شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )

صدق الله العظيم


 


بأسى بالغ وحزن عميق وقلوب مفجوعة بألم الواقعة وبروح مؤمنه بقدر الله وحكمه تنعى مدينة كبيسة غربي العراق واحدا من رجالاتها وعلما من اعلام الفكر القومي العربي الأستاذ صبيح الكبيسي حيث وافته المنية في عمان يوم امس عن عمر ناهز 84 عاما . شخصية سياسية لامعة شديدة التعلق بالفكر القومي العربي وأحد رواده الأوائل وغالبا ما يجتمع في داره شخصيات قومية متعدده امثال المرحوم ناجي طالب والمرحوم صبحي عبدالجميد وهادي خماس وشهاب احمد وآخرون .


ولد الفقيد في بغداد عام 1929 واكمل دراسته الثانوية فيها ثم دخل كلية الحقوق جامعة بغداد وتخرج منها عام 1952 .لم يمارس المحامات كبقية المحامين من اقرانه لكنه مارسها اكمالا لأدواره السياسية الأخرى حيث وقف مدافعا عن الشخصيات السياسية المعارضة لأنظمة الحكم خاصة ابان حكم الرئيس عبدالكريم قاسم رحمه الله عندما اشتدت الضغوط على الأحزاب السياسية القومية ورجالات الفكر القومي وتشهد له محاكم المهداوي على ذلك . انتخب نائبا لنقيب الحقوقيين العراقيين عام 1965 وارتبط بعلاقات سياسية واسعة مع عديد من الشخصيات الفكرية والثقافية والسياسية العربية والتقى عدد من رؤساء الدول العربية كما زار القاهرة والتقى بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعندما توفى الرئيس عبد الناصر اقيم له مجلس عزاء في داره الكائن في مدينة المنصور .ينتمي الفقيد الى عائلة عراقية اصيلة ارتبطت بمصاهرات متعددة مع عدد من طوائف المجتمع العراقي وكونت الركيزة الأقتصادية والأجتماعية لمدينة كبيسة قبل اكثر من 500 عام .

 

والده الشخصية السايسية والأجتماعية العراقية المرحوم رؤوف الكبيسي اشقاءه المرحوم ياسين الكبيسي والمرحوم المناضل القومي المعروف باسل الكبيسي وهو والد المهندس ورجل الأعمال العراقي المقيم في الأردن محمد صبيح الكبيسي وابناء عمومته المؤلف والكاتب المقيم في اوسلو السيد وليد الكبيسي والدكتور قيس الكبيسي المقيم في لندن والدكتور عامر الكبيسي المقيم في السويد. اجتمعت في شخصيته سجايا متعدده اضافت لها الحضور المميز والتأثيرالكبير فهو شديد الأعتزاز بمواقفه لا يخشى في الله لومة لائم لا تغريه السلطة والمنصب ولم يبحث عنها مطلقا وقد دعي لتسنم عدة مناصب وزارية لكنه رفضها لأنه كان يرى ان افضل المناصب هي التقرب الى الناس والتميز في كسب ودهم ورفع الضيم عنهم كان يتحدث مع المثقف بعمق ودقة ووضوح ومع الأمي ببساطة وحنو رفيع الخلق رقيق الأحساس لا يبخل جهدا لعمل المعروف اينما كان ومع من كان دائم السؤال عن احوال الجميع مستفسرا عن اوضاعهم المالية وعندما يرى ان الحال ليس على ما يرام يهرع بالمباشر لتقديم كل ما يمكن ليزرع الأمل في النفوس ويعين على قضاء الحاجات حتى وافته المنية .


نم قرير العين ايها العم الفاضل لقد سكتت انفاسك وتوقفت حركاتك وغبت عن انظارنا حيث قدر الله وما شاء فعل لكن ذكراك لا تبرح مخيلتنا وسيرة حياتك العطرة ستبقى نبراسا يضيئ طريقنا ما دامت الايام فينا .


اللهم اغفر له وارحمه واجعل في قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وانقله يا ربي من ضيق اللحود الى سعة الدور والقصور واجعله من أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعه وفرش مرفوعه واحشره مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا انك مجيب الدعوات يا رب .

 

 





الاثنين ٢ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة