شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم



( بيان )


ليست جديدة فصول استهداف الغرب الاستعماري لأقطار وطننا العربي والنيل منها ، فما زال هذا الغرب يتعامل مع العرب باعتبارهم تركة لعهود استعمارية ولت ، ومن أجل مطامع يحاول الاستحواذ عليها من خلال ضرب هذه الأقطار وإعاقة توحدها كأمة ، لغرض تأمين الكيان الصهيوني حليفها الرئيسي في المنطقة ، حيث ظل أمن هذا الكيان وديمومة استمراره مطلبا وهدفا لقوى الغرب والشرق معا ، يترافق ذلك مع تجاهل تام لأي مصلحة وحقوق عربية سواء كانت على مستوى القطر الواحد أو للأمة بأجمعها... وكان النظام السياسي العربي بمجمله المتسم بتجاهل تام لمصالح الشعب ومطالبه المشروعة في الحرية والعيش الكريم وحفظ الكرامة ، وفرض سياسة التهميش والاقصاء والكبت والحرمان وانتهاك الحقوق الانسانية من جهة ، وتحالفاته الاقليمية المتناقضة مع مصالح الامة وحقوق العرب من جهة ثانية ، عاملا رئيسيا في تسهيل وتبرير ذلك الاستهداف لاقطار الامة منذ إن تشكلت تلك الانظمة بعد الحرب العالمية الأولى ، والتي قد ارتبطت سياسيا واقتصاديا وأمنيا باطراف دولية ، وتورطت في تقاطعاتهه الدولية وحسابات مصالحها ، وهو سلوك لم يشفع لها ، ولم يمنع عنها استمرار التعرض العدواني عليها ما دامت أرضنا تمتلك موارد إستراتيجية فرطت فيها تلك النظم وغيبت استحقاقات شعبنا العربي في استثمارها بما ينسجم مع مفاهيم وأسس وأساليب بناء الدولة الأمة بديلا عن الدولة القطرية العاجزة ..


وفق هذا الواقع استهدفت أقطار الأمة تباعا وما زال هذا الاستهداف قائما وصولا لغايات استعمارية تسعى هذه المرة نحو ( تجزئة التجزئة ) الشاذة القائمة أساسا ، ولخلق محيط عربي ضعيف ، متناحر ، يفتقد القدرة على المقاومة والصمود والبناء والتقدم .


إن دعوات الحرب المتصاعدة وطبولها التي يقرعها مروجو هذه الحروب بالضد من سوريا الوطن والدولة والشعب تأتي في سياق ما تقدم وهي لا تنفصل عن تلك النوايا ، فاحتمالات شن حرب عدوانية أطلسية وبتحالفات من نظم إقليمية و عربية متواطئة ومتوافقة مع هذا الاستهداف أصبحت احتمالا قائما ، وهو مشهد ما زلنا نعاني نتائجه المأساوية والمدمرة في العراق ثمن ذلك الفعل الاستعماري والتواطؤ بل والتآمر العربي والإقليمي..


إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تمثل تحالف قوى شعب العراق المقاوم للهجمة الاستعمارية وتحالفاتها الإقليمية المعادية ، تعلن رفضها واستنكارها لأي تدخل عسكري ضد سوريا الشعب والوطن وتحت أي ذريعة كانت ، إدراكا من أن هذا الفعل المبيت في حالة حصوله يستهدف تدمير إمكانات الشعب السوري الشقيق واسقاط دولته وتفتيت مجتمعه ، ويعتبر جزءا من مخطط استعماري صهيوني لا ينفصل عن مفردات الصراع بين الأمة وبين أعدائها ، في نفس الوقت الذي تطالب فيه الجبهة وبإلحاح ، تفرضه مخاطر تطورات الموقف ، أن تكون هناك وقفة فاعلة وجادة من القوى والأحزاب الوطنية والقومية العربية لصياغة إستراتيجية قومية شاملة للمواجهة ، تضع في أولوياتها مصالح الشعب العربي أولا في كل قطر من اقطار الامة ، ووضع حدا للاستبداد والاستهتار بمصالح الشعب دون انفراد حزبا أو جهة بالسلطة وصنع القرار ، كذلك مطالبتها النظم العربية ومنها النظام السوري بأعادة النظر في التحالفات الاقليمية والدولية المتعارضة مع مصالح الامة العليا والتي أثبت الواقع العملي ، خاصة عند اشتداد الأزمات ، أنها تغلب مصالحها الخاصة على حساب أي تحالف حقيقي وتعلن تخليها عن تلك التحالفات كما يتضح الآن وهي تمارس في الخفاء أدوارا مزدوجة يمثل فيها التواطؤ جوهر حركتها السياسية ، ولنا في الموقف الإيراني المخاتل والمخادع تجاه العراق وبقية اقطار الامة خير مثال ، حيث يعبرعن سياسات مخفية مارست ( تقية سياسية ) خبيثة ..


تجدد الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق المقاوم دعوتها التي أطلقتها في وقت سابق قريب إلى العمل لبناء منظومة عمل جبهوي قومي موحد لمواجهة التحديات الخطيرة التي تجابه شعبنا العربي ، وتؤكد مجددا رفضها وأدانتها لأي عدوان أو تدخل اجنبي يبيت للشعب السوري وفق مخططات مروجي الحروب وحلفائهم ، تلك المخططات التي تأتي على ماتبقى من حياة وعمران ومؤسسات ، والتي ستزيد من معاناة شعبنا في سوريا وحقه في العيش بأمن وسلام .


الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية
المكتب الإعلامي
بغداد المنصورة بالله
 ٢٧ / أب / ٢٠١٣

 

 





الثلاثاء ٢٠ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة