شبكة ذي قار
عـاجـل










(( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ))


الحسين بن علي ( علية السلام ) شعار ومدرسة وتيار كفاح وجهاد رسالي وسياسي فريد في تاريخ الإسلام لذلك كان دورة كبير وأثرة عظيم فقد كان قوة دافعة محركة في أحداث التاريخ الإسلامي وخصوصا الجهادي منة على مدى أجيال ولم تزل نهضته ومبادئه تتفاعل وتؤثر في ضمير الأمة ووعيها . لقد كانت هناك عوامل ودواعي سياسية واجتماعية ورسالية دفعت الإمام الحسين ( علية السلام ) إلى التحرك ومواجهة الظلم وفي مقدمة هذه الدواعي هو انتهاك المبادئ التي يقوم على أساسها الحكم في الإسلام والتي أبرزها


1 . احترام رأي الأمة ومشاورتها في تسير شؤون الحكم والسلطة قال الله تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }


2 . سيادة القانون والقيم وجعلها مقياسا لقيم الحاكم ومدى مشروعية وجودة وحقه في ممارسة صلاحياته فقال تعالى : { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه}


3 . العدل والمساواة بين أبناء الأمة في الحقوق والواجبات بمختلف طبقاتهم وقومياتهم قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )


4 . الكفاءة والاستقامة في توكل شؤون الأمة وتسير مهام الحكم والسياسة فيها ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ )


5 . العدل في توزيع الاقتصاد قال تعالى (( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))


6 . حق النقد والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحكم قال تعالى ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر)
وحين رأى سيدنا الحسين ( علية السلام ) الأوضاع والظروف السياسية والاجتماعية وتوجه السلطة وسياستها العامة لا تلتزم بهذه المبادئ وأن الأمة تعيش في حالة من الحيرة والضياع السياسي وشخص واجبة الشرعي كأمام وقدوة للأمة أن يؤدي دورة السياسي والعقائدي . لذا كانت هذه الثورة غنية بالدروس والعبر فيها التضحية بالمال والنفس والأهل والمكانة الاجتماعية وفيها تحدي الإرهاب والقسوة وثورة الحسين ثورة فذة العطاء غنية القيم والتأثير واسعة الأهداف . فلم يكن هدفها مركزا في استلام السلطة . وأن كانت السلطة أداة وضرورة سياسية في نظر الإمام الحسين ( علية السلام ) لتغير الأوضاع وإصلاح المجتمع وممارسة عملية البناء والتوجيه وإنما كان يستهدف أهدافا قريبة وبعيدة .. لقد كان فهمة للسلطة على مبداء أبوة الأمام علي رضي الله عنة ( اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ اَلَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَ لاَ اِلْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ اَلْحُطَامِ وَ لَكِنْ لِنَرِدَ اَلْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَ نُظْهِرَ اَلْإِصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ فَيَأْمَنَ اَلْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُقَامَ اَلْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ وَ سَمِعَ وَ أَجَابَ )


لقد كان الأمام الحسين ( علية السلام ) يستهدف في ثورته الجهادية الكبرى عدة أهداف منها


1 . تغير الأوضاع السياسي واستبدال الجهاز الحاكم وأسلوب الإدارة السياسية والتعامل مع الأمة وفق الموازين التي ثبتها الإسلام


2 . أيفاض الحس والوعي السياسي للأمة وجعلها جهاز مراقبة للسلطة ما انحرفت عن المبادئ أو تخلت عن تطبيق الإحكام والقوانين


3 . تثبيت مبداء الشرعية والقوة والمقاومة المسلحة للحاكم الظالم


4 . أعادة تربية الأمة تربية صحيحة وبناء سليم


5 . كسر حاجز الخوف والإرهاب المفروض على الأمة وتحريك روح الثورة والفداء فيها


وأخيرا أننا نعيش اليوم في عراقنا الحبيب نفس الدواعي التي دعت الأمام الحسين ( علية السلام ) للثورة وعلينا أن نحقق الأهداف التي خرج بسببها رمز الأمة الحسين ( علية السلام ) . ونحن كل العراقيين مدعوين لثورة على الظلم والطغيان


( وما لنا ألا نتوكل على اللّه )







الجمعة ١٢ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنيين أل حسان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة