شبكة ذي قار
عـاجـل










الحمد لله و الصلاة و السلام على النبي الجد رسول الله وعلى اله و صحبه و من والاه

 

عند أجراءنا لدراسة موضوعية للأحداث وما قامت به دولة الفرس, خلال عقد من زمن إحتلال العراق , و ما قبل الاحتلال ابتداء من استلام عمائم آل صفيون الحكم في إيران و مرورا بأحداث القادسية الثانية ,

 

والاطلاع بوجه الخصوص على تفاصيل التدخل السياسي والاقتصادي والعسكري و المجتمعي في العراق من قبل حكام طهران و الآلية التي حكموا بها العراق منذ زمن الاحتلال من خلال الحكومات المتعاقبة وشخصياتها الخاضعين لنفوذهم وسياساتهم التي رسموها لهم ,

 

يتضح ولكل ذي بصيرة , أنهم تعاملوا مع العراق وحتى مع ما هو ابعد من حدود العراق سواء في لبنان والبحرين ومصر و ليبيا وجزيرة العرب وعلى أي ارض يكون لهم فيها موطئ قدم,

يتضح أنهم تعاملوا وفق منهاج إستراتيجي مرسوم ووفق بروتوكول واضح وضع لخدمة أهداف و غايات ومشروع حقيقي,

 

وقد سخروا في خدمة هذا المشروع الكثير من الأمور التي قد تسهم في إنجاحه , منها الايدولوجيا الإسلامية و المعتقدات الوثنية والعمق التاريخي للمنطقة و الإرث الفارسي القديم لإمبراطورياتهم الغابرة, والأيدي الناعمة , و استخدام المال , و النساء , وما إلى ذلك من الوسائل التي تصب في مصلحة تحقيق هذا المشروع , و حتى  إراقة الدماء والتغييب لكل من يقف عائقا ً ضد امتداد هذا المشروع.

 

و الذي صنفه كثير من الباحثين في هذا الشأن بأنه المشروع الفارسي الصفوي , المشروع الذي ابتدأ برفعهم للشعارات الدينية الأخلاقية, و الشعارات التحررية ونصرة المستضعفين و إطعام الفقراء والجياع, وإحياء المنهاج الإسلامي وتعاليمه السامية ,

مروراً بشعارات تحرير القدس.... و  الموت لقوى الاستكبار العالمي.. الشيطان الأكبر "أمريكا".  ويتضح أن مشروعهم يطبق ويمتد وفق بروتوكولات ومنهاج ثابت , لا يتغير بالرغم من تغير لاعبيه و تغير الشخوص الذين لعبوا أدواره .

 

و ان هنالك لاعب خفي حقيقي يقف وراء هذا المشروع.

ويتضح من خلال التقريب والتشابه الكبير بين مشروعهم الصفوي والمشروع الصهيوني العالمي الذي أستعمل و سخر كل ما ذكرنا سابقا ً, لخدمة الهدف الأسمى لهم , وهو تحقيق السيادة المطلقة على المنطقة ومن خلالها يتم الانطلاق للسيادة والسيطرة على العالم .

 

ويدفعنا ذلك للاعتقاد إلى حد الجزم أن المشروع الفارسي الصفوي الجديد هو وليد المشروع الصهيوني العالمي و الجزم بأنهما وجهان لعملة واحدة ,

والتطابق المذهل في آلية عمل كل من المشروعين من حيث الهدف و الوسيلة , إلى حد يتم فيه الخلط بينهما ,  

هذا التطابق يضرب بعرض الحائط كل الادعاءات الزائفة التي رفعت من خلال رؤوس و قادة هذا المشروع , بأنه يمثل الإسلام وتعاليمه السامية وينسف كل الشعارات الأخلاقية التي رفعت من خلاله 

ولسان حالهم يقول الغاية تبرر الوسيلة في سبيل نجاح مشروعهم,

فالغاية التي عملوا ويعملون لها , لا يمكن ان تتحقق إلا على حساب حياة الشعوب ومصائرها ودمائها و كيانها ووجودها ,

والغاية شيطانية وبعيدة كل البعد عن المنهاج السماوي الحق, و الوسائل التي سخروها لخدمة هذا المشروع كانت دنيئة وغير أخلاقية.

 

ولا ننسى أن المشروعان الفارسي الصفوي و المشروع الصهيوني العالمي مبنيان على بروتوكولات وأهداف مشتركة ,

أهمها إزاحة الوجود و الإرث العربي والإسلامي بما فيها البيئة و المجتمعات الحاضنة لهما , حيث يسعى كل من المشروعين للتمدد على حسابه , ولن تتحقق غايات مشروعهما إلا بإزاحته .

و من البروتوكولات المهمة التي استعملها عمائم صفيون لإنجاح مشروعهم الفارسي الصفوي في العراق ،

 

هو الالتجاء إلى المكر والخداع و الرياء  في سياساتهم الخارجية والداخلية و التي استعملوها و خدعوا العالم بطبيعة دورهم ووجودهم في العراق ، سياسة تتنافى مع الشمائل الإنسانية الطاهرة مثل الإخلاص والأمانة، فهذه الأخلاقيات بمثابة رذائل في منهاجهم.

و من بروتوكولات عمائم صفيون التي نجحوا في تطبيقها ،

 

إنهاك العراق و دول أخرى مثل لبنان و أفغانستان والبحرين و السعودية بالهزاهز الداخلية والحروب الأهلية وتفتيت مجتمعاتها

 

وإشغاله بالانشطارات القومية و الطائفية، حتّى تخرب نهائيًا، وبذلك تقع في قبضتهم بصفتهم اللاعب الرئيس من خلال أتباعهم ورجالاتهم.

 

و من بروتوكولات عمائم صفيون ، و التي نجحوا كذلك في تطبيقها في العراق و دول أخرى ، إشاعة الأفكار الدينية التي تتوافق مع منهاجهم العقائدي الشيطاني ،

الذي وضعوها لخدمة مشروعهم، و لتحطيم كيان القواعد والنظم الدينية الصحيحة القائمة ،

من خلال اختراق الكيانات الدينية القائمة والسيطرة عليها ،

 

و وضع مرجعيات موالية لفكرهم وعقيدتهم ومنهاجهم، لضمان السيطرة المطلقة على أولئك الذين تخلّوا بمحض رغبتهم عن عقيدتهم و قيمتهم و مبادئهم !.. والاستفادة من حالة الاضطراب الحاصلة في المجتمع بسبب ذلك،

 وستكون قوتهم أشد من أي قوة أخرى، لأنها ستكون متسترة خلف المرجعيات حتى اللحظة المناسبة.

و من بروتوكولات عمائم صفيون التي استعملوها في العراق و دول أخرى ،

 

هو إشاعة الفساد والإفساد تحت غطاء الدين، من خلال إغواء الناس بالزواج الغير مشروع ونشر بيوت الفحش و التي امتلأت بها مدننا خصوصا الجنوبية ،عن طريق وكلائهم وأتباعهم، من مؤسسة شهيد المحراب التابعة لعمار الطباطبي ومرجعيات الحائري و الصدر وغيرها،

 

و التي أشاعوها بين الناس بأنها من القربات إلى الله ····· تعالى الله عما يفترون··

 و من بروتوكولات عمائم صفيون التي استعملوها في العراق ،

 

هو إشاعة الفساد الإداري والرشوة والخيانة و التزوير والتي أدت إلى تحطيم القيم المجتمعية وتفكيك بنيته و كيانه ،فسادت شريعة الغاب وهوى المجتمع في غياهب الظلمات وبذلك سهل عليهم انجاز مشروعهم وتحقيق غاياتهم ..

 

 يتبع ان شاء الله

 

 





الاثنين ١٦ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة