شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اكثر من اسبوعين والطيران الحربي الاميركي، والطائرات المسيّرة بدون طيّار تقصف اهدافا في الموصل وجبل سنجار،وما يحيط باربيل تحت "يافطة مكافحة الارهاب" وبدعوى "حماية الايزيدين ومنع تهديد اربيل" والامم المتحدة ومجلس الامن في مداولات واجتماعات عاجلة أفضت الى صدور قرار عن امكانية التدخل العسكري في العراق وسوريا لمكافحة المنظمات الارهابية وتجفيف مواردهما المالية! وهذه الضجة الاعلامية والتباكي على ما يحصل للاقليات وتشريد ( الايزيديين ) من ديارهم ،وتوافد عدد من الوزراء على بغداد واربيل والقرارات الفورية بتسليح ( البيشمركة ) لمواجهة الارهابيين !!؟

 

وهذه العنتريات التي ابداها الرئيس الاميركي ( اوباما ) على غير ما معروف عنه اذ قرر القيام بضربات جوية على مواقع الارهاب في شمال العراق في "استراتيجية طويلة الامد" والتساؤل ماذا وراء هذا التحرك الفوري و" الكيل بمكيالين"؟ فمدن عراقية عديدة ومنذ اشهر تخضع لمحاصرة القوات الحكومية لسلطة بغداد وتقصف يوميا بالقذائف والبراميل المتفجرة من قبل مقاتلات وسمتيات عراقية وسورية وايرانية!! وحتى المستشفيات والمراكز الصحية في الفلوجة وتكريت وديالى ونينوى وكركوك طالها القصف الوحشي،وتتعرض بعض المدن لمجازر وحشية كما حصل مطلع الاسبوع الحالي في ( الحويجة ) وما يحصل يوميا في ( الفلوجة ) اذ تتناثر اجساد الابرياء من الاطفال والنساء والكهول ،وكذا الحال في ( البيجي ومنطقة القصور الرئاسية وغيرها في تكريت، وجرف الصخر وجبلّة  في بابل واللطيفية واليوسفية والعامرية والطارمية في بغداد،وفي ديالى جلولاء وابوصيدا والضلوعية والسعدية والمقدادية ) فضلا عن جرائم التفجيرات والتهديدات والتصفيات والاغتيالات والخطف التي تنفذها القوات الحكومية والمليشيات المرتبطة بها وعناصر فيلق القدس الايراني! ألا يستحق ما تعرّض له العراقيون وبينهم الاقليات على يد السلطة التي اقاموها وميليشياتها.. التدخل لايقاف انهار الدماء التي لم تزل جارية؟ألم يكن ما تتعرض له المدن العراقية من قصف الطيارين السوريين والايرانيين وهذا التواجد العسكري والميليشياوي الايراني تدخلا سافراَ من قبل نظامي الاسد وملالي ايران في شؤون العراق الداخلية ؟

 

ولماذا لم يتحرك الكونغرس والبنتاغون والرئيس اوباما على ما يحصل في سوريا التي فقدت عشرات الالاف من ابنائها وشرد الملايين وحوّل اكثر من 70% من المباني والمساكن الى خرائب نتيجة القصف اليومي بالقذائف والبراميل المتفجرة بعد ان هدّت على سكانها العزل على ايدي قوات ( بشار الاسد ) والحلفاء الايرانيين والميليشيات الطائفية ؟ ولماذا لم يتحرك الضمير العالمي والمجتمع الدولي على ما جرى لفلسطينيي غزة من اجتياح وقصف وحشي اسرائيلي لاكثر من شهر والذي ربما يستأنف قريباَ بعد هدنة هشة؟ ألم يكن اوباما وادارته والكونغرس قد ايدوا اسرائيل في جرائمها البشعة هذه وفتح باب التسليح امامها؟ ما هذا التناقض وما هذه الاخلاق واي نوع من الانسانية لدى الاميركان والغربيين ؟ وماذا عن السياسة المزدوجة والكيل بمكيالين ؟ صناع القرار والادارة الاميركية من ابرز من يطبق هذه السياسة وبالذات عندما يتعلق الامر بالعرب ،ودلالات ذلك كثيرة لعل في التعامل مع العراق ومنذ ثمانينات القرن الماضي وحتى تدميره واحتلاله عام 2003 ..ابرز الادلة والبراهين ، فقد انحازت واشنطن الى جانب ايران المعتدية في حرب الثمان سنوات ضد العراق وقد انكشف ذلك في فضيحة "ايران ـ غيت " بمد جسر جوي لتسليح ايران عبر اسرائيل ، ثم حصارها للعراق وشن العدوان الغاشم بمشاركة 33 دولة وفق المادة 7 من الميثاق الدولي بجواز استخدام القوة ،وتكرار العدوان عامي 2000 و 2001  واتهامها للعراق زوراَ بانه يمتلك اسلحة دمار شامل ،وانه من" الدول الراعية للارهاب " وانه احد" دول محور الشر" وانه من "الدول الخارجة على القانون الاميركي!" اضافة الى ايران وافغانستان وكوريا الشمالية! وكانت ايران على رأس دول الشر ،ولكن بعد 11 سبتمبر وبقرار من المجرم ( بوش الابن ) وضع العراق على رأس الدول المستهدفة باكذوبة حيازته على السلاح المحذور وكونه ارهابياَ! فتم تدميره واحتلاله عام 2003 رغم معرفتهم بخلوه من السلاح المحّرم وهذا ما اعترفت به الولايات المتحدة على لسان اكثر من مسؤول ابرزهم ( جورج تينت ) رئيس المخابرات المركزية ( سي اي أي ) الذي اكد في كتابه ( في قلب العاصفة ) ذلك قائلاَ " .. لم نجد اي دليل ولو واحد على تورط العراق بالارهاب"! ويضيف: ومع هذا فان ( ريتشارد بيرل ) رئيس هيئة الدفاع والاب الروحي للمحافظين الجدد ( الاميركان المتصهينين ومنهم بوش ) قال.. "على العراق ان يدفع ثمن ماحدث في هجمات امس ( 11 سبتمبر ) وهم يتحملون المسؤولية "؟!

 

واعترف بينت بانه اصيب بصدمة لهذا القول لانه لاصلة للعراق بهذه الهجمات التي تقف وراءها القاعدة ! ومازال شعب العراق يدفع ثمن اتهامَ باطل! فشعار "الحرب على الارهاب" ابتكروه ليبرروا استهدافهم للعراق وايهام الاخرين ودفعهم لمشاركتهم جرائمهم بحق شعبنا ، وقرار اميركا ومن معها من القوى الغربية بالتدخل بحجة "انقاذ النازحين العالقين في جبل سنجار في شمال العراق" ما هي الا ذريعة لتبرير التدخل العسكري لصالح السلطة العميلة المتهاوية بعد هزائمها الكبيرة امام ثوار العراق وفقدانها السيطرة على اكثر من 60% من اراضي العراق التي اضحت محررة وتحت سيطرة الثوار ، فارسلوا الخبراء من الجنرالات والمخططين لايقاف زحف الثوار واعادة تشكيل وتأهيل القوات المنهزمة ودعمها بما يسمى بمتطوعي "الحشد الجماعي " واستقدام المليشيات الطائفية والتعاقد مع المرتزقة ،واجبار المالكي على التنحي وتكليف العبادي لتشكيل حكومة بعد تسمية رئيس الدولة والبرلمان كخطوات استباقية وجدوا انها غير كافية ولا مؤثرة في اسناد السلطة  ،فكان قرارالتدخل العسكري بشكل مباشر من خلال ضربات جوية مكثفة على التجمعات الارهابية والمواقع التي يسيطرون عليها في نينوى والمدن المحيطة باربيل والتوسع بشمول محافظة الانبار بهذه الضربات اضافة الى حمم المالكي ومعها البراميل المتفجرة وبمشاركة نظامي الاسد وملالي ايران!! ويتوقع ان يتسع التدخل الجوي وربما البري ليشمل كركوك وديالى وصلاح الدين وبابل واطراف بغداد!

 

وهم يقصدون  ويستهدفون بهذا الفعل العسكري التدخلي .. ثورة الشعب التي عجزت سلطة المالكي بجيوشها وشرطتها وميليشياتها وبدعم ( سليماني ) وفيلق القدس وعدة فرق من الحرس الايراني عن وقف زحفها باتجاه العاصمة بغداد التي وصلتها قذائف الثوار وبعد ان صار القتال على ابوابها ! فلا المسيحيون ولا اليزيديون هم من يرف لهم جفن اوباما وانما اتخذوا من هؤلاء ذريعة للتصدي للثورة المظفرة واعاقة تقدمها مع استمرارالتآمرلشق الصف وزرع العملاء للغدر بها ، وهذا الامر ليس غائباَ عن قيادة الثورة التي صارت عارفة بخبايا ما يحاك ضدها في الدهاليز المظلمة ولهذا لابد من الحذر ثم الحذر والتحسب لاي طاريء وتفويت الفرصة على الاعداء وحتى تحقيق النصر الناجز والخلاص النهائي ،بعون الله ،من بقايا المحتلين والسلطة العميلة والوجود الاجنبي وبالاخص الفارسي المعادي ، وما النصر الاّ من عند الله.  






الاربعاء ٢٤ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة