شبكة ذي قار
عـاجـل










بكت العيون وخفقت القلوب وارتعشت الابدان وكادت العقول ان تطير من الرؤوس عندما اقدم الجيش المليشياوي الصفوي على قتل المعتصمين العزل في ساحة الغيرة والشرف في الحويجة وعمل فيهم تقتيلا وتفجيرا وتقطيعا وتمثيلا بالجثث ولم يسلم منهم الاطفال القُصَّر ولا الشيوخ العجزة ولا الشباب الذين خرجوا بصفة سلمية من اجل قول الحق والوقوف بوجه الظلم المتمثل بالسلطان الجائر وحكومته دون استثناء والذي نصبته قوات الاحتلال الامريكي والايراني وسلمته مقاليد العراق العظيم من اجل استباحته والقضاء عليه.


في تلك الساعات كان الواحد منا يلتفت يمنة وشمالا يضرب كفيه ببعضهما يصرخ بأعلى صوته كيف يحصل هذا؟، وهكذا تفعل الصدمات باهلها بحيث يكاد المرء لأول وهلة ان يفقد صوابه بل ربما يتجرأ المؤمن الصالح ويسأل الاقدار ما الحكمة من ذلك؟.


وقد حصل مثل هذا عند الصحابة (رضي الله عنهم) عند موت النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى قال سيدنا عمر (رضي الله عنه) من قال ان محمدا مات قطعت عنقه، ولكن ما ان سمع ابا بكر (رضي الله عنه) يتلو قول الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}، آل عمران144 حتى قال لكأني اسمعها اول مرة، وعاد الى ورشده وسلم الامر لله تعالى، ومثل ذلك حصل عند الاحرار الشرفاء وما افاقوا من هول الصدمة الا من خلال ادراك امرين:


الاول : عندما ادركوا الحكمة الالهية من قوله تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، آل عمران140 وان الله اراد ان يتخذ من هؤلاء المؤمنين الاحرار من ساحة الحويجة شهداء عنده.


الثاني: ادركوا يقينا ان ما يسمى بالجيش العراقي واجهزته الامنية وجميع مؤسساته العسكرية هم اما عبارة عن مليشيات طائفية مرتزقة، واما عبارة عن اشخاص ضعاف النفوس باعوا دينهم ووطنهم وشرفهم ودماء اخوانهم بثمن بخس وكانوا في الدين والوطن من الزاهدين، فلم تعد لهم اية حرمة، وظهر انهم لا يمتون الى العروبة والعراق بأية صلة، وان دماءهم اصبحت هدرا، وان معسكراتهم صارت هدفا؛ لانهم كانوا وما زالوا يد الحكومة التي بها تضرب وتقتل وتداهم وتهين وتسلب وتعتقل وتغتصب وتهجر الشعب المسكين.


ومنذ مجزرة الحويجة والى يومنا هذا ذاقت هذه الحكومة الامرَّين لأن لعنة دماء شهداء الحويجة لحقتهم وقضت مضاجعهم وفضحتهم شر فضيحة على مستوى المحافل الدولية والعالمية ومنظمات حقوق الانسان، بل انها اعاقت مشروعهم الخبيث، ولم ولن يتوقف الاحرار الشرفاء عن ملاحقتهم، والحمد لله الذي ارانا كيف دب الضعف في صفوفهم وكثر الهروب فيهم ودبت الفرقة بين حلفائهم وقتل الله منهم بكل شهيد من شهداء الحويجة العشرات بل المئات قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، الروم47 هذا في الدنيا، واما في الاخرة فالعذاب اشد وابقى بل ادهى وامر.






الخميس ٢٤ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ابو الهدى العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة