شبكة ذي قار
عـاجـل










في العام 1991 ، وأثناء أحداث صفحة الخيانة والغدر ، تشرف زعيم الحوزة العلمية "أبو القاسم الخوئي" وأبنه "محمد تقي الخوئي" بتلبية دعوة لمقابلة الشهيد "صدام حسين" (رحمه الله) ، وأثناء المقابلة (المسجلة) تحدث السيد "الخوئي" بشيء من الاسف عن الأحداث التخريبية التي خططت لها ونفذتها المخابرات الإيرانية ، طاعناً بدين المخربين وواصفاً اياهم بـ "الغوغاء" ، والغوغاء في اللغة العربية تعني (السفلة والرعاع من الناس)!!، ومن الطبيعي أن ينظر لهم السيد "الخوئي" على أنهم مجرد "سفلة ورعاع"!!، لأنهم قتلوا الابرياء ، هتكوا الاعراض ، نهبوا البنوك وحرقوا الاملاك العامة والخاصة ، حتى السيد "الخوئي" لم يسلم من اجرامهم ، فقد حرقوا سيارتين له!!، وهنا يطرح سؤال نفسه .. "من كان وارء هذا الاستهداف؟!.. المخابرات الإيرانية ، آل الحكيم أم آل الصدر"!!، جميعهم  أصحاب ثأر من السيد الخوئي!!، على أية حال هذه قضية تحتاج لموضوع منفصل ، المهم  .. بعد هذه المقابلة التاريخية عرض تلفزيون بغداد لقاءاً خاصاً مع السيد "الخوئي" ، أجراه المذيع العراقي الحاج "غازي فيصل" ، أعلن "الخوئي" في هذا اللقاء عن امتعاضه من هذه الاحداث التخريبية التي ينفذها "الغوغاء" لصالح اجندات خارجية ، وصرح السيد "الخوئي" على عدم شرعية هذه الاعمال وأكد على وجوب الابتعاد عنها ، ثم عاد السيد الخوئي إلى النجف معززاً مكرماً وفي جيبه مفاتيح سيارة جديدة هدية وتعويض عن سيارته التي حرقها "الغوغاء"!!.

 

شعار ما تسمى بـ (الانتفاضة) الطائفي "ماكو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري" لم يدغدغ مشاعر زعيم الحوزة العلمية أبو القاسم الخوئي ، ولم يشفع "للغوغاء" ، وبدلا من أن يكون المرجع "عون" لهم أصبح "فرعون" عليهم ، وأفتى بأنهم مجرد "سفلة ورعاع" ، وجعل فضيحتهم بجلاجل ، وشمت فيهم الاعداء ، فباتوا في موقف محرج جداً ، فماذا يفعلون؟!!، في أول الأمر استبدلون معنى "الغوغاء" ، وقالوا أنها تعني "الجياع"!!، ولا أدري من أين جاءوا بهذا المعنى ، لكن المؤكد إنها مناورة لذر الرماد في عيون السذج من أتباعهم ، الذين صعقهم موقف المرجع العام للشيعة ، لكن المناورة لم يكتب لها النجاح وعرف الناس أن "الغوغاء" تعني (السفلة والرعاع من الناس) ، ثم عادوا بتبرير آخر يلملمون به الفضيحة ، فأشاعوا أن السيد "الخوئي" كان يستخدم (التقية)!!، عجيب!!، تسائل الناس .. "هل تصل التقية إلى حدود أتهام (المنتفضين) بأنهم حرقوا سيارته الشخصية؟!، وهل قبول السيارة (الهدية) ايضاً تقية؟!، كذبة (التقية) لم تقنع الناس خصوصاً أن السيد الخوئي بلغ من العمر تسعين عاماً ، فهل يخاف الموت وهو بهذا العمر ليستخدم التقية!!، ثم أين شرط (الشجاعة) التي يجب أن يتحلى بها المرجع مع الأعلمية ليكون مرجعاً!!، بدأت الشكوك تراود الناس حول المرجع والانتفاضة .. "اذا كانت (الانتفاضة) حق ، فكيف يطعن بها السيد الخوئي ويجرحها وهو العارف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس"!!، فإما السيد الخوئي على حق والمنتفضين "غوغاء" ولا دين لهم أو العكس!!، بعدما وصل الأمر لهذا الطريق المسدود ، وباءت كل محاولات التكحيل بالفشل ، سكت "الغوغاء" وغلس أتباع المرجعيات!!، ولم يبقى سوى لهيب في داخلهم يحرق الفؤاد ، ولوم وعتاب موجه للمرجع .. "صخمت وجوهنه مولانه".

 

بعد مرور أكثر من عقدين على الفتوى ، عاد "الغوغاء" من جديد بمحاولة بائسة أخرى لقلب الحقيقة رأسا على عقب ، فقد مر زمن طويل وبأعتقادهم أن التجديد سيذهب بالأثر القديم!!، فألفوا (كعادتهم) قصة خرافية ليغيروا فيها ملامح حقيقة اللقاء التاريخي الذي جمع السيد الخوئي بالشهيد صدام حسين ، فأدعوا أن السيد "الخوئي" تعرض للأعتقال في ماتسمى بـ (الانتفاضة)!!، وبهذا تصبح صورة الفتوى التي أطلقها على "الغوغاء" مؤطرة بالضغوط!!، كذلك .. تضاف صفحة مآساوية جديدة إلى سجل المظلوميات الذي يحملونه تحت أبطهم ، ويصنعون تاريخا مزيفاً عن بطولات وهمية لمرجعياتهم!!، لكن فات "الغوغاء" أن حيلهم باتت مكشوفة ، وكذبهم معروف للقاصي والداني ، حتى الجيل الجديد الذي لم يلحق بتلك الفترة يعلم جيدا أن .."تسعة اعشار الكذب موجود لديهم"!!، والأمر الاهم أن المقربين من آل الخوئي يعلمون علم اليقين أن السيد "الخوئي" لم يتعرض للأعتقال ، وأنه كان يحضى بأحترام وتقدير الدولة ويستحسن عطاياها ، وتربطه علاقة وثيقة بالمسؤولين ، حتى أن "محمد تقي الخوئي" كانت له صلة قوية مع "فاضل البراك" ، وهو من نقل له رأي المرجعية بضرورة التخلص من "محمد باقر الصدر"!!، بإختصار .. محاولات السفلة لن تنجح ، ليست كل الحقائق يمكن تغييرها حتى وان مر عليها زمن طويل ، خصوصا عندما تكون الحقيقة عبارة عن فتوى صادرة من زعيم الحوزة العلمية بخصوص مخربين ، أحتفظت أفعالهم براحتها النتنة كما تحتفظ (الفضلات القديمة) براحتها الكريهة.

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

alhashmi1965@yahoo.com

 ١٨ / نيســان / ٢٠١٤  

 





الجمعة ١٨ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة