شبكة ذي قار
عـاجـل










في ألأول من سبتمبر أيلول ( عام 1920 م ) أعلن ( هنري غورو ) تقسيم سوريا الى عدة دول ,تنفيذا لما ورد باتفاقية ( سايكس بيكو ) التي ابرمت ( عام 1916م ) ,وكانت لبنان احد هذه الاجزاء وسميت دولة لبنان الكبرى ,رغم ان مساحته ( 10452 ) عشرة آلاف واربعمائة واثنان وخمسون كم مربع ,وعدد سكانها اقل من اربعة ملايين وربع المليون حسب تقدير ( عام 2011 م ) , ومن حيث المبدأ لا اعتراض لدينا على تسميتها بالكبيرة ,لأنها ممكن ان تكون كبيرة برجالها وأبنائها ولكن التسمية جاءت من الفرنسيين ,لتحل محل سوريا الكبرى وفي عام ( 1926م ) اقر مجلس الممثلين ( دستور لبنان ) واعلن قيام الجمهورية اللبنانية ,فكانت اول جمهورية في الوطن العربي ,وفي عام ( 1943م ) استقلت عن فرنسا .


ودولة بهذه المواصفات من حيث المساحة وعدد السكان ,كان يفترض ان تكون الانموذج ,في قوة مؤسساتها وتماسك شعبها وسيطرة اجهزتها الامنية ,ورصانة تجربتها الديمقراطية إلا ان العكس تماما هو الذي يعاني منه اشقاؤنا في هذا البلد الجميل ,ففي عام ( 1958 ) م اشتعلت فيها حرب اهلية تم تداركها بعد مدة ,وفي عام1975 م قامت فيها حرب اهلية دامية اكلت الزرع والضرع ومئات الآلاف من البشر, ولم تتوقف إلا بعد مؤتمر الطائف عام 1990 م ,فهل عرفتم لماذا ؟ لأن هذه الدولة وضعت اسسها اياد اجنبية ,لقد صاغ الفرنسيون دستورها على اسس طائفية ,شوهت هويتها العربية والوطنية وحل الولاء للطائفة لدى الكثيرين بدل الولاء للوطن ,لا بل ان الولاء للطائفة جعل الولاء لجهات خارجية , فأسالوا ( حسن نصرالله ) لمن ولاءه واوامر من ينفذ ؟هل ينفذ أوامر الرئاسة اللبنانية ام اوامر طهران ؟ طبعا الجواب معروف وحزب الكتائب في مرحلة من المراحل تعامل مع الكيان الصهيوني للاستقواء به ضد اطراف الصراع الاخرى , ان شيئا واحدا يمنع اطراف الصراع من الانفصال هو ضيق مساحة البلد ,اذ ان من ينفصل ويريد اقامة دولة على الارض التي يسيطر عليها سيجدها عبارة عن مخيم , وهكذا راح البعض يتصرف كدولة داخل دولة ويحاول الهيمنة على الوضع القائم ,دون المساس بالمسميات اما الحرب الاهلية فإنها نار تحت رماد ممكن ان تندلع في اية لحظة بعود كبريت , إذن هذا هو وضع لبنان الذي تم تصديره للعراق فإبان مرحلة الاعداد الامريكي لغزو العراق قال الكثيرون انهم يريدون ( لبننة العراق ) وهذا ما يحصل بالفعل ,الفارق فقط حسب اعتقادهم هو ان العراق قابل للقسمة على ثلاثة او اربعة ( خسئوا وخابوا ) , وعلى هذا الاساس اعدوا دستورا للعراق ,ووضعوا جوقة من العملاء كغطاء لإنجاز الصفحات اللاحقة ,وها هي الحرب الطائفية متواصلة بكل جوانبها وما قيل ويقال الآن ايضا ,هو ان المشروع الذي يجري تنفيذه في العراق سيعمم على بقية الاقطار العربية أي ( عرقنة الاقطار العربية ) ,وان ارهاصات ذلك تحصل الآن في عدة اقطار, والغريب ان بعضا منها ارتد الى لبنان من جديد ,فالانفجار الذي حصل في الضاحية الجنوبية اعقبه انفجاران في طرابلس في يوم الجمعة الذي يليه مباشرة ,وهو نفس ما يجري في العراق تماما بمجرد تغيير اسماء المناطق ,اي ان ( مدينة الثورة ) بدلا عن الضاحية والعامرية او بعقوبة بدلا عن ( طرابلس ) اما بقية الاقطار فأدوارها آتية بعد انجاز مرحلة تهيئة الأستحضارات المطلوبة وبالدرجة الاولى طائفيا , ومن يتابع الاحداث في مصر يجد ذلك جليا ,فعند مقتل المدعو ( حسن شحاته ) الذي شتم ولعن كبار الصحابة وامهات المؤمنين , قامت العصابات الطائفية في العراق بقتل اكثر من مواطن مصري من المقيمين بالعراق منذ عشرات السنين ثأرا له !! وعلقت لافتات تنعاه في مختلف مناطق العراق ,وسيرت تظاهرات تحمل صور ( خميني وخامنئي ) وتلعن صحابة رسول الله ( ص ) , ولكي لا نسترسل كثيرا بما هو معلن ومعروف أود ان اقول للأشقاء العرب في كل اقطارهم ما يأتي –


1- ناصروا وساندوا شعب العراق وطليعته المقاومة, الباسلة التي هزمت جحافل المحتلين, من اجل احباط المشروع الامريكي الصهيوني الصفوي, لان انقاذ العراق انقاذا لكم جميعا .


2 - ارفعوا راية العروبة فإنها الاطار الذي يمكن ان يستوعب الجميع, بصرف النظر عن اديانهم وطوائفهم واعراقهم .


3 - أن الاحزاب السياسية التي تحمل اسم الاسلام هي مصدر الفتنة, وسيلة القوى الخارجية المعادية لتفتيت الاسلام وتمزيق الاوطان, فطوقوها ولا تدعوها تسرق جهودكم وتضحياتكم باسم الديمقراطية .


 4- ان النظام الصفوي في طهران هو الخطر الداهم الدائم الذي يهدد حاضركم ومستقبلكم فهو ( بغل طروادة ) الذي يحمل الطائفية والفتنة, فاسعوا الى مد ايديكم للمعارضة الايرانية بكل الوانها واطيافها وقومياتها, لان هذا النظام سوف لن يرعوي الا حينما تطرق ابوابه الداخلية .


5 - اقول للإخوة الذين يتصدون لمعالجة الاوضاع في القطر المصري الشقيق , ان الشعب المصري أطاح بنظام مبارك , وثار على نظام الاخوان واطاح به فعودوا للشعب وخذوا بما يجمع عليه دون تزييف عن طريق الديمقراطية التي كثيرا ما تلد كوارث .

 

 





الثلاثاء ٢٠ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة