شبكة ذي قار
عـاجـل










تحدث القرآن الكريم عن الرجولة حديثاً كريماً أضفى عليها سمات تؤكد الاهتمام بها واحتفائه بمن يرتقي إلى مراقيها العالية . فالرجولة في مفهوم القرآن الكريم حقيقة ﻻ يستطيع التلبس بها والتحلي بمعانيها إلا اﻻنسان الفاضل الشجاع الذي عرف قيمته في الحياة ومهمته في الوجود ومصيره في الأبدية وبالتالي فهي رؤية تغاير كل ما تعارف عليه الناس وهم بعداء عن هذا الدين  العظيم وحقائقه في الحياة اﻻجتماعية والسياسية .

 

اما المعنى اللغوي للرجولة : فهي اﻻعتماد على النفس في تحقيق المراد والوصول إلى الهدف المرجو . وهو ما يعني قوة الشخصية وشدة العزيمة ووضوح الصورة في فكر صاحبها. ومن سمات الرجولة المسؤولية والقوة والوفاء والجدية والدفاع عن اﻻرض والعرض والدين . وبالتالي فالرجولة كلمة شرف وموقف شجاع .

 

هي البذل والعطاء والتضحية والفداء .هي ان تحسن لمن احسن اليك وﻻ تقف مكتوف الأيدي على من يتجاوز على حرماتك . هي أن تقول الحق وتجهر به وﻻ تأخذك فيه لومة ﻻئم . هي الشهامة والمرؤة في أحلى معانيها . هي ألأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة . هي إنصاف المظلوم ومواجهة الظالم .  هي ان تنام قرير العين مرتاح الضمير بعد أن أديت واجبك . هي ان ترعى مصالح شعبك ووطنك والوفاء له .

 

بعد كل ما أشرت له من معاني الرجولة ، هنا اطرح سؤالي على رجال الجنوب وانا بنت الجنوب . أين انتم من كل هذه المفاهيم للرجولة ؟ .. أين رجولتكم يا احفاد ثورة العشرين ؟ . حكومة المالكي العميلة ترتكب المجازر ضد أبناء جلدتكم وهم ينتفضون ويجوبون الشوارع بصدورهم العارية وانتم تقفون موقف المتفرج  ﻻ بل أحياناً تساندون الهالكي وطغمته الفاسدة !!! . هل لكم من رد ؟. لماذا لم تظهر ساحات للاعتصام والحراك الشعبي في محافظات الجنوب ﻻلغاء العملية السياسية وإرجاع العراق أهله الحقيقيين وليس للفرس المجوس ؟.

 

 لقد سمعنا أقاويل وحكايات وحجج ﻻ تعطيكم المبرر بعدم الدفاع عن وطنكم الغالي العراق وعن الشهداء والجرحى والمعتقلين من المحافظات والمناطق المنتفضة . ﻻ يخدعكم الهالكي في تأجيج الطائفية من أجل مصلحته الشخصية للظفر بكرسي الوﻻية الثالثة  . انتبهوا أن التاريخ يسجل وﻻ يرحم . انتبهوا سيلحقكم العار والشنار . انتبهوا الى مسؤوليتكم  تجاه العراق والعراقيين وضمائركم بعد إرضاء الله   وهو القائل : ( وﻻ تلبسوا الحق بالباطل ) .

 

أذكركم يا أعمامي وأخوتي وأولادي ، وأنا ابنة الشيوخ منكم ، وأخت الرجال ، وأم الشباب ، عسى أن تنفع الذكرى قبل فوات الأوان . أن الواجب الشرعي والأخلاقي والوطني والعشائري عليكم هو أن يكون لكم موقف ، وأن تهبوا بثورة شعبية ﻻنقاذ البلاد والعباد من هذا الوضع المزري وطرد كل هؤﻻء العملاء ...

 

أللهم إني بلغت ...  اللهم أشهد   .

 

 





الثلاثاء ٢٨ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. فضيلة عباس حميدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة