شبكة ذي قار
عـاجـل










 


قد يتبادر الى الذهن ولأول وهله بان مقالتي هذه ستكون ساخنه ويكوي لهيبها بسبب عنوانها العنيف لكنها حقيقة هي سلسه وشفافه واليكم متنها ومضمونها:


خلال عودتي من مدينتي الحبيبه بخديدا في 20 من حزيران الحالي وفي مطار اسطنبول بالذات ونحن واقفون في طابور صعود طائرة الايرباص 777 الضخمه جدا والمسافرون يحملون حقائبهم اليدويه وجوازات سفرهم وبطاقات السفر ينتظرون دورهم لختمها من قبل الشرطه …الجو كان شديد الحر رطبا والناس متضايقون من هول الطقس وخاصة صغار السن والاطفال…في هذه الاثناء لفت انتباهي عائلة لاتينيه مكونه من رجل ابن الثلاثين من عمره وزوجته وكائن ثالث يرافقهم ساحدثّكم عنه لاحقا... لم يكن طفلا رضيعا ولا صبيا انما كان كلبا صغيرا كثيف الشعر ابيض اللون جذابا وكثير الحركه وهو قابع في عربة طفل صغير والمرأة صاحبته قد حملته فيما بعد بيديها واحتضنته لتمسح عرقه من شدة الحر وتهفّ له بحزمة اوراق تحملها بيدها ماهي الا جوازات سفرهم وبطاقات السفر تهفّ وتهفّ بسرعه وبدون انقطاع محدثة تيارا منعشا من الهواء بوجه الكلب الصغير لتخفف من معاناته …نعم سادتي انها تهف لكلبها الصغير لا لزوجها لانها شعرت بالضيق وهي تشاهد كلبها الصغير يلهث من حرارة الجو.


قرائي الاعزاء :
هذا المنظر لايمكن لشخص فضولي وكاتب يقتنص الاحداث والمواضيع ليفصح عنها ويعلم علم اليقين ودون مبالغه بان الاوربيين والاميركان وفي كندا واستراليا الناس يصنفون الكلاب بعد الاطفال في تسلسلهم عذرا ان تجاوزت بعض الخطوط الحمر قرائي الاعزاء فهذه هي الحقيقه لاينكرها احد.


وانا اتابع هذا المشهد وكعادتي دفعني الفضول لاعبر عن مشاعري كون العائله تقف امامي مباشرة واستأذنت من الرجل مسترخصا منه ليلتفت خلفه ويسمعني اقول له ولزوجته :


Excuse me please 'your dog have ticket like the people here??


فابتسم هو وزوجته واومأت زوجته بخجل مصحوب بأدب منحنية الرأس لتجيب لي بالايجاب وبقناعه ورضا تامتين ثم استرسلت بالحديث الذي كنت انا اساسا اريد ان يثار حيث قالت :


ولما لا يا اخي نعم قطعت تذكرة لكلبي وهو ثالثنا؟ الكلب ايضا روح وجسد وانا احبه كالطفل اهتم به وبغذائه وحمّامه فهو سلوانا ومرحنا في كل الاوقات واستطردت تقول من اي بلد انت ؟


حقا انه سؤال محرج ولايمكن التنصّل منه او انكار الجواب فهو امتحان عسير لي لاقول لها انا من بلدان الشرق الاوسط ومن العراق تحديدا وهي تعرف عين اليقين باننا لانحب الكلاب سواء كانت اليفه او مسعوره وكيف يتسنى لي ان اقول لها في بلادنا نوعان من الكلاب السائبه (( نوع كلاب بس تعوي ولاتعضّ )) (( ونوع ثان كلاب مسعوره تعضّ الضيف وصاحب الدار على السواء ان جاعت وافترست وعضّتها قد تصيبك بداء الكلب ان كنت محظوظا او تموت )) وكلا النوعين سائبان فالويل لمن وقع فريسة احدهم .


وقبل انتهاء حديثنا بدأ الطابور يمشي رويدا رويدا والمسافرون يداعبون كلب العائله ويجاملون صاحبته وخاصة الصبية والشباب واحيانا اخرى المسنون ولكن غالبيتهم من وطن العم سام او ما وراء البحار وقلما تجد عربيا او اسيويا يشارك حديث الكلب الصغير ...شكرت الكلب كثيف الشعر وداعبته بيدي مجاملة للمرأة وزوجها وشكرتهما حتى سلم الطائره ...وللحديث صله والى الملتقى .

 

 





الجمعة ١٩ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ججو متي موميكا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة