قبل 71 عاماً تمخض النضال العربي ليلد حركة فكرية كرد فعل جماهيرية تجسد بنخبه واعية ومتفاعله مع الواقع العربي الذي أفرزته الحرب العالمية الاولى ومعاهدة سايكس بيكو التي تجزء الوطن العربي بموجبها الى أقطار متنافره فيما بينها بسبب ما زرعه المستعمر ان كان على مستوى الحكومات و الافكار السياسية الغريبة عن الواقع العربي ومعاناته فالتقت ارادتهم على ان تكون حركتهم هي - ألاحياء عربي - لاعادة الامل في نفس الانسان العربي وقد نشط الرعيل الاول في هذا الجانب من خلال المقالات والمؤتمرات والندوات التي امتازت بشموليتها وتحليلها ،
فكان هناك الاستجابه المتلهفة الى المنقذ من الضياع الذي اريد للامة العرب بالرغم من تأريخها وحضارتها وابداعها الانساني عبر التأريخ ومن أبرز رجال الرعيل الاول المرحومين ميشيل يوسف عفلق وأكرم الحوراني ، وكان ذلك عام 1943 وبعض البحوث تشير الى تأريخ يسبق ذلك وكانت مدرجات جامعة دمشق وأروقتها وكازينو الرشيد في دمشق تشهد تلك النشاطات التي تعد بحد ذاتها المخاض الواعي والصادق لانتاج حزباً يختزل في كيانة كل سمات الحركة النضالية القومية العربية التي بدأت منذ مطلع القرن الماضي والتي مدت جذورها عميقاً في تربة الارث النضالي العربي الزاخر وتؤكد حركة التاريخ المعاصر
أن الحزب الذي يستطيع البقاء والتطور هو ذلك الحزب القادر على التجدد المستمر الملتزم بقضايا الجماهير الواعي لجوهر الاحداث القادر على معالجة مضامين الواقع معالجة ثورية تغييرية هادفة ومن ابرز الخطب التي أشرت ذلك كانت الكلمة التي ألقاها المرحوم ميشيل يوسف عفلق بذكرى مولد الرسول العربي الاعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم التي كانت الكلمة الجامعة الشامله التي تناولت الوضع العربي قبل وبعد التبشير بالاسلام كثوره اجتماعية انسانية اراد الله جل علاه ان تكون قوة التغيير والبناء ، والرسول محمد كان هو الامه العربيه بكاملها وعليه لابد وأن يكون العرب بأجمعهم اليوم محمد حتى ينتصروا على مظلوميتهم ، وعند اكتمال الاستعدادات الشعبيه ونضج الارضيه انعقد المؤتمر التأسيسي في يوم السابع من نيسان 1947 في كازينو الرشيد بدمشق لينبثق الحزب المولود من رحم الامه ليكون الاستجابه الواعية لحاجات الامه العربية والمقتدر على قيادة الجماهير نحو شاطىء الامان الذي يرفل به الانسان العربي بالحياة الحرة الكريمة وارضه محرره من المستعمر وأعوانه ، فكان الوليد هو حزب البعث العربي ويقابله وليد أخر يحمل ذات المعانات والاتجاهات وهو الاخر نابع من ذات المخاض وهو حزب العربي الاشتراكي ولتطابق الاهداف والرؤية تم التوحد ليكون الحزب الجماهيري الذي يجيب على كل تسؤلات الانسان العربي ويرد على كل الافكار التي كانت تجتر في غرف مغلقه لاصله بالشعب وهمومه ومعاناته ان كانت هذه الاحزاب او التيارات اشتراكية لاقومية ، أوقومية تتصف بالتعصب والانغلاق ، او دينية سياسية تعد اساس للتفرقة والتمزق ، نعم لقد امتلك حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي هذه القدرة لأنه اعتبر حركة الجماهير ونضالها هاديه الاول ولانه التزم بتجسيد رسالة الامة العربية الخالدة النابعة من ارثها الانساني الحضاري والعمل من اجل تحقيق اهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية بطرقها العربي ، لقد اثبت الحزب في جميع مراحل نضاله هذا الالتزام ،
وكان في كل مرحلة قادراً على
مواجهة التحديات والصعوبات والمعوقات التي تتعرض لها الامة العربية أو حركته
الجماهيرية ، ان كانت هذه داخلية أو خارجية بالموضوعية والذاتية والعودة إلى معيار
الحق والحقيقة الذي هو رسالة الامة وأهداف الحركة الجماهيرية وعلى هذا
الاســـــــاس أيضا" يمكن أن نفهم البعد التاريخي للاحداث التغييرية التي قام بها
البعث أو ســـــاهم با نتاجها كالوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 ، والاعداد لثورة 14
تموز 1958 في القطر العراقي وتفجير الثوره الشعبية في 8 شباط 1963 للانهاء التفرد
والوقوف بحزم بوجه الفكر الشعوبي الذي حرف مسار الثوره ، وثورة 8 أذار 1963 في
القطر السوري وهذه لاتجعلنا نبتعد عن الدور الريادي للبعث في حركة الاضراب
والمطالبه بالحقوق من قبل العاملين في القطاع النفطي الليبي وكان المرحوم الدكتور
سعدون حمادي له الدور في هذا الدور وقد أصدرت السلطات الليبيه بحقه حكمها الا انه
تمكن من الخروج بسلام ، كما ان الساحة الفلسطينيه كانت هي الاخرى ميدان واسع لجهاد
مناضلي البعث وقد ارتوت ارض فلسطين الحبيبه بدمائهم الزكية ، واليمن السعيد كانت
تشهد الدور المميز لمناضلي البعث من اجل اعطاء الحرية لابناء اليمن وتحريرهم من
الجهل الذي اريد له ان يكون الطوق الخانق لحركة الفكر والابداع
يتبع بالحلقة الاخيره
