شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أن وجدت .." الخليقــــة " الى اليــــوم , الى الغــــد .. والى كل الزمن الآتــي على ما هو مفتوح اليه وعليــــه في مقبل الأيـــــــام , ما كان ولن يكون لأي حدث , لأي فكر , ولأي قضيــة , وحتى الرســــالات الســـماوية , الا وأن يكون هناك من هو مؤيد ومريد , ومن هو معارض , وحتى معادي عنيـــد . ومن هو ضائع بين هـــــــــذا وذاك . هذه ثلاثية عامـــــة للموقف من كل أمـــر . وما شــــذ .. شــــذ .


عندما قامت الثــــورة في الوطن , والتي ما كان لها الا أن تقــــــــــوم , بعد أن استكلمت كل موجباتـــها وأسبابها ودواعيــيها , ولم يعد هناك من خيـــار غـــيرها , قامت الدنيــــا وسوف لن تقعـــد . حتى بعد ان يتحقق النصــــر المبيــن , فهـــذا معها وذاك ضــــدها . أما الضائع في اللا موقف فهو ضائع في الأساس .. وفي الكثير من قضايــا الحيـــاة .


أتابـــع بآهتمـــام , في جانب ما يستحق المتابعــة , مع من يتابع وهم كثر ... " ظاهـــــرة " أخذت مكانها الملفت للأهتمام بين العديد من الظواهــــر , التي افرزها حال ما بعد احتلال , العراق الأبي الجميل . وهي كثرة " المحللين السياسيين " ليأتي بعدهم " المحللين الأستراتيجيين " ليتبعهم " الملحللين العســكرين " الـــــــى " المحللــين .. بتــاع كلـــه ." , وأصبح ظهورهم على الشاشات الصغيرة , أمر متوقع مع كل حدث ذا شـــأن . مع اقرار , بحق , بأن هناك من هو بمســـتوى ما يدعيـــــه أو يمثــــــله .


" التحليــــل " .. اسلوب من أساليب العمل , فهو يعتمد مبادئ وقواعد واصول , ويستند الى كم ونوع من العلم والمعرفـــة , في الأختصاص وفيما هو عــــام , كما لابد من توفر الخـــبرة والممارســة . بما يؤسس للمختص من القدرة والأمكانيـــة , ما يمكنه من الخوض في ما يريد الخوض فيـــه , ويجعله بمستوى الكفاءة المتميزة لتحقيق الغرض والهدف بشكل دقيق وتـــــــــــــام .


يواجــــه " المحــلل .... " أسئلة معــدة من قبل " الفضـــائية " التي سيظهر على شــاشتها, ســلفا . وهنا تظهر الحال كما يــراد لها , مســـبقا . فـكل " فضـــائية " هي في حقيقة أمرها معدة بتوجـــه , محــــدد , لغاياة محــــددة . ولا يمكن مهما ادعت انها موضوعيــة ومحايدة وتبحث عن الحقيقـــة , فهذا كله ليس من واقع الأعــــــــــلام بشيئ لا بشكل خاص ولا بشكل عــــــــــام . فحتى عندما يقال ان الأعــــلام هادف فهو فعــلا هادف ولكن اما الى السلب واما الى الأيجــــاب , على ندرة ما نـــدر . فالأمر برمته داخل في باب التجــــارة .


و " المحـــــلل " , هو بذاتـــه , لايمكن الا وأن يكون في حال من ثلاث , فهو اما بذات ميل في الرأي والفكر والمعتقـــد , أو أن يكون من الصنف الذي عنده القدرة على التلون , وأمـــا أن يكون بلا .. بمعنى أنه بلا رأي في واقع الحـــال . وبذلك فأنه لايمكن أن يأتي بتحليل يمكن أن يكون مفيــدا في ايضاح أمــر وهو لايعرف اين وما هـــو الرأي الذي يجب ان يذهب اليه , يدعمـــه ويسانده أو يرفضه ويفنـــده . وهذا ما يحصل وانت تستمع الى محلل , وبالنتيجة لاتصل معه الى معرفة مايريـــــــد , .... " ما يجمعـــــــش " .


نحن في حال ما آل اليه الحــــال في الوطن , من بعد الحرب الجريمة والأحتـــلال الغاشم , وحكم الوكلاء من الجهلة والمتخلفين والمرتزقة والمنافقين والمشـــعوذين واللصوص ... , بما أوصلوا فيه الوطن والمواطن اليه من وضع يندى له الجبيــن . فهل يمكن أن يأتي محلل ليقول رأيــا بخصوص حق المواطن في " الثــورة " من عدمــه ..؟. ويذهب في القفــــــز على وقائع الأحــداث من حال اشــتراك شعب بكامله بجميع مكوناته ..... , الى ان ينسب ثورة بهذا العمق وهـــذا الأتســـاع والشـــمول , الى , شريحة صغيرة ومحدودة , لا لشيئ الا لأنها مشاركة . فتأتي الشكوك والطعون على الكـــــــــــــــل , مع تمشدق بائـــس بموضوعيــة , لاتسندها الا الأوهـــام . لهـــذا يأتي الحديث في جانب من جوانب ... الثـــــورة النبيلـــــــــــة .


اعــــلام الثـــورة ... يستنــد في ما يستند اليه الى هدفـــي : الحريــــة والتقـــدم , والاعــــلام المضاد .. لايســتند الا الى حال العبوديـــة والتخلـــــف .


حريــــة الثورة .. تأتي من رفض ماقامت عليه الحرب الجريمة وما ترتب عنها من احتلال غاشم , واقامة نظام عميل اعتمد المحاصصة وأدى الى تفتيت الوحـــدة الوطنية وأشعال نار الفتنـــة والأحــــتراب الطائفي اللعين البغيض , وتسبب في احلال الدمار الكارثي في كل مرفق من مرافق الحيـــــاة .


حرية الثــورة .. تنطلق من حق شعب العراق الأبي في رفع آثـــار " الأهــــــانة " التي لحقت بالوطن والمواطن , بسبب الحرب والأحتـــــلال , أولا , ودفع " المهانــــة " من تولي العمـــــلاء شــؤون الوطن , والتحكم في مقدراتـــه , بعقلية الخيانة والعمالة والتخلف والأنتـــــهاز والنفـــاق واللصوصيـــة...... ثانيــــا .


تقـــدم الثــــورة ... هـــو في رفض مأصاب الوطن والمواطن وما حل بهما , من أذى من كل شكل ونوع , ومن أي جهة أو مصــدر كان . ورفض ما يعاني منه الوطن من فوضى وضياع وتخلف وفقــــدان للأمن والأمـــان والأســــتقرار . وتقدم الثورة هو في تطلعها الى نظــــام يليق بالعـــــراق . ليعود الى المجتمع الدولي محتلا مكانته التي يستحق بين الأمــم .


في المقابـــل .. على ماذا يمكن أن يســـتند الأعلام المضـــــــاد . ؟ . وأترك له الحق في الدفــــاع عن رأيــــه , بما يدعيه من أفضال ومكارم ورقي .. " العمليــة الســــياسية ... !!!! ." . التي لا تمثل الا أرذل ما توصل اليه الجهل والتخلف والأنحطاط ... , بما جاءت به في التطبيــق . ولنذهب الى " الديمقراطيــــة ....!!! . " والتي وصلت في الأساس فاســـــدة لكونها جاءت من خزين معلبات المعونــــــــــــــات الأمريكية .. المشكوك في مواصفاتها ومقاصدهــا , وما يمكن أن تسببه من آثار مباشرة وجانبيــة . فهي لاتختلف الا في طريقة التقديم والتغليف عن معونات البطانيات المشبعة بجراثيم الكوليرا التي كانت تقدم كمعونات للهنـــود الحمـــر , بأختلاف الزمان والمكان وشيئ من بعض القصـــد لأختلاف الغاية والهــدف , فيما هو نسبي , اضافة الى كونها جاءت على ظهـــــور الدبابـــــات ..................


لا اريد .. أن أثير في هذا المقال سوى أمر واحــــد , واتطلع , من الأعـــــلام المضــاد أن يجيب عليه . وهــــو :
هل بعــد هذا كلــه يمكن الحديث عن ثـــــورة .. غير .. ثــــورة شـــعب بكامله , قام عن بكـــرة أبيـــه ليذود عن حياض الوطن , ويسـتـرد ويستعيــد كرامتــــه وأمنه ومجـــــده . ليعيش الحيـــــاة ... حــــــرة كريمـــة .


الثــــــــورة هي ثـــــورة الشـــــعب كل الشــــعب ... شـــعب العراق الأبي الكريــــــــــــــم .
 

 





الاربعاء ١٨ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. خالـــد الســــامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة