شبكة ذي قار
عـاجـل










إن نجاح ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ اليوم بات حاجة ملحة للأمن القومي العربي والإقليمي ,,,
حيث أن نجاح الثورة العراقية في انجاز ما مطلوب منها سيؤدي ذلك الى تغيير كافة ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ الإستراتيجية العربية والإقليمية ,,
و خصوصا ما تشهده ساحة الصراع في الشرق الأوسط ,,


و الحال المزري الذي يعانيه الوضع العربي اليوم ,,
بعد إقصاء الدور العراقي العروبي في المنطقة منذ عام 2003 و الذي كان يشكل ثقل وعمق عربي قومي رادع لقوى الاستعمار ومخططاتها في المنطقة ,,
و الانتكاسات التي تعرضت لها الثورات العربية التحررية ضد عملاء الاستعمار ,,
والانتكاسة الكبيرة التي تعرضت لها الثورة السورية ,,
ودخول الإطراف الدولية و الإقليمية كلاعب أساسي فيها ,,


وتلاشي الدور والصوت الحقيقي للشعب السوري في معطيات الصراع لتحقيق غايات الثورة وأهدافها ,,
بعد المؤامرات الكبيرة التي تعرضت لها هذه الثورة ,, والتي أدت الى تسييرها الى الاتجاه الخاطئ من قبل الأطراف الدولية والإقليمية المتآمرة على الأمة ,,
لقد عكس هذا الانحراف الخطير في الثورة السورية حالة الانهيار أو تهميش الدور العربي الحقيقي في معادلة الصراع مع القوى المعادية للأمة العربية على مستوى المنطقة والعالم,,
و ساعد ذلك انكفاء الدور المصري في المنطقة بعد ما شهدته الساحة المصرية من انتكاسات و أمواج عاتية من المؤامرات والتي تحاول سحق الوجود والقوة المصرية بعد ثورتها للتخلص من قيادتها العميلة للغرب والصهيونية ,,وثورتها الثانية لتصحيح المسار ,,


فأصبحت منطقتنا العربية اليوم تعاني من اخطر أشكال الصراع عليها من قبل قوى الاستعمار الدولية والإقليمية ,,
فبعد سنين طويلة من الوجود العربي كدول لها سيادة .. حتى وان كان ذلك يشكل الحد الأدنى من طموح الشعوب العربية والتي كانت تطمح في حصول الوحدة القومية العربية ,, ولو بأي شكل من أشكالها ,,
توالت الأحداث والمخططات والمؤامرات على الأمة وشعوبها ,, وتم إسقاطها في غياهب التفكيك و التدمير والاستعمار المباشر وغير المباشر ,,
وحتى ما يخص بعض الدول العربية التي كانت وما زالت تمثل واجهة لمصالح ووجود القوى الاستعمارية في المنطقة وكانت على ارض الواقع تشكل محميات غربية ,,
فمع هذا الواقع اليوم ,, و ذهاب الدور العراقي بعد الاحتلال ,,


دفع بقوى الاستعمار العالمية و الإقليمية الى التمدد و التطاول في الطموح أكثر مما كانت عليه قبل ذهاب الدور والوجود العراقي القومي ,,
إضافة الى ما شكله الانحراف الخطير اليوم في نهج وقيمة الوجود العراقي في المنطقة ,, من خلال النهج السياسي العميل لحكومات العمالة والتبعية التي توالت في حكم العراق ما بعد 2003 ,,
والتي عكست المنحى الخطير من التبعية لدولة الاحتلال الفارسي الصفوي و الأمريكي الصهيوني,,


والتي تفوقت في خطورتها على الأمن القومي العربي ,, على خطورة المنهاج السياسي لبعض حكومات الدول العربية العميلة التي تحكمها الإرادات الغربية ,,
التي ما فتأت تتآمر على الأمة ووحدتها و كرامة شعوبها ,,


حيت تحول العراق ما بعد 2003 ,, من مركز للثقل والعمق العربي وصمام الأمان للأمن القومي العربي ,,
تحول الى مصدر خطر حقيقي على الأمن القومي العربي يتجاوز كل الخطوط الحمراء في خطورته حتى على ما يمثله خطر المشروع الصهيوني في المنطقة ,,
وأصبح هذا النظام الذي جاء به المحتل ليحكم العراق ,, يمثل حجر أساس لتمدد المشروع الخميني لتفريس المنطقة العربية بالكامل ,,وبمباركة أمريكية صهيونية !!
وأصبح منطلقا لدعم زعزعة و استقرار المنطقة العربية وشعوبها بالكامل ,,


كيف لا وهو يستهدف الهوية القومية و العقائدية لأمة العرب و يستهدف الأمن القومي العربي,,
وأصبحت اليوم امتنا العربية وشعوبها بين فكي كماشة ,, يحيق بها الخطر و الانهيار والمكر من كل ناحية ..
خطر مشروع الهيمنة و التوسع الصهيوني من جهة ,, و خطر مشروع الهيمنة والتوسع الصفوي الخميني من جهة أخرى ,,
إن الثورة العراقية اليوم ,, بما تمثله من ضمير حي للشعب العراقي الحر,, وتحمل على عاتقها كل تطلعات وطموح الشعب العراقي ,, في التحرر من الاستعمار والتبعية ,,
و إرجاع العراق الى مكانه الحقيقي كصمام أمان للأمن القومي العربي ,, هي بقدر ذلك تحمل طموح وتطلعات شعوب الأمة العربية الحرة جمعاء ,,
و التي تتطلع الى عودة الدور الريادي العراقي العربي في المنطقة و العالم و الذي ضاع بضياع العراق و ضياع هويته العربية,,
على يد قوى الاستعمار و أيدي أبناء فارس و أتباعها الذي تناوبوا على حكم العراق خلال العقد الماضي من الزمن والى يومنا هذا ,,
و لقد بات اليوم ,, نجاح هذه الثورة هو المطلب الأول لكل أبناء الشعب العراقي الأحرار على امتداد المعمورة ,, على اختلاف أطيافهم و ألوانهم ..


و إن الشعوب العربية الحرة اليوم مجتمعة تتطلع من الخليج العربي و المغرب العربي و الاحواز العربية و في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وحتى الأحرار والثوار في سوريا اليوم ,,
كلهم يتطلعون الى ثوار وأحرار العراق ويصدحون بالتكبير على كل انتصار يحققه ثوار العراق على امتداد جبهات المواجهة مع قوى الضلام والتبعية للمحتل الأجنبي ,,
وان ثوار العراق الذين قدر الله لهم أن يحملوا على عاتقهم ثقل القضية القومية العربية,, لن يقبل منهم إلا أن يكونوا أهلا لهذه المسئولية ,,
وهذه هي الوقفة التاريخية لأبناء العراق في أن يحققوا طموح كل عربي على امتداد أرض أمتنا العربية اليوم ,,
إن نجاح الثوار في تحقيق أهداف الثورة في إسقاط كل ما جاء به الاحتلال من مشاريع و ووجوه و مؤامرات و مخططات ,, غايتها تفكيك وتدمير العراق والأمة ,,
و نجاح الثوار في إرجاع السيادة للعراق كاملة غير منقوصة ,, و اعتلاء أبناء العراق الشرفاء الاصلاء الحقيقيين لمنبر القيادة فيه ,,
و إستأصال هذا الكائن المسخ الهجين الشيطاني الذي كان نتاج تهجين وتزاوج شيطاني مابين المشروع الصهيوني الماسوني و المشروع الخميني الصفوي الماسوني و الذي زرعوه في قلب بغداد العروبة ,
سيكون بمثابة الضربة القاضية التي ستطيح بكل المشاريع و المخططات الاستعمارية التي تريد تفكيك و تجزئة واستعباد شعوب امتنا العربية ,,
فبوجود عراق عربي قومي يقوده أبناءه الشرفاء الاصلاء ,,


فلن يكون هناك نجاح لأي مشروع استعماري لقوى الطغيان والاستعمار الدولية والإقليمية على ارض امتنا العربية ,,
وسيترتب على ذلك سقوط المشروع الخميني الصفوي التوسعي على ارض العراق وسقوطه على ارض الشام ,, وعلى امتداد ارض امتنا العربية المجيدة ,,
وبالتالي سيؤدي الى نجاح الثورة السورية ,,


وسيؤدي نجاح الثورة المباركة الى تهمش وإقصاء و انكفاء الأصوات العميلة النشاز من الحكومات العربية العميلة و التي تأمرت على العراق على مدى سنين طويلة للحيلولة دون تحقيق العراق وحدة الصف العربي التي كان العراق ينشدها,,


هذه الأصوات العميلة التي ارتفعت كثيرا بعد تغييب العراق ,,
و استغلت غياب الوجود والصوت العراقي العربي ,, و أدعت لنفسها قيادة الصف العربي ,, و أودت به الى غياهب الذل والهزيمة و التبعية بأوامر من أسيادهم الغزاة ,,


وسيؤدي نجاح الثورة المباركة الى إرجاع التوازن في معادلة الصراع العربي مع الصهيونية ..لاسترجاع أرضنا العربية المحتلة في فلسطين غير منقوصة من البحر الى النهر ,,
وسيؤدي الى نجاح الثورة المباركة إرجاع كرامة الأمة العربية وهيبتها وعزتها المسلوبة ,, لما يمثله أبناء العراق وثواره الأبطال من طليعة قيادية خيرة لأبناء أمتنا العربية المجيدة.

 





الاحد ٩ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة