كلنا تابع ومنذ بدأ الانتفاضة الشعبية التي رد عليها نظام المالكي عسكريا في اواخر عام 2013 باقتحامه ساحة العزة والكرامة في الانبار والتي ادت الى اندلاع العمليات العسكرية بين نظام الهالكي مقابله ثورة العشائر ممثلة برجال المقاومة الابطال المجاهدين والتي شهدت ملاحم بطولية سطرها رجال العشائر والمقاومة الابطال طيلة اربعة اشهر تقريبا ادت الى انهاء واخراج جيش المالكي وقواته خارج الخدمة مع كل الدعم من مليشيات ايران والحرس الثوري وادارة ايرانية فارسية تساند الهالكي , لم يكن الامريكان ببعيدين عن الصورة بمساعدة المالكي عسكريا ولوجستيا

بل حتى يقال ان قادة عسكريين امريكان يديرون بعض العمليات العسكرية او يعطون المشورة والاسناد وصور الاقمار الاصطناعية عن تحركات الثوار في مناطق القتال , بل ذهب الامريكان الى ماهو ابعد من ذلك فقد دعموا الهالكي بالأسلحة من اجل قتل الشعب العراقي ... الا ان الغريب ان طريقة دعم الهالكي عسكريا و بالأسلحة تمت بسرعة فائقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ ... حتى لو كانت امريكا هي من تقاتل الان في العراق واحتاجت الى دعم عسكري من قبل وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن لن ترسل القيادة الامريكية الاسلحة بهذه السرعة الفائقة و بل ستحتاج هذه الشحنات الى اشهر عديدة لوصولها الى العراق .... فلماذا كل هذا السعار والاستعجال من قبل امريكا في انقاذ الهالكي في حربه ضد العراقيين يمكن ان نذكر ما يلي :

- ان الحرب الدائرة الان في المناطق المنتفضة وبعد مرور اربعة اشهر تؤكد ان جيش المالكي انهزم شر هزيمة واصبح خارج الخدمة ولم يتبقى الا الاعلان الرسمي لوفاته , وبهذه الوفاة تنتهي العملية السياسية الاحتلالية الامريكية الايرانية الصهيونية , ان الامريكان وصلوا الى قناعة تامة ان جيش المالكي قد انهزم في ساحات المعارك في الانبار وغيرها من المحافظات المنتفضة , وان الهجوم على بغداد وتطهير المنطقة الخضراء اصبح موضوع وقت قصير بل ستتهاوى القوات وتهرب حال بدأ الهجوم على المنطقة الخضراء , ان امريكا سبق وان خبرت معنى القتال في المناطق الثائرة وخاصة الانبار والفلوجة على وجه الخصوص وهزمت شر هزيمة في معارك الفلوجة ومعارك اخرى كثيرة حتى هزيمتها بانسحابها المذل في عام 2011 وهي في الحقيقة هزيمة كبرى لو كشفت الارقام الحقيقية بخسائر الجيش الامريكي في عدد الجنود القتلى والجرحى والمعوقين بالإضافة لحالات الانتحار المتواصلة حتى الان , والخسائر في المعدات العسكرية بمختلف انواعها بالإضافة الى الخسائر الكبيرة في الاقتصاد التي ادت الى الازمة الاقتصادية التي مرت بها امريكا , كل هذا وغيره هو ما جعل امريكا على يقين ان مشروعها الكهنوتي سوف ينهار قريبا لهذا جن جنونها هي والصهيونية والفرس الصفويين بعد ان تأكدوا ان العراق سيتحرر قريبا ويذهب مشروعهم الشيطاني بتدمير العراق وانهائه وسيعود حرا بيد اهله النجباء , لهذا سارعت بشكل غير مسبوق بأرسال الدعم العسكري لمحاولة انقاذ مشروعهم وعملائهم المجرمين في المنطقة الخضراء .

- كلنا يعلم انه لا يمكن ارسال شحنات اسلحة بهذه السرعة , حيث تتطلب اي عملية تسليح اشهر عدة من تاريخ توقيع العقود , وهل فعلا هنالك عقود لشراء الاسلحة مع امريكا ام هي ردة فعل امريكية هستيرية بعد يقينها بقرب هزيمة قوات الهالكي , وحتى ارسال الاسلحة من امريكا الى العراق تحتاج الى اسابيع بل اشهر حتى تصل الاسلحة الى العراق بالشحن البحري , بل اكاد اجزم ان امريكا سارعت بإرسال هذه الاسلحة من ترسانتها في الخليج سواء الموجودة في قطر او الكويت او غيرها وهذا دليل على هستيرية امريكا وإحساسها بالخطر الحقيقي . ومن المتوقع ان بعض هذه الاسلحة ارسلت بطائرات الشحن الامريكية وهي طريقة مكلفة جدا في النقل الجوي وهو مؤشر اخر على خوف وهستيرية الولايات المتحدة الامريكية على مصير مشروعها التدميري في العراق والمنطقة العربية .

- كلنا سمع ببعض عقود التسليح التي ابرمتها حكومة الهالكي مع امريكا والتي ثار بها الجدل داخل الولايات المتحدة وبالذات ما يسمى الكونغرس او بعض لجانه والذين وضعوا شروط على الحكومة بضمان عدم استخدامها على الشعب العراقي وخاصة المنتفضين , ولكن ماذا جرى كلام في كلام لم تتوقف ارسال شحنات الاسلحة بل زادت ولم تضع امريكا اي شرط بل شجعت وساعدت المالكي على قتل الشعب وخاصه في الانبار والفلوجة التي جرعت امريكا السم , كل ما قامت به امريكا ممثلة بالكونغرس ماهي الا دعاية رخيصة لامعنى لها , و ها هي شحنات الاسلحة تعلن عنها امريكا جهارا نهارا وبهذه الاسلحة يقتل منذ اشهر اهالي الفلوجة والكرمة والرمادي وغيرها وامام الاعلام ولم نسمع صوت واحد من داخل الولايات المتحدة الامريكية بإيقاف ارسال هذه الشحنات بل اخذت تزداد بشكل هستيري وعلني .

- يجب ان لا ننسى ان لامريكا سفارة هي الاكبر في العالم وقواعد عسكرية عديدة وقوات عسكرية اختلفت تقديراتها ولكنها موجودة على الارض العراقية , فبإعطائها السلاح للهالكي انما هي تدافع عن وجودها هذا مستخدمة قوات الهالكي للدفاع عن سفارتها وقواعدها وربما تنتقل للمواجهة المباشرة في مرحلة قادمة .

- لماذا تعلن الولايات المتحدة الامريكية بالإعلام عن مساعدتها لجيش المالكي وبالتفصيل حتى اعداد القذائف والمتفجرات والاطلاقات , ان لأمريكا بإعلانها هذا اسباب كثيرة منها

• اعطاء رسالة الى المقاومين العراقيين ومن خلفهم القيادة العراقية الوطنية الشرعية بأن مهما حققتم من انتصارات على جيش المالكي فلن تنجزوا الهدف الاكبر بتحرير العراق لان امريكا هي من تقف خلف المالكي وتدعمه بكل انواع الدعم وخاصة العسكري منه وستستمر بذلك ولن تسمح بخروجه من يدها. وان حرب المالكي وجيشة ماهو الا قتال بالنيابة عن الولايات المتحدة الامريكية وانها اي امريكا لم تنسحب من العراق ولن تنسحب.

• ان الولايات المتحدة الامريكية تريد ارسال رسالة للداخل والخارج عن ان العراق هي احدى اهم جبهاتها التي لن تسمح بضيعها وخروجه عن السيطرة وستقاتل وسترسل السلاح من اجل ذلك.

• ارسال رسالة اطمأنان الى اسرائيل بأن الولايات المتحدة الامريكية لن تسمح بعودة النظام الوطني العراقي وجيشه الوطني الذي يشكل الخطر الاكبر في المنطقة على النظام الصهيوني المجرم

• ان الولايات المتحدة الامريكية تريد تشجيع دولة الفرس المجوس باستمرار دعم نظام الهالكي بكل الطرق العسكرية وغيرها من اجل ضمان عدم انهياره وانهيار العملية السياسية المسخ

لهذه الاسباب وغيرها ستستمر الولايات المتحدة الامريكية بدعم نظام المالكي وعمليتهم السياسية المسخ بعد يقينها انها قد انهارت ولم يبقى الا الاعلان الرسمي لوفاتها , ونقول للولايات المتحدة الامريكية ودولة الفرس الصفويين ومن خلفهم الكيان الصهيوني مهما عملت ومهما دعمت العملية السياسية القميئة فأن نصر الله قادم وهو قريب ولن تفلح كل محاولاتكم لإنقاذها لانها قد ماتت وقبرت للابد ان شاء الله

وما النصر الا من عند الله العلي العظيم