شبكة ذي قار
عـاجـل










 
بسم الله الرحمن الرحيم

حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر اليمن

مكتب أمانة سر القطر

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية

 

سيبقى نيسان مزهواً بميلاد البعث وميلاد القائد


أيها الرفاق البعثيون
أيها المناضلون
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم
ياجماهير أمتنا العربية المجيدة

هاهي الذكرى السابعة والستون لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي تطل علينا مجددة نداء العروبة وشعارها الخالد ( أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ) .. ففي لحظة تاريخية فارقة أعلن الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ( رحمه الله ) بدء أعمال المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان عام 1947 فكانت لحظات استحضار واستذكار تجلت فيها العروبة في أروع وأرقى صورها، لينبلج بذلك الإعلان فجر عربي مبشر بميلاد المشروع القومي العربي النهضوي القادر على خوض معركة العروبة والإسلام ضد أعداء الأمة التاريخيين -الداخليين والخارجيين- بكل تحالفاتهم وتلاوينهم وأهدافهم.


لذلك لم يكن ميلاد البعث مجرد رد فعل آني على الواقع المنحدر الذي تعيشه الأمة العربية، بل هو مشروع مقاومة وصمود وانبعاث وحياة وخلود، أعاد لجماهير الأمة ثقتها بنفسها وبقدرتها على التحرر والخلاص، بل والنهوض من جديد لحمل مشاعل التحرر الإنساني في كل مكان.. فأصبح مشروع البعث العربي مشروع قومي عربي بأفق إنساني.


لقد استطاع البعث منذ تباشيره الأولى أن يكتشف ويؤشر المتطلبات الواقعية لتحقيق إرادة الأمة في التحرر والانعتاق، وأن يحول تلك المتطلبات إلى قوانين للثورة وللحياة، تلخصت في شعاره ( أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ) وفي أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية فأصبحت بمثابة الرد الفكري على أعداء القومية وأعداء العمل القومي العربي المنظم، سواء المتسترين بغطاء الدين، أو المتعلقين بتلابيب الأممية، أو الإقليميين والقطريين.. لذلك استطاع البعث –فكراً وتنظيماً- أن يستوعب معطيات الحياة العربية ومتطلبات انبعاثها، فقاد حركة الثورة العربية بجدارة واستحقاق.. وتصدى لقوى الشر والاستكبار العالمي الامبريالية والصهيونية وحليفها الفارسي البغيض، الذين أدركوا أن استهداف الأمة العربية ليس بالأمر اليسير مع وجود حزب العروبة والإسلام، حزب البعث العربي الاشتراكي، وزاد سعار تلك القوى مع قيام ثورة البعث في قطر العراق في 17- 30 من تموز 1968 الخالدة، تلك الثورة التي حققت التوازن في الصراع العربي الصهيوني، وصانت الهوية العربية من محاولات الطمس والتشويه،وأوقفت مشاريع الهرولة والانبطاح،فأصبحت محط تقدير وآمال جماهير الأمة العربية، بما حققته من تقدم في مجالات الحياة المختلفة، اجتماعياًواقتصادياً وحضارياً وثقافياً وعلمياً.. ووازنت بين نهوض قطر العراق ونهوض باقي أقطار الأمة بغض النظر عن طبيعة الأنظمة التي تحكم، فامتد شريان الحياة من عراق البعث ليروي الأرض العربية اقتصادياً وعلمياً وثقافياً، لتحقيق النهضة العربية الشاملة. كما امتد لشعوب العالم الفقيرة المحبة للخير والسلام والمؤمنة بحق العرب في التوحد والتحرر والتقدم.


هذا النهج القومي الإنساني لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز، عزز قناعة أعداء الأمة العربية، بل أعداء الإنسانية، بأن القضاء على البعث وثورته وقائده هو سبيلتحقيق المشروع الصهيوني الأمريكي الفارسي الساعي إلى إحكام السيطرة على مقدرات الأمة العربية وشرذمتها وطمس ملامحها الحضارية وهويتها القومية.. فكان احتلال العراق واغتيال قائدة الرفيق الأمين العام للحزب سيد الشهداء صدام حسين ( رحمه الله ) خطوة أولى وأساسية في المشروع القديم – الجديد الذي يستهدف الأمة العربية، والرامي إلى إجهاض المشروع الحضاري القومي العربي.. إلا أن تلك المخططات اصطدمت،وتحطمت، على صخرة المقاومة العراقية الباسلة، التي هزمت حلف الشيطان وأسقطت مشاريع إعادة رسم الخارطة العربية وألاعيب ما أسمي بمشروع ( الشرق الأوسط الكبير )..


أيها الرفاق البعثيون
أيها المناضلون

تأتي هذه الذكرى العزيزة –الذكرى الـ ( 67 ) لتأسيس البعث العربي - ووطننا العربي يمر بمخاضاتخطيرة،وتعصف بأقطاره أحداث جسام، لابد من قراءتها بتأن، وتأشير منعطفاتها بمنتهى الدقة والشفافية، والصدق مع النفس، ومع المبادئ، ومع جماهير الأمة، لما لذلك من تأثير مباشر على الحاضر والمستقبل ..


ففي الوقت الذي تصاعدت فيه حملة العداء الصهيوأمريكي–الفارسي للأمة العربية، انطلق ما أسمي بـ ( الحراك الشعبي ) في عدد من الأقطار العربية، على نحو باغت الأنظمة، وفاجأ الكثير من القوى السياسية التقليدية، التي فشلت في استقراء الحدث وتحديد أبعاده وملامحه فاستغلت العاطفة الشعبية العفوية واعتلت ذلك ( الحراك ) فوظفته لخدمة مصالحها الضيقة مبتعدة عن أهداف الشعب .. وهو ما أفسح الطريق أمام القوى الخارجية لتدلي بدلوها - بشكل أو آخر - لتحويل الأنظار عن هول الهزيمة الأمريكية في العراق، وتنفيذ مخطط تفتيت الأقطار العربية وتمزيقها إلى مستوى الوحدات الإدارية الصغيرة، مستغلة الارتباطات المشبوهة لبعض القوى السياسية والطموحات الغير مشروعة للقفز على كراسي السلطة.


ورغم النتائج العكسية لما أسمي بـ ( الحراك الشعبي ) إلا أن هناك من لايزالونيتغنون به مهللين لمقولة ( الربيع العربي ) التي أطلقتها هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابق، ويرفضونالاعتراف بالفارق بين الثورة الشعبية الوطنية التي تعالج اختلالات داخلية بإرادة شعبية خالصة، وبين الارتهان لقوى خارجية وتجيير طموحات الشعب وآلامه لخدمة أهداف تلك القوى الخارجية المعادية أصلاً للشعب والأمة.. ومن أمثلة ذلك ماحدث في كل من تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا..


أيها الرفاق

يا أبناء شعبنا اليمني
في مطلع العام 2011 عصفت باليمن أزمة سياسية خانقة أضرت بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعبنا، وأثرت على البنى التحتية، وزعزعت استقرار البلد وأمنه، وأضعفت الدولة وأفقدتها هيبتها، فجاءت المبادرة الخليجية كمدخل للحل الوطني المتوازن الذي أملنا فيه أن يرعى مصالح شعب اليمن واستقرار المنطقة، وتعززت تلك المبادرة برعاية أممية أفضت إلى انعقاد ( مؤتمر الحوار الوطني الشامل )..


لقد رحب حزبنا –حزب البعث العربي الاشتراكي القومي- بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وبنتائجه –على الرغم من تحفظاتنا على بعض مجريات ونتائج المؤتمر- بما في ذلك قرار تحويل اليمن إلى أقاليم، إلا أننا نؤكد اليوم، كما سبق أن أكدنا من قبل، أننا مع الأقاليم المتداخلة التي توثق عرى الوحدة والتلاحم الجغرافي والسكاني بين أبناء الوطن، وتحول دون محاولات التفكيك والاحتراب، وعلى هذا الأساس فإننا ننبه إلى أن الأقاليم الغير متداخلة، سواء كانت إدارية أو سياسية، ستصبح أداة وسبباً للاقتتال تحت ذرائع شتى، وستكون عاملاً للانفصال والتجزيء –لا سمح الله-.


إن البعث القومي، إذ يؤشر ذلك، يؤكد بأن الانفلات الأمني، والتدهور الاقتصادي وتراجع الخدمات، كلها تقع على عاتق الدولة بكل مكوناتها، وإن الوضع المتردي الذي يعيشه الوطن والمواطن ليدلل بوضوح على فشل الدولة ومؤسساتها المختلفة، في تحقيق طموحات الشعب وتلبية احتياجاته الحياتية الأساسية المتمثلة في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.


أيها المناضلون البعثيون
يا أبناء أمتنا العربية

لقد شكل اليمن استثناءاً واضحاً فيما عرف ب ـ( الحراك الشعبي ) أو ( ربيع هيلاري )، وهو استثناء ناتج عن عوامل جوهرية لا مكان لسردها هنا، وهذا الاستثناء لم يمنع وقوع قرصنة على ما أسمي بـ ( ثورة الشباب السلمية ) إلا أنه إذا كان لنا أن نعطي بعض الاستثناء لتجربتي شعبنا في تونس ومصر فإن ذلك يعود إلى أن ثورة تونس، التي -بعد محاولة بعض القوى التلاعب بها- عادت إلى مسارها الصحيح بفعل التفاف شعب تونس العظيم حول قواه السياسية والنقابية الحية، فاستطاع شعبنا في تونس حتى الآن - أن يقطع الطريق على محاولات الالتفاف الداخلي ومخططات الاحتواء الخارجي ..


أما في مصر العروبة فقد توج شعب مصر الثائر تضحياته بثورة 30 يونيو 2013 التي ساندها جيش مصر البطل، ليصحح بذلك ما اعترى ثورة 25 يناير 2011 من انحراف وتجيير لصالح قوى سياسية بعينها اختطفت ثورة الشعب ووصلت إلى كراسي السلطة بطرق انتهازية ملتوية ومشبوهة.


وفي ليبيا جاء حلف الناتو تحت غطاء ما أسمي بـ ( الحراك الشعبي السلمي ) الذي لم يكن أكثر من ( حصان طروادة ) استخدمته دول الناتو لضرب الدولة الليبية وتحويل ليبيا إلى بلد محطم يفتقر إلى الأمن والبنى التحتية وإلى الدولة المركزية والجيش الواحد والاقتصاد المتماسك، حيث تتقاسم العصابات والمليشيات القطر الليبي والثروة الوطنية الليبية، وحولت البلد إلى ساحة صراع مهددة بالتقسيم.. وهو ما يراد تنفيذه في سوريا، التي نتألم لما يحدث لها، ونتمنى أن تخرج من محنتها واحدة قوية منتصرة، فسوريا بالنسبة لنا – نحن البعثيون - هي الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة، مهما تعاقبت عليها الأنظمة.. وبغض النظر عن خلافنا مع نظام الحكم فيها، وهي خط مواجهة أمامي في مواجهة الكيان الصهيوني، يجب على العرب الحفاظ على استقراره وصموده واستقلاله ووحدته.


إن اتساع مساحة المواجهات العسكرية في سوريا، أغرى البعض لمحاولة جر لبنان إلى نفس اللعبة، من خلال عمليات الاغتيال، والتفجيرات الإجرامية واستهداف عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، ووضع العراقيل أمام التسويات السياسية الهادفة للخروج بلبنان من منزلقات الفراغ الدستوري، ونزع أسلحة الفصائل المسلحة وتحويلها إلى أحزاب سياسية، وفي مقدمة تلك الفصائل حسن نصر الله وجماعته الذين يمثلون الذراع العسكري الإيراني في لبنان والمنطقة.


لقد تابع حزبنا ما حدث ويحدث في البحرين، وفي هذا السياق ننبه إلى أن استقلال البحرين وعروبته مهددان في آن معاً، أمام تماهي مخططات التقاسم الأمريكية الإيرانية، وهو ما يحمّل القوى الوطنية والقومية والإسلامية في البحرين مسؤولية التوازن في مواجهة التحدي الخارجي ممثلاً في الخطر الأمريكي الإيراني الساعي لاحتلال البحرين تحت مسمى ( ضم البحرين لإيران )، وبين التحدي الداخلي المتمثل في تصعيد النضال من أجل الديمقراطية ودولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية، وهي تدرك جيداً أن البحرين أرضاً وإنساناً واقعة بين المطرقة الأمريكية الإيرانية وسندان النظام.


أيها الرفاق المناضلون

مع تأكيدنا في حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بأننا مع كل عمل شعبي ثوري ديمقراطي سلمي نابع من قوى الشعب وجماهيره الكادحة، إلا أننا حذرنا ونحذر من الانجرار وراء المخططات المشبوهة، ومن استغلال أخطاء أنظمة الحكم في الأقطار العربية، لتحقيق مصالح حزبية وشخصية وفئوية والتحول إلى ( مطايا ) للأجنبي، إما بدافع الجهل أو الحقد أو المزايدة على الجماهير بادعاء تمثيلها وتبني مطالبها.. كما أننا ندعوا كل ( المتشدقين ) بما أسمي بـ ( الحراك الشعبي ) إلى مراجعة نتائجه وأبعاده الكارثية، دون مكابرة، لاسيما بعد أن أصبحت الصورة واضحة جلية واتضح أنه تحول إلى المفصل الأهم في عملية ( الفوضى الخلاقة ).


كما أننا نؤكد على أهمية وحدة الموقف السياسي والجماهيري الفلسطيني من مجمل القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها قضية التحرير، والخروج من دوامة الصراع الداخلي الفلسطيني – الفلسطيني، وندعو كل الفصائل الفلسطينية إلى وحدة البندقية الفلسطينية المقاتلة فإنها الطريق الأقرب لتحرر كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر.


ونجدد دعوتنا إلى قيام جبهة عربية قومية إسلامية تقدمية في كل قطر عربي وعلى امتداد أقطار الأمة للتصدي لمشاريع الصهينة والأمركة والتفريس.


- تحية للبعث في ذكرى ميلاده الأغر ولقائده المؤسس الرفيق أحمد ميشيل عفلق ( رحمه الله )
- المجد وعليين للرفيق القائد الشهيد صدام حسين باني نظرية العمل البعثية ولرفاقه الشهداء البواسل.
- تحية فخر واعتزاز للرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.


- تحية تقدير لأبطال المقاومة العربية البواسل في العراق وفلسطين والأحواز وحيثما تزغرد بندقية مقاومة على امتداد الوطن العربي.


- تحية اعتزاز وتقدير لتحالف قوى الإجماع الوطني ، طليعة كفاح شعب السودان البطل الثائر في مواجهة نظام البشير المتخلف وأجهزته القمعية، والخلود لشهداء الثورة الشعبية السودانية والحرية للمعتقلين الصامدين تحت سياط الجلاد.


- النصر المؤزر للثورة الشعبية العراقية وهي تواجه الاحتلال الإيراني وعملائه، متكاملة مع ضربات المقاومة المسلحة لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.


- الخزي والعار للمتخاذلين والمرتدين والخونة وأذيال المستعمر.
- المجد والخلود لشهداء البعث.. شهداء الثورة العربية..
- تحية لكل الرفاق القابضين على المبادئ كالقابضين على الجمر.
وسيبقى نيسان مزهواً بميلاد البعث وميلاد القائد.
والله أكبر .. الله أكبر .. ألله أكبر


وليخسأ الخاسئون


صادر عن قيادة قطر اليمن
لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
صنعاء في  ٧ / نيســان / ٢٠١٤

 

 





الاربعاء ٩ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة