شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن تدمير العراق من الحصار حتى الاحتلال الامريكي الصهيوفارسي حدثا عابر في السياسة العالمية فقد ادى هذا الاحتلال لتغيير الصورة النمطية للقوى الامبريالية في العالم ، فلم تعد أمريكا القطب الاوحد والقرن الناطح حيث يشتهي . ولم يكن الاحتلال عملا عبثيا او نزوة عسكرية او خطأ فرد في القيادة الامريكية وانما فعلا مدروسا لتدمير العراق عمــاد الامة العربية ولباب دينها . والغاء عروبة العراق بداية لانهاء وجود امة محمد صل الله عليه وسلم حيث الضرب في القلب في كثير من الاحيان يفضي الى موت الجسد .


( العراق جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الامصار ورمح الله في الارض فاطمئنوا فان رمح الله لا ينكسر) هكذا وصفنا العادل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهكذا كنا في معارك القادسية الاولى والثانية وملحمة التصدي للاحتلال الامريكي حتى غرزنا سهامنا بصدر امريكا وهزمناها وجعلناها في مقعد مهين بين الامم . والتطاول على امريكا بعدها اصبح تسلية الحكام والشعوب ، والخوف من الارض اصبح هاجس الجندي الامريكي ، والهزيمة في العراق اصبحت كابوس للسياسي في الكونغرس الامريكي .


إن الثأر من العراق هـدف جوهري لكل القوى المهزومة فيه على مدى التاريخ من إيران وامريكا حتى بني صهيون ، فان تدمير العراق غاية الجميع وتظافرت قوى الشر لالغاء عروبة العراق والعمل بجهد عدواني خبيث مشترك لمواجهة الثورة العراقية المسلحة والحراك الشعبي والنقمة الشعبية المتزايدة ضد اذناب المحتلين من عملاء ومستعرقين . ومن وسائل التصدي للثورة العراقية ضد الاحتلالين الامريكي الصهيوفارسي هو وضع العراقيل لمسيرة هذه الثورة الظافرة بشكل مدروس ، هو إلهــاء الثورة في معارك جانبيــة تبعدها عن الهدف المركزي ألا وهو التحرير الشامل للعراق من المحتل وعمليته السياسية بكافة جوانبها من دستورها الى شخوصها العفنة التي تكالب على خيرات العراق وهم من كل لون وحدب .


فالجوقة الخبيثة التي طافت بشوارع الاعظمية وتركت وراها من الدرن والقذارة مماهو غريب عن واقع اهل بغداد الاصلاء خصوصا واهل العراق عموما وتفوهوا بكلمات نابية عن عمر الفاروق وعن ام المؤمنين عائشة رضوان الله عليهم ، دون وازع اخلاقي يردعهم ولا عصا تثنيهم عن فعلتهم النتنـة ، هذه الفعلة ومن حركها ومن قام بهـا مرتبطين باجنده صهيوفارسية هدفها الاكبر هو أبعـاد رجـال العراق عن السير بخط مستقيم متسارع للاجهاض على المحتل وردم خططـه في تفيت العراق وإبعـاده عن امتــه العربية . وهي جزء من عملية وقائية من قبل المحتل لادامة مصير عملائه في العراق . إن التصدي لهذه الافعـال يجب ان لا يكون خارج سياق التحرير الشامل للعراق وليس الاكتفاء بمطالبة حكومة الاحتلال بقانون تجريم سب الصحابة ، ماذا لو شرعت حكومة الاحتلال هكذا قانون وجعلته حبر على ورق هل نوقف العمل لاسقاط العملية السياسية ؟.


إن صحابة الرسول رضوان الله عليهم اكتسبوا قيمتهم الانسانية من ذلك التاريخ العظيم الذي جمعهم بسيد الخلق محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلم ، لا ينقصه ولا يثلمه نعيق هذا وذاك وحسبنا إن مليار وربع المليار مسلم يجعلوا من سيد الخلق محمد وال بيته وصحبه قــدوة لهـم ،، لكن غاية الاراذل من الاساءة هو فتح جبهات اخرى لتشتيت الجهد واسعاف أهل المصالح الانانية من مدعي فدرلة العراق . وكم فرح بهذا التهريج اعداء الاسلام ! وكم تبسمت شفاه من تُقـول عن الفدراليـة ! . وكم استنفذ من الوقت نقاش هذا الامر كبديل للمطالب الكبرى وهو اسقاط العملية السياسية ؟


أن ما حدث هو جزء من مسلسل خبيث يطبق بترتيب حسب الظروف التي تحيط بحكومة الاحتلال كاحدى وسائل إلهاء الثورة المسلحة والحراك الشعبي وخلق بلبلة في صفوف القوى المناهضة للاحتلال وتركها تتخبط حول اولوية الاهداف المنشودة . أن ادراك خطط الاعداء يمثل رؤية ستراتيجية نحو التحرير وتفويت الفرصة على اعداء العراق والسير قدما بمشروع التحرير الشامل هو الحل الجذري لاقتلاع هذا العفن البشري الذي توجهه دوائر في قـم وتل أبيب وواشنطن .

 

 





الاحد ٨ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة