شبكة ذي قار
عـاجـل










الاعلام من الموضوعات التي لازالت تحظى بقدر من الاهتمام البحثي , ورسالة انسانية هدفه البحث ونقل الحقيقة و ليس التضليل والخداع والايهام وقطع شوطا كبيرا في التنظير والتطبيق , واصبح من المفاهيم الواسعة الانتشار ومطلب من المطالب الرئيسية لكل مجتمع انساني لمعرفة الحقيقة , وله دوراً كبيراً في التنمية البشرية واحتياجاتها ويتميز بقدر من التأثير في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في التوعية والتثقيف والدفاع والامن ,وبنفس الوقت يمكن ان يتعمد في تشوية الحقيقه المسلم بها وتصويرها بغير صورتها الحقيقية . وفي هذا السياق يقوم الاعلام بمهمتين اساسيتين هي خدمة الانسان والانسانية ودور ايجابي في نقل الخبر والاخرى ممارسة دور التضليل والخداع وايهام الانسان في نقل الخبر وتسويق مواضيع ليس لها صحه من الحقيقة وبهذا فالاعلام يقوم بمهمتين متعارضتين متعاكستين في الاداء تكون له نتائج ايجابية واخرى نتائج مخيبة للامال بعيده عن واقع الحال في المواضيع الاكثر اهتماماً بالمجتمعات لانه الوسيلة الوحيده لايصال الرسائل الاعلامية .


وبعد ان اصبحت الحياة السياسية والاجتماعية والامنية اكثر تعقيدا مع زيادة التناقضات حدة وصراعا الامر الذي شكل ظهور شخصيات تخدم مصالحهم واهدافهم على الصعيدين الداخلي والخارجي وتسخير وسائل الاعلام لتغطية معايير وامكانيات فردية حتى وان كانت بعيدة عن الحقيقه الانسانية واعتباراتها لترسم شخصية قادرة على الجذب والايثارة متوافقه مع الوسيلة الاعلامية , هذه الحالة الاعلامية لا توجد في فراغ بل حصيلة ثقافة وسياقات محدده لايصعب فهمها او معالجتها كونها ترتبط بمنهجية خاصة وشخصية الفرد واتجاهاته الفكرية .


وفي كثير من الاحيان عند ظهور حالة فردية قادرة على الجذب تدفع الجمهور ووسائل الاعلام للبحث عنها لاستغلالها وايجاد نوعا من الشد بين الجمهور المشاهد ووسيلة الاعلام للحصول على صورة اوسع لدى الجمهور عنها وان كانت الطلعات الاعلامية مخالفة للحقيقة واكثر تشويشاً و سرعان ما تختفي هذه الشخصية الاعلامية وتصبح شيئاً فيما مضى بعد استمالتها ذهنيات وانفعالات عاطفية في حين ان من يقف على ارض غنية بالمعلومات ويمتلك معرفة علمية وشاملة عن حدث ما وتطوراته الحاصلة في الحياة يستطيع اشباع حالة الجمهور للمعرفة والفهم .


ان الاعلام الناجح هو الاعلام الذي يمسك بخط الحقيقة وواجهات صادقة في خلق راي عام سليم بعيد عن التشويش الذهني للمواطن لان مهمته انسانية وباتجاهات متعددة .


ومن اكبر خطايا الاعلام افساده للحقيقة او تضليلها في زمن يريد المواطن ان يتعرف عليها ويفهمها لكي يتبنى موقفا او رايا يشارك في عملية دعمها وتشجيعها او محاربتها عند الضرورة كونها حالة غير ايجابية وليست متوافقة او منسجمة مع تقدم الزمن او تطلع المجتمع نحو حياة افضل واكثر تطورا .


فواجب الاعلام الانساني التواصل والارتباط الوثيق مع الجمهور في نقل الحقيقة وليست غيرها كحالة معرفية ومواجهة تحديات السلوكيات المنحرفة في السياسة او الاخلاق التي قد تبرز في مجتمع ما لغرض تحصينه وتعميق الفهم في القضايا المهمة لمعالجتها وتغطيتها بصورة سليمة , كما ان التزام الاعلام بالابتعاد عن اثارة الاساليب التحريضية والتجريحية قد تلحق اخرين باضرار معنوية .


ان تبني الاعلام قواعد ومواثيق اخلاقية ستعزز الثقة به وسيتنحى عن المستوى الهابط للاعلام الاخر الذي يشيع حالات مرضية , فالاعلام مسؤولية اخلاقية انسانية فردية او مؤسسية وليست مؤسسة تسعى لتحقيق مكسب مالي على حساب الحقيقة دون اعتبار للانسان الذي يجب عليها تحفيزه وتثقيفه ومحاولة افهامه للواقع الذي يعيشه وتعميق ما لديه من قدرات ايجابية وافكار وقيم انسانية تتوافق وقيم المجتمع وتطوره في الزمان والمكان المعينين .


وفي هذا الظرف الذي يمر العراق في محنة سياسية وانسانية وهو على مفترق من الطرق وحالة من العج السياسي وضجيجه لاطراف العملية السياسية المنهارة , والثج الاعلامي واكتضاضه ومناكفاته يتوجب على الاعلام تصويب مساره بالاتجاه الصحيح خدمة للكلمة والانسان والانسانية ودعوة للوقوف بجانب الحق ومن يمثله من فصائل ورايات مجاهدة للثوار البواسل لنصرتها ضد من ظلم الشعب العراقي وغيب كرامته وحقوقه بالحياة وهدر موارده , فهذه هي مرتكزات الاعلام المخلص حقيقة وفعلا وليس اعلام وقف بجانب الظلم والظالمين ولمن دفع له رشى ومالا حرام , فمهمته حياتية انسانية اخلاقية مشرفة لمن يمارسه والتزم به ككلمة حرة وخبر ورسالة مجاهدة صادقة لنصرة الحق والحقيقة ضد الباطل واهله .

 





الاثنين ٨ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة