شبكة ذي قار
عـاجـل










اهلا وسهلا بالرفاق ..

 

حتى الان عندما انظر الى الشيب في رؤوس  بعض رفاقنا وخاصة حينما يكثر الشيب فيها لا استطيع ان اتصور ان اي انسان في المجتمع العراقي الجديد او في حزب البعث العربي الاشتراكي - قائد هذه المسيره -  كبير السن بل اعتبر  الكل في مرحلة الشباب وامكانننا ان نصف الشباب بوصفين او نستدل عليهم من ميزتين الميزة الاولى هي الميزة التقليدية  والتي هي العمر .لكن ميزتنا للشباب وفق مفاهيم البعث وثورة تموز هي بمقدار ما يحمل الانسان من تصميم في مواجهة الشدائد وفي حل المعضلات وفي الاستعداد للدفاع عن الوطن مهما كان عمره سواء بالكلمة المقاتلة ام بالبندقية المقاتلة ام باللبنة الرصينة في البناء الجديد..مع الاستعداد الدائم للتجدد بدور قيادي وليس بدورتابع .

 

الذي "ينشحط" خلف المسيرة - بالتعبير العامي- او الذي تسحله المسيرة هو ليس من الشباب . الشباب هوالخلية التي تتفق حيوية وعطاء وتتجدد في جسم المجتم الجديد واي انسان تنطبق عليه هذه الصفة هو من الشباب حتى لو كان عمره مئة سنة .

 

فلشباب – وانتم قرأتم وسمعتم مني ما هو راينا بهم من حيث الثقافة ومن حيث وصف القدر ومن حيث صلة كل هذا بالاْمال التي نسعى لان نحولها الى اهداف متحركة مع الزمن ومتطورة حسب القدر.. فلشباب هم القادة القوة في الامة والتجدد والوثوب وهم العقل الراجح فيها. وبلنسبة لتجربة ثورة تموز فان هذا الامر له شواهد اساسية وعظيمة .اغلب الثورة سواء الذين قادو الحزب في مرحلة العمل السري او الذين خططوا وفجروا الثورة كانوا في سن الشباب حتى بمقاييس الشباب في النظر الى العمل. والحمدلله فان الثورة قد تصرفت بعقل راجح في مواجهة كل المعضلات وفي تقديم كل الحلول وفي الوقت الذي واجهت مشاكل المجتمع بعقل متجدد وليس متجددا ليتلائم مع التحول  وانما متجددليقوم بدور القائد في صنع التحول ...حيا الله الشباب ...تحياتنا الى رفاقكم جميعا في ميدان الطلبة والشباب والفتوة والطلائع .

 

انا واثق من ان العراق اصبح ليس عقلا واحدا الا ن فحسب وانما اصبح ايضا . شجعوا الكتاب وتقديم الاطروحات عن القضايا الاجتماعية او السياسية المبسطة عن الشباب لكي تنموا روح الحث عندهم.

 

على سبيل المثال تكلفون شباب الثانويات في العطلة الصيفية للكتاب عن القرية والحيات الاجتماعية فيها والبحث عن كل عادة ومصادرها ومن اوصل هذه العادة الى الحد الذي اصبحت عليه وكيف كان تسلسلها تاريخيا وما هي المؤ ثرات الا جتماعية والاقتصادية والبيئية التي كان لها دور في تكون  هذه العادة   .

 

عليكم ان تعلموا كعمل الاساتذة المشرفين في تقسيم الشباب الى مجموعات وتعطوا لهم  الموضوعات لكي تنموا لديهم  روح البحث والاستقراء والربط باستنتاجات مركزية  من مجموعة  عوامل  متناثرة وهذا مهم .

 

وانا اعول على موضوع البحث وضرورة الاهتمام به سواء لخريجي الجامعات ام لطلبة الكليات والمدارس الاعدادية وكل مرحلة لها مستوها من  حيث الموضوع ام من حيت التعبير  لانني اعرف ان اجهزة الدولة مهما طورت من نفسها سوف تبقى في جانب من تصرفاتها غطاء ثقيلا يمنع التبخر كما ينبغي لان حرية الحركة ضمن اجهزة الدولة مقيدة بالقوانين والانظمة وهذا كان يمكن ان يجعل غطاء الدولة  اخف وطأة على الابداع لو ان الذين يتولون شؤون التعامل مع الفكرة الجديدة والبحث الجديد والمقترح الجديد من مستوى متطور ومن مستوى نفسي غير معقد ...ولكن هذه الحالة نتمناها ونسعى لها .

 

امامن حيث الواقع فيجب ان نتوقع بان هنالك اناسا من مستوى لم يعد قادرا على ان يقود الحالة المتطورة وهنالك اناس من مستوى بسبب ضحالة تفكيرهم بدلا من ان يتعلموا ويلعبوا دورا تربويا في جعل الطاقات الخيرة متطورة علميا وفكريا وفنيا تنصرف الى مساراتها في الصعود يحاولون ان يكسبوها ولهذا السبب نجد ان رئاسة الجمهورية تهتم مباشرة بالمقترحات والابداعات والافكار التي تاتينا سواء من المكاتبات ام من مواطنين في الدولة الى هيئات الرئاسة او من خلال المقابلات والاتصالات الهاتفية معنا او مع المرافقين اومع السكرتير وفي هذا الميدان الاتحاد الوطني للطلبة والشباب متحرر من قيود الدولة او من نظرة التخلف الموجودة في بعض زوايا الدولة وعقدها وهو متحرر لان العاملين فيه شباب في النظرة وفي العمر وينظرون باحترام لقدرات الاخرين وليس هنالك تنفس في البحث بينهم وبين اخرين يقدمون حالات علمية راقية قد يكونون خريجين ويحملون شهادة بكالوريوس او ماجستير .

 

بعض العقول الضيقة- مع الاسف – لا تحضر امامها صورالعراق ولا حالة التطور فيصغر بعضهم ويضع نفسه في مواجهة مقترح ويمنع صعود فكره.

 

ليس هنالك تنافس وبين اصحاب الافكار المبدعة ولا يخشون من ان يصبحوا مديرين عامين او وكلاء وزارات او رؤسا او مؤسسات بدلا عنهم بينما بعض العقول الضيقة- مع الاسف – لا تحضر امامها صورالعراق فورا عندما يقدم احدهم مقترحا ولا تحضير امامها حالة التطور الذي نريد ان نضع بها مجتمعناكله فيصغر بعضهم ثم يصغر الى الحد الذي يضع نفسه مقابل المقترح الذي قدمه المواضف وبدلا من ان يشجعه ويناقشه حتى اذا كان مخطئا ويقول له اخي ابني رفيقي انت اقترحت الشيئ الفلاني ويناقش على مقترحه بحيث يبينه بناء صحيحا ويوضح له بان مقترحاته كانت خاطئة ليزداد يقينا بالصواب اذا كان هو بتصرف الدائرة الاعلى او بتصرف المجتمع ككل وفي الوقت نفسه يفتح امامه فرصة البحث عن صواب جديد طالما ان مقترحه هذا خاطئ.

 

والبعض بدلا من ان يفعل هذا يصغر ويضع نفسه في مواجهة مقترح الموظف وهذه الحالة نعاني منها في كل اجهزة الدولة ولديَ نماذج منها في القوات المسلحة وفي بعض الاحيان نرى ضابطا صغيرا تلمع في عقله فكرة المعية تصلح لان يجري الاهتمام بها بمستوى القيادة العامة ... يقتلها امر التشكيل او مدير الصنف او قائد التشكيل ...لماذا يقتلها؟وفي الوقت نفسه تجد وكيل وزارة او رئيس مؤسسة  يصغر ويضع نفسه مقابل خبير موجود في المؤسسة ذاتها ويسحق فكرته ويمنعها من الصعود بدلا من ان يتفاعل معها فياخذ منها ويعطيها .هذه الحالة نعاني منها كثيرا وموضوع ممارسة الديمقراطية المنضبطة اي الديمقراطية برأس قيادي مستقاة من روح الاية الكريمة التي تقول "وامرهم شورى بينهم ..فاذا عزمت فتوكل "هذه هي عمليا الديمقراطية  بمنظار حزب البعث العربي الاشتراكي ,هذه الاية الكريمة تنطبق تماما على روح الديمقراطية التي مارسها الحزب " وامرهم شورى بينهم .. فاذا عزمت فتوكل " اي قرر وكل قيادة فيها رأس يقرر ممارسة الديمقراطية وفي جانب منها هي حالة لها صلة بمستوى الاقتدار الفكري الفكري والعملي للذين يتولون شؤون الاشراف على ممارسة الديمقراطية وفي الجانب الاخر الاساسي منها نرى ان الشخص عندما يكون مقتدرا بمقارعة الحجة بالحجة وعندما تكون شخصيته مبنية بناء سليما بلا عقد يفرح عندما يسمع مقترحا من فلاح ويقول هذا المقترح تعلمته من الفلاح الفلاني او تعلمته من العامل الفلاني لانه ينظر الى نفسه بانه حالة قيادية وجزء من عملية التطور واننا ينبغي ان لا نفترض بان كل فروع الحياة في التخصص تكمن في عقل واحد لانه ليس هنالك مثل هذا العقل حتى الان .

 

وفروع الحياة في التخصص تكمن تميزا في عقول المتخصصين والعناصر والحلقات القيادية المتخصصة التي يفترض ان ترى المجتمع في الوقت الذي تبدع بالتخصص اذن تفاعل الاختصاصات يخرج صورة المجتمع المنشود مرئيا او في طريق التكون الجديد عندما ننعزل عن هذه الحالة نرى ان التخصصات تكون عملية غير متفاعلة والرؤية الشمولية غير متوفرة فيها .

 

ممارسة العلاقات الديمقراطية وتشجيع البحث والابداع وتنمية وبناء الشخصية نعول عليها في بناء العراق الجديد وضمانته.

 

اريد منكم الاهتمام في هذا الجانب في ممارسة العلاقات الديمقراطية لانكم متحررون من صيغة الدولة وفي تشجيع البحث والابداع وتنميته وبناء الشخصية عليه لان النقطتين معا مضافا اليهما الانضباط نعول عليها في بناء العراق الجديد وفي ضمانته لمدى بعيد .

 

ان احد الاسباب التي لم تمكن الدولة من قتل الثورة هو ان الثورة ظلت حالة متميزة في الوقت الذي اصبحت فيه الدولة جزءا من الثورة وليست الثورة جزءا من الدولة .. وفي اي وقت تتحول فيه الثورة لكي جزءا من الدولة فان الدولة ستقتل الثورة فعلى الثوري ان يكون وهو جالس على كرسي الدولة منفصلا عنه بالتفكير والخلق والتحرر القيادي من وطاة الدولة مع الالتزام الصارم بمقاييسها اي التحرر الفكري والفعلي بمعنى التهيؤ فكريا ونفسيا للابداع وممارسة الابداع .

 

وهذه الحالة لا تتعارض مع الانضباط العالي في الدولة لان الدولة دولتنا لكن علينا ان نصفها فنتعامل معها وندعم كيانها ونزيد من تطورها ولكن يجب ان لا نتحول الى جزء من اجهزتها وانما نكون جزءا من المسيرة التي تضمنا جميعا كشعب يتسلق الجبل للذرى دائما .

 

تحياتي الى رفاقكم ..

 

 





الاربعاء ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بِشر الحافي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة