شبكة ذي قار
عـاجـل










قالها جوزيف جوبلز وزير اعلام هتلر خلال الحرب العالمية الثانية, فالمقولة هذه تنطبق انطباقا حرفيا ونصيا على نوري الهالكي طاغية المنطقة الغبراء في بغداد المحتلة ( المنصب من قبل امريكا وايران ) , فهذا القزم لم يجد افضل من هذه الكذبة البالية التي استخدمها قبله سيده ( المجرم بوش الصغير ) , ذريعة من عدة ذرائع  لاحتلال العراق, نعم هي كذبة ( الارتباط بالقاعدة ) , والتي   اصبحت شماعة الصقت بالعراق وبنظامه الوطني السابق والان الصقت بالشعب العراقي .

 

يبدو انها اسهل طريقة واسهل كذبة اصبح يتخذها كل من هب ودب لتحقيق مأربه في العراق المحتل, فكما اشرنا اتخذها المجرم جورج بوش هذه الذريعة من عدة ذرائع لاحتلال العراق , احتلالا امريكيا صهيوصفويا, في ظل ظروف من الـتأمر الدولي والاقليمي والعربي وبمساعدة خونة محليون واليوم الكل بات يعرف حقيقة هذه الكذبة التي اتخذها المجرم بوش لاحتلال العراق وقد اعترف قادة الاحتلال بذلك لاحقا , وان ما احدثه الاحتلال واذنابه في هذا البلد العريق من خراب ودمار وقتل وتهجير وتسابق لنهب ثرواته وخيراته , والعمل على تجزئته وتقسيمه جاء ليؤكد انها الاسباب والدوافع الحقيقية للاحتلال وليس عديد الذرائع الواهمة والكاذبة ومنها كذبة ارتباط القاعدة بالعراق ودعم النظام الشرعي للعراق لهذه المنظة الارهابية ,بل ان لكل طرف من اطراف العدوان والاحتلال اهدافه وغاياته , وقد اتفقت هذه الاطراف مسبقا على خطة تضمن لكل طرف اهدافه التي سعى لتحقيقها جراء مساهمته في عملية الاحتلال.

 

الان جاء دور اقزام الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ليكذبوا ويكذبوا املا منهم في ان يصدق الناس كذبتهم .. لكن هيهات فلم يصدق هذه الكذبة سوى هم انفسهم باتوا يصدقونها وتخذوا من الارتباط بالقاعدة ذريعة مرة ثانية لضرب العراق وضرب شعبه ومحاولة كسر الحاضن المقاوم  للاحتلال الايراني الصفوي وكسر شوكة المقاومة, ومحاولة انهاء الاعتصامات السلمية التي انطلقت من ما يزيد عن سنة كاملة للمطالبة بحقوق الشعب, فتم تحت هذه الذريعة ارتكاب العديد من المجازر بحق ابناء شعبنا وزج الالاف من الشباب بالسجون وتشريد مئات الالاف من العوائل وارتكبت مجازر عدية بحق ابناء شعبنا من المدنيين والعزل كمجزرة ( الزركا ) و ( مجزرة الحويجة ) , والبدء بتغيير ديموغرافي خطير في المدن العراقية وحسب خطط صفوية مرسومة مسبقا ومتعمدة لانجاح المشروع التوسعي الصفوي في العراق, وهذه الايام تدور مجازر كبيرة يرتكبها جلاوزة ايران بحق الشعب العربي العراقي في الانبار والفلوجة وباقي المدن العراقية الثائرة بحجة وجود ما سموه بــ (( داعش )) .

 

الحقيقة الناصعة البياض والتي يدركها كل الساسة والاعلاميون ويتجاهلونها بنفس الوقت ان تنظيم القاعدة الاجرامي له ارتباطات وثيقة الصلة ومصالح خفية بينه وبين ايران الصفوية والتي ينفذ فيها اجندة خاصة تخدم ايران خصوصا في سوريا لصالح بشار الاسد وفي العراق لصالح الاقزام في المنطقة الخضراء, فبرغم الخلاف العقائدي (( ظاهريا )) بين معتقد تنظيم القاعدة الاجرامي ومعتقد الفرس الصفويين، حيث يكفر كل منهما الآخر جهارا، وإنهم يكفرون الإيرانيين بحسب عقيدتهم، فكيف إذا تتفق القاعدة مع إيران وتعملان بوسائل واحدة ونحو أهداف واحدة وبمصالح مشتركة؟؟.

 

 والجواب لا يخفى على الناظر بأدنى شك، فاستغلال إيران للقاعدة، لا يعني اتفاقهما عقائديا.. كما أنه لا يعني كذلك أن القيادات الوسطى والدنيا من تنظيم القاعدة على إلمام بهذه العلاقة، فالأفراد والقيادات الدنيا والوسطى مغرر بهم مدفوعون بسبب جهلهم لتنفيذ ما يمليه عليهم قادتهم الذين لا يعرفون عنهم شيئا أكثر من أسماء رمزية بعد غسل أدمغتهم وتعليمهم على الطاعة العمياء مع إغرائهم بالمال أو توريطهم بعمليات إجرامية يتم تصويرها والضغط عليهم بها، وهؤلاء القادة هم من يرتبط بإيران وهم من يضع استراتيجية عمل القاعدة في تنفيذها للعمليات وتحديد نوعية الأهداف  والحقيقة الواضحة هي ان القاعدة قد أصبحت يدا إجرامية ولعبة سياسية وإعلامية وعملية بيد إيران وامريكا .

 

قال أبو جندل الحارس الشخصي لبن لادن سابقاً في حوار مع قناة العربية ... (( إن تنظيم القاعدة يقيم علاقة وصلات مع الحكومة الإيرانية لأن عدوهما واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية وان هناك شخصيات في القاعدة تتابع ملف التعاون مع إيران مثل سيف العدل وأبو حفص الموريتاني ووجود شخصيات من القاعدة في إيران هو للتنسيق )) ... فيما توثقت العلاقة اكثر واكثر بعد سقوط نظام طالبان في افغانستان اواخر العام 2001 وفرار المجموعة الأولى من التنظيم الى ايران برئاسة المصري سيف العدل وسعد اسامة بن لادن وذلك بعدما تمت ملاحقة عناصر هذا التنظيم في معظم الدول العربية.


ولمّا كانت إيران تعتمد سياسةً براغماتية متحركة فلقد استخدمت هذه المجموعة وعمدت الى تحريكها بما يخدم المصالح الإيرانية في المنطقة، ورويداً رويداً تحوّل الملجأ الإيراني الى قبلة أنظار زعماء وعناصر تنظيم القاعدة.

والزرقاوي هرب من أفغانستان إلى إيران في تشرين الثاني 2001 حيث تم احتجازه هناك، قبل أن يطلق سراحه من الإقامة الجبرية ويسمح له بالسفر إلى العراق، كما نشرت صحيفة التلغراف البريطانية في 14/11/2006 تقريرا عن مصادر استخبارية رفيعة المستوى بأن الرئيس الإيراني يسعى بقوة لإقناع زعماء القاعدة الذين في ضيافة نظامه باختيار ( سيف العدل ) ليكون الرجل الثالث في التنظيم بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ومن المعروف أن سيف العدل هو أحد المطلوبين في قائمة أمريكية تضم ( 22 ) قائدا من تنظيم القاعدة، لكن طهران ترفض تسليمه لأغراض التحقيق، وأكدت من جانب آخر بأن المدعو سيف العدل يقيم في أحد قصور الضيافة في طهران مع اثنين من أبناء اسامة بن لادن ( سعد ومحمد ) .


كما إن من دلائل العلاقة الوثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة، أن الحكومة الأمريكية رصدت مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تكشف عن مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة في إيران عز الدين عبد العزيز خليل، المعروف باسم ياسين السوري، وإن إيران قامت بوضع ياسين السوري في الحجز الوقائي لكونه يملك كمية من المعلومات تحظى بالمصداقية، ومن المنطقي التأكد من أنه محمي، وأنه تم استبداله بآخر، وذلك دليل على العلاقة المتبادلة بين الجانبين. ولما نفذت القاعدة تفجيرات في الرياض عام 2008 عثر المحققون السعوديون في الانفجار على دلائل تشير الى أن العملية جاءت من إيران والمنفذين من القاعدة، وقد تأكد ذلك من خلال تنصّت السلطات السعودية على تسجيلات هاتفية فضائية بين سيف العدل المقيم في ايران وبين قائد المجموعة السعودي، وإن إيران لم تنف هذا الأمر بل اعترفت سريعا بأنها تأوي أفرادا من القاعدة، وبررت ما حدث بأن هؤلاء ربما خرقوا قواعد الضيافة.

 

وربما يتساءل البعض عن سبب تواجد بعض زعماء القاعدة في طهران رغم التباين المذهبي والأيديولوجي بين الطرفين، والجواب أن إيران قد جعلت من نفسها زعيماً لمعسكر الإسلاميين المتطرفين بصرف النظر عن الانتماءات الطائفية، وقبل ذلك كانت هناك خلافات شديدة بين إيران والقاعدة، لكنهما أدركا بعدها بأن لديهما مصالح مشتركة.

 

ان  العلاقة الإيرانية مع تنظيم القاعدة مخطط لها في الخطة الخمسينية حيث جاء في (( الخطة الخمسينية الإيرانية )) والتي نشرت في مطلع التسعينيات قول القادة الإيرانيين في بروتوكولاتهم... (( وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب ـ بطريقة سرية وغير مباشرة ـ استثارة علماء السّنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبـية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إمّا أن يُلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية، أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم، وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة، وستقع أعمال مريبة، وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهـم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا؛ سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السّنة والوهابية سيفقدون حماية مراكـزهـم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً )) ...

 

ان اهم اهداف الغزو الفارسي الصفوي للعراق هو جعل العراق اقليما فارسيا تابعا لحكومة ولاية الفقيه , وجعله قاعدة للانطلاق نحو باقي دول المنطقة لاحتلالها وجعلها تابعة لدولة ولاية الفقيه الكبرى التي يحلمون بها , وليس من اجل اقامة حكومة شيعية عربية في العراق, ومن اجل تحقيق ذلك الهدف الخبيث , عملوا على تدمير العراق واضعافه ليسهل عليهم اكمال مشروعهم وبسط نفوذهم عليه بالكامل.


لذلك وبالتنسيق مع اطراف الاحتلال واذنابهم من الصفويين وعملائهم الاخرين الذين شاركوهم في العملية السياسية الطائفية العنصرية في عراق ما بعد الاحتلال, عملوا على تدمير العراق ونهب ثرواته وخيراته وقتل وتهجير ابنائه , وقتل العلماء والضباط والشيوخ والوجهاء, فقد منعوا العراق من ان يصنع او يزرع او يبني او يقوى او يكون فيه تعليم مفيد اوان يكون له جيش وطني همه الحفاظ على العراق ارضا وشعبا وسيادة وثروة, وان لا تكون فيه بنية تحتية تمكنه من الاستقلال بموارده بما يضمن حريته وتقدمه ويسعد ابنائه ويحفظ لهم امنهم وعيشهم وكرامتهم.

 

ولو سالنا احدهم قائلا ما هي الاستفادة التي ستجنبها ايران من اقامة علاقة تعاون مخابراتية من دعمها لهذا التنظيم الارهابي فالجواب على ذلك يكمن بهذه النقاط ادناه:ـ


1 ـ تشكل إيران استثناءً من بين مختلف دول العالم التي طالتها هجمات تنظيم القاعدة.. حيث لم يحدث حتى الآن أن شهدت إيران هجمة واحدة يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها رغم أن هجمات تنظيم القاعدة طالت أكثر الدول تطورا أمنيا واستخباريا وهي أمريكا..ويتفق العقلاء على أن وظيفة عمليات القاعدة أصبحت التغطية على اختراقات وعدوان النظام الإيراني، عبر صرف الأنظار عن جرائمه واعتداءاته، ففي العراق القتل والتفجير هو بتخطيط ودعم ـ وأحياناً ـ بتنفيذ إيراني سواء من خلال المليشيات الإيرانية مثل ما يسمى فيلق القدس أو من خلال المليشيات العراقية اسما والفارسية الصفوية حقيقة وعقيدة ومنشأً وولاءً مثل المليشيات التي يطلق عليها ( بدر – جيش المهدي – عصائب أهل الحق – حزب الله في العراق ) ؛ لكن إيران تتمتع بالحصانة الدبلوماسية والمعاملة الأفضل, ونجد أن الإعلام العراقي الخضراوي  (( الذي يُحكم الصفويون قبضتهم عليه )) لا يتهم سوى القاعدة بوصفها منظمة تكفيرية، وإن القاعدة تتماشى مع هذه الخطة بتبني أشياء وإن لم تعملها.


2 ـ رغم اختلافهما الايديولوجي والعقائدي وكما ذكرنا سابقا, فهناك علاقة شراكة لخدمة مصالحهما, لذلك فالعلاقة بين إيران والقاعدة علاقة مزدوجة ومركبة تشترك في عدائهما ( الظاهري ) للولايات المتحدة الاميركية وافشال مشروعها في الشرق الاوسط ، من خلال الاشتباك المباشر معها على الارض عسكرياً واستخبارياً وكذلك من خلال حلفائها من داخل دول النزاع. والمراقب لتاريخ هذه العلاقة يجد ان إيران حرصت طول هذه السنين على عدم اعطاء اي دليل ضدها في تورطها مع تنظيم القاعدة والذي يعتبر انتهاكاً لقرارات الامم المتحدة المعنية بمكافحة الارهاب، ومنذ عام 1979 ولحد الان لم تعطِ إيران الفرصة للولايات المتحدة والغرب لتوجيه اي ضربة عسكرية، ولتجعل من مفاوضاتها الماراثونية حول ملفها النووي اسلوباً لتشتيت المفاوض الاوربي وتخفيض شدة ردود الفعل الاميركية ولتؤكد بانها لا تتقيد بحدودها الجغرافية كقوة اقليمية في المنطقة.


3 ـ  كشفت مئات الوثائق من قاعدة بيانات ( هارموني ) في وست بوينت عن تلك العلاقة , وكذلك الوثائق الملغاة سريتها التي تم نشرها في الاعلام الاميركي وتناولتها عدد من وسائل الاعلام العربية، حيث ذكرت أن إيران تمثل بوابة الخروج والدخول لتنظيم القاعدة من خلال امتدادها الجغرافي بين العراق وافغانستان والباكستان والبحر العربي.


4 ـ  بعد انهيار حكم طالبان2001، هربت أغلب قيادات القاعدة وعوائلها وبضمنها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إلى الباكستان، ولكن البعض فضل الذهاب الى إيران , ففي عام 2001 أرسلت الحكومة الإيرانية وفداً لأفغانستان لضمان السفر الأمن لقيادات القاعدة وعائلاتهم لإيران بينما كانت القوات الاميركية منشغلة في ( تورا بورا ) في افغانستان, وقد كشفت وسائل الاعلام عن دور سعد بن لادن، كوسيط بين القاعدة وإيران التي يعيش فيها تحت الإقامة الجبرية منذ سقوط حركة طالبان في أفغانستان عام 2001.


5 ـ  عملت إيران على نقل العديد من مقاتلي القاعدة بينهم قيادات الخط الاول والقيادات الوسطى من تنظيم القاعدة المركزي وأسست القاعدة في إيران عام 2002 مجلس ادارة تنظيمها بتكليف من بن لادن لدعم التنظيم في افغانستان وباكستان, وقد ضم المجلس من بين اعضائه البارزين كل من القيادين البارزين في تنظيم القاعدة ( عادل وسليمان أبو غيث وأبو الخير المصري وأبو محمد المصري وأبو حفص الموريتاني ) ، وكان حرس الثورة الإيرانية الجهة المسؤولة عن المجلس وعلى عملية لم شمل عوائلهم. وقد استغلت إيران ضعف القاعدة ومطاردة الولايات المتحدة لها لتخضعها للمساومة والاقامة الجبرية لبعض قياداتها وهذا ما جعل العلاقة بينهما علاقة شد وجذب.

 

ـ يتبع ـ

 

 





الجمعة ١٤ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة