطيلة الفترة المنصرمة كان الاعلام يتداول هذه الكذبة ويروج لها من خلال أبواق مأجورة عربية وايرانية وغربية واستغلت ابشع استغلال فترة الحصار الجائر الذي فرض على العراق واستمر حتى غزوه واحتلاله ولم تتح الفرصة اعلامياً لمن عايشوا الاحداث عن قرب كي يظهروا حقيقة ماجرى في ذلك العام الا ما ندر، وبما أننا عشنا الاحداث ساعة بساعة وكنا قريبين من ساحتها فلا بد لنا أن نثبت شهادتنا للتاريخ ولمن يبحث عن الحقيقة وبكل صدق كي تضاف الى ما كتبه غيرنا حول الموضوع وعلى هذا الأساس نستطيع أن نوجز ما حصل في محافظة البصرة كوننا فيها وكما يلي :-


نحن نعلم علم اليقين بأن قواتنا المسلحة المتمركزة في الكويت وما حولها قد بدأت انسحابها بقرار من القيادة وهي مكشوفة لطائرات العدوانيين من الصهاينة والغرب والعرب وقد استخدمت تلك القوات عدة طرق منها الطريق العام الرابط بين الكويت والبصرة والطرق الاخرى كالطريق السريع بأتجاه ذي قار او الطرق الصحراوية الاخرى ، فكانت تتعرض للقصف المستمر ليل نهار مما سبب ذلك بفقدان العديد من الدبابات وناقلات الاشخاص المدرعة والعجلات الأخرى مما دفع بآلاف المقانلين من قوتنا المسلحة وجيشنا الشعبي الى السير على الأقدام مئات الكيلومترات ، وكانت تلاحقهم أيضا الطائرات السمتية ( المروحية ) وتقتل المنسحبين عن قرب وكانت جثامين الشهداء تملأ الطرق والصحراء ولم يتم اخلائها لأستمرار القصف ، حتى جاء قرار وقف أطلاق النار الذي اعلنه المجرم بوش من جانب واحد ورغم ذلك القرار فقد استمر الطيران الحربي بمهاجمة الحشود المنسحبة ، وبالقرب من جسر الزبير على شط البصرة والذي دمره الطيران الحربي المعادي خلال غاراته في الايام السابقة حصلت مجزرة كبرى حيث كان الآلاف من الجنود يتجمعون على السدة التي انشأت على الشط للعبور حيث استهدفتهم الطائرات الحربية المعادية بالقاء اطنان من القنابل العنقودية عليهم فكانت الخسائر كبيرة جداً بين صفوف المقاتلين وكذا الحال اغارت الطائرات على المنسحبين المستخدمين للطريق السريع بين البصرة وذي قار وكان الهدف ايضا قتل اكبر عدد ممكن من قواتنا المسلحة ..


في هذه الظروف كانت ايران الشر قد خططت لأستغلال حالة الارباك والانسحاب غير المنظم وانقطاع الاتصالات فأدخلت الآلاف من عناصر حرسها الثوري بدلالة العملاء هناك من الاحزاب المتواجدة على اراضيها وسهل لهم عملاء الداخل اختبائهم طيلة فترة العدوان وتم الاعداد لأستغلال وقف اطلاق النار ووضع القطعات المنسحبة وحاجة الجنود الى الوصول الى اهاليهم في المحافظات الاخرى ممن فقدوا اتصالهم بقياداتهم ، وهم في حالة اعياء وجوع تم استغلال حالتهم والاستحواذ على اسلحتهم الخفيفة التي كانت بصحبتهم مقابل رغيف خبز او مبلغ زهيد يستخدمه الجندي للوصول الى أهله ، وفي الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة واحد على أثنين من شهر آذار 1991 وردت معلومات الى قيادة الحزب في البصرة تشير الى أن مجاميع مسلحة قد عبرت من ايران وقطعت الطريق العام بين مدينتي العمارة والكوت ، فاتخذت الاجراءات اللازمة لأستنفار الاجهزة الامنية والحزبية في محافظة البصرة وفي ساعات الفجر ظهرت اول فقاعة للمخربين في منطقة الجمهورية حيث استشهد نائب مدير شرطة البصرة وثلاثة من مرافقيه وبصولة سريعة من قبل مناضلي البعث والاجهزة الامنية تم القضاء عليها قبل طلوع الشمس ، وبما أن مقاتلي الجيش الشعبي الذين كانوا يتواجدون في المقرات الحزبية قد انسحب اغلبهم بسبب وقف اطلاق النار فأن المقرات لم يكن فيها ما يكفي من المقاتلين للدفاع عنها .. وفي هذه الاثناء خرجت ما تشبه التظاهرة في منطقة ( الحيانية ) حتى تحولت الى مسلحة بعد أن التحق بها الايرانيون ومن هيأوهم مسبقاً واقتحموا مقر شعبة القائد صدام الواقعة في منطقة الجمعيات القريبة من ( الحيانية ) ودافع عنها من كان متواجدا فيها من الرفاق وقوى الامن واستشهدوا جميعاً ، في ذات الليلة انتشرت اشاعة مفادها بأن القيادة قد اصدرت تسريحاً عاماً لكافة المجندين وبدأ الايرانيون وعملائهم بأطلاق العيارات النارية في الهواء وشاركهم فيها كافة من يحسب نفسه مشمولاً بالتسريح واستمر الرمي حتى النهار ولم يستطع أحد ايقافه فاختلط الامر على الناس ، وبدأت الاشاعات تتلو ومنها بأن بغداد قد تم السيطرة عليها وأن القيادة قد هربت الى روسيا وغيرها من الاشاعات .. في ساعات النهار اتسعت المواجهة فهوجم مكتب تنظيم الجنوب في منطقة الجمعيات واستشهد عدد من المقاتلين فيه واتجهت جموع الغوغاء الى سجن البصرة المركزي ولم تتصدى لهم القطعات العسكرية المتواجدة في مدخل البصرة في ساحة سعد ومنها وحدات مدرعة للحرس الجمهوري وبقيت مسؤولية التصدي تنحصر على البعثيين وبعض من تبقى من الاجهزة الامنية حتى وصلوا الى سجن البصرة المركزي وتم اقتحامه وكسر ابوابه واطلاق سراح المئات من السجناء وسلحوهم في الوقت الذي استولى بعضهم على عدد من الدبابات وناقلات الاشخاص التي غادرتها طواقمها في ظل الفزع الحاصل ، فاستمر مسلس القتل لكل من يقف بوجهم ان كان في الشارع او في المقرات الحزبية او مراكز الشرطة والامن ، حيث حصلت مجازر داخل تلك المقرات ولم يكتفي المجرمون بسحل بعض الرفاق بالسيارات بل احرقوا العديد منهم ..


وراح الغوغاء يحرقون المقرات والمؤسسات وينهبون محتوياتها حتى طال ذلك المحلات الخاصة ايضا .. ولم يبقى من تلك المقرات الحزبية او الحكومية وحتى القصور الرئاسية الا مقر لفرع من فرعي الحزب وهو فرع ( مدينة المدن )


حيث دافع عنه من كان يتواجد فيه من الرفاق فاصبح مقراً للجميع وفي هذه الاثناء وبينما كان الرفيق علي حسن المجيد يتواجد في دار الاستراحة في متنزة الخورة اراد الغوغاء اقتحام المكان باحدى الدبابات الا انه قد نجى باعجوبة ومن التحق به من الرفاق في قيادة الحزب والمحافظة وعلى اثر ذلك توجه الى منطقة الفاو حيث تتواجد الفرقة مشاة آلي 37 واصطحبوها الى مقر الفرع عند المساء وتم تطويقه ومن بعدها بدأ التمشيط في مناطق المحافظة حتى تم تطهيرها بأسرع مما كان متوقعاً ..


وبالعودة الى القطعات المنسحبة فأن ارتالاً من الدروع والعجلات قد توجهت عبر جسر تم تركيبه وهو عائم لان كافة الجسور العائمة قد تم تدميرها في العدوان وكانت تلك القطعات تعبر من جهة العشار الى قضاء شط العرب( التنومة ) وتتجمع خارج المدينة على أمل أن تواصل مسيرها بأتجاه ميسان وتستخدم الطريق الستراتيجي الذي تم انشائه ابان معركة قادسية صدام المجيدة ، وفي هذه الاثناء وهي تتأهب للمسير تعرضت تلك القوات الى هجوم مسلح شنهه الايرانيون عليها وكانت الخسائر كبيرة في الاشخاص والمعدات .


بضوء ما حصل وما حاولنا استعراضه على عجل يمكننا أن نقول بأن المقابر الجماعية كانت لشهدائنا الذين سقطوا في ألاماكن التالية :-


1/ جميع المقاتلين الذين استشهدوا على الطرق الموصلة بين الكويت والبصرة وذي قار.
2/ جميع المقاتلين الذين استهدفتهم الطائرات على جسر الزبير.
3/ جميع المقاتلين الذين استشهدوا في منطقة التنومة بفعل الهجوم الايراني .
4/ جميع المقاتلين الذين لم يسلموا اسلحتهم للعملاء وتم اغتيالهم .


وعندما نقول جميع المقاتلين لعلمنا بأن تلك المرحلة لم تكن تسمح بنقل جثامين الشهداء من البصرة الى مناطق سكناهم بسبب تدمير الجسور وتواجد الغوغاء في المحافظات الاخرى أيضاً وعدم توفر وسائط النقل ايضاً ..


ان ما ذكرناه من الاعمال الاجرامية التي ارتكبها العدوانيون ومن معهم ومن ثم ما قامت به قطعان الحرس الأيراني وعملائهم بالداخل لا تحوي كل التفاصيل وهي تنطبق على ما حصل في المحافظات الجنوبية الأخرى ومحافظات الفرات الاوسط وديالى وكركوك ايضاً وهي متشابهة من حيث الأسلوب وأدوات التنفيذ وخلفت ورائها آلاف الضحايا الذين دفنوا في أماكن استشهادهم فأستغلها العملاء للترويج الى كذبة ما اسموها المقابر الجماعية ولازالوا يرددون ذات الكذبة والتشبث بها لأظهار نظامنا الوطني على أنه قد ارتكب جرائم ضد المدنيين وهذا ما نصحتهم به المخابرات الامريكية والبريطانية والايرانية ، ألا ان هذا الامر لن يصدقه من عايش الأحداث عن قرب ويمكن له أن يفند فريتهم بالأدلة القاطعة وبشهادات لا تقبل التشكيك .

 

 





الخميس ٢٠ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد الحسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة