شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء شعبنا العظيم
لقد اصبحت الكلمات و البيانات و النداءات حبراً على ورق .... و الكارثة الانسانية و آلام الملايين من شعبنا مستمرة و تتسارع بشكل مخيف !! القوى الدولية والاقليمية تبضع في جسم شعبنا تشريحاً و تمزيقاً .... النظام مستمر بإجرامه و استخدامه الاسلحة الفتاكة ضد شعبنا . القوى و المجموعات التكفيرية ميليشيات او تنظيمات اصولوية تعمل كلاً حسب اجندته
شعبنا في العراق و سورية خاصة يتعرض الى عملية تفتيت منظمة على يد قوى كبيرة و معلومة و على رأسها نظامي الاسد والمالكي ,أدوات النظام الايراني – الوصي و المندوب السامي في المنطقة العربية .


مع هذه المأساة تستعر الفتنة بين ابناء الشعب الواحد و تعرض وجوده الى خطر داهم !! السؤال الكبير عن الخلاص يعيدنا الى ترتيب الاولويات و العودة الى بعض البديهيات .... ان الامة عندما تتعرض لهكذا كارثة, يجب ان تقف خاشعة في لحظة تأمل و تفكير الى اين نحن سائرون ؟!


بدايةً نوجه نداءً الى قوى الامة الحية , الى كل انسان حر وطني شريف اي كان موقعه, الى الفئة الصامتة أو التي تقف على الحياد!! او التي ما تزال مغشوشة بمقولات باتت عارية لكل ذي بصيرة ...نخص بهذا النداء ايضاً كافة البعثيين في اي تنظيم او حزب يتبعون . كما هو بالقدر ذاته الى كافة القوميين بدون تصنيف او تخصيص على مساحة هذه الامة.


اننا في حالة لا تشبه غيرها, تنبئ بالانحلال و الذوبان و التقاتل ما بين شعوب المنطقة في حرب عبثية لا تخطئ هدفها .


ان الوعي والمعرفة بالتاريخ القريب و الدور المشبوه للنظام الاسدي يعتبر الحجر الاساس في المواجهة و بداية الحل للمعضلة التي تعيشها سورية والمنطقة عامة . ان التحالف الخطر و العميق ما بين نظام الاسد و نظام المالكي الذي جاء على ظهر الدبابات الامريكية بدعم ايراني و صهيوني يقف مع نظام الاسد الذي يرفع برداية "البعث" و يمارس هذا التحالف الجهنمي ابشع و اقسى الجرائم بحق البعثيين في العراق و يستأصل الهوية العربية و الوطنية في ارض العراق الحبيب, كما هو في سورية من قبل!!! بالمقابل لا ينسى شعبنا بان نظام المالكي قد طلب إحالة بشار الاسد لمجلس الامن بتهمة الارهاب واليوم يدخل معه في تحالف استراتيجي عميق!!! ان التفسير المنطقي هو ان نظام الملالي في طهران يرعى هذه النظم و ينظم ارهاب الدولة و يستدعون ارهاب المنظمات و المليشيات الارهايبة بكافة اشكالها ... و يستجدون بصفاقة نادرة – الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة الارهاب معهم و بصفهم ! لعبة جهنمية فارسية صهيونة بامتياز لا يفك رموزها الا الراسخون بالعلم والخبرة بهذه الانظمة و طبيعة تحالفاتها المشبوهة و الجهنمية !!!


يا ابناء شعبنا العظيم ان الوعي لطبيعة المؤامرة اول الشروط المطلوبة لمواجهتها, فالغش التاريخي الذي مارسه النظام على مدى خمسون عاماص و نيف في استخدام فكرة البعث و ترديده لشعاراته مسألة جوهرية في هذا المقام... و الاخطر من ذلك الاعتقاد الواسع لدى الجمهور بان هذا النظام – نظام عائلة الاسد هو نظام ما يسمى" بالبعث" المأساة’ ايضاً في هذا المجال هو انقطاع الاجيال الشابة عن تاريخ البعث و مبادئه الاساسية في الجيموقراطية والتعددية... و عدم معرفتها الا لهذا النظام كرافع للشعارات و يمسح الارض فيها ليل نهار على مدى خمسون عاماً ... و لسوء الاحظ لا يعرفون الا " بعث" عائلة الاسد- مخلوف !؟ لقد شكل هذا النظام الفكر الجمعي للشباب , ضمن صورة مشوهة للبعث و ملطخة بكافة الموبقات و الجرائم في ميدان السياسة و الاقتصاد كما هي بالقيم الاخلاقية و الاجتماعية على السواء .


ان العودة الى الينابيع الاصيلة للبعث نجد ما يميز البعث عن هذه العصابة خاصةً في مجال الديموقراطية و حرية الانسان و كرامته. هذه الوصاية قدمت نموذجاً مشوهاً و مدمراً و مخرباً لكل ما هو وطني خلال الحقبة الاسدية و اعطت وجهاً مقيتاً و مجرماً عن هذه الافكار العظيمة.


من هنا جاء النداء بالصرخة عام 1980 من قبل الاستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار كمؤسس و قائد اساسي بالبعث " عفوك شعب سورية العظيم" في هذا المقام لابد و أن نذكر بالعداء التاريخي الذي مارسه نظام الاسد ضد العراق قيادةً و حزباً و شعباً والكل يتذكر مدى الحقد و ثقافة الحقد التي مارسها ضد العراق .... هذه الدلالة تطرح التساؤل عن طبيعة هذا النظام و دوره في تدمير الفكرة العربية الوطنية الجامعة. خاصةً موقفه المخزي مع ايران ضد العراق في الثمانينات من القرن الماضي.
يا ابناء شعبنا الابرار.... من المفارقات التي تكشف عن وجه هذا النظام ودوره هو إثارته لفكرة الاقليات و الدفاع عنها!؟ وهي بالاساس فكرة استعمارية قديمة – جديدة متجددة بغرض الدخول في المنطقة و إثارة الفتنة بين ابناء الشعب الواحد.


هذه المقولة تؤسس للمجموعات التكفيرية الاصولية كما انها تعمل على اثارة الغرائز و ردود الفعل الظلامية!


إن الدعم الخفي لهذه المجموعات لا يزال موضع شبهة كما انها معرضة لاختراقات مختلف الاجهزة سواء الاسدية و الايرانية و حتى الغربية والامريكية تحديداً ... مستخدمة الغرض الاساس اللعب على الخلاف السني – الشيعي , واعتباره خلاف راهن وفق اعتقادات تنشرها ايران وتلعب على هذا الوتر لتعمل على تقطيع المنطقة وتمزيقها ! على الجانب الاخر من المشهد نجد نظام الاسد الذي يعمل على تدمير الفكرة العربية يسوق بوجه البعث و قيادتها التاريخية الادعاء باليمين و اليسار داخل الحزب و يحكم على مؤسس البعث الاستاذ ميشيل عفلق بالاعدام, ويقيم مملكة الفساد و النهب لآل الاسد – مخلوف – شاليش للمال العام و الثروة الوطنية . ان المرور او التذكير ببعض النقاط الواردة في هذا النداء غرضها الاساس توضيح فكرة جوهرية بان الحقد على البعث و استخدامه كممسحة, الهدف الاساسي الحقد عالفكرة العربية والهوية الوطنية التي تعتبر الملاذ الوحيد بإنقاذ شعبنا من محنته الراهنة . ان التخبط الفكري و السياسي خلال السنوات الثلاث الماضية, و النطلقات الخاطئة للمعارضات الخارجية و الاجندات المعدة سلفاً لها جاءت لتصب في مصلحة النظام و الاسترتيجية الايرانية في الغاء و استئصال الهوية الوطنية العربية الحضارية والانسانية .


يا ابناء شعبنا الصبور ان مناضلي البعث القومي و قادتهم قدموا التضحيات التي لم يبخل شعبنا يوماً في تقديمها في مواجهة هذه الطغمة الحاكمة على مدى ثمانية و أربعون عاماً, اننا نوجه هذا النداء و نقول بالفم الملآن . كفى تجارةً بالشعارات , و كفى لعباً بمصير شعبنا, كفى دماً و دماراً و خراباً ,كفى تشويهاً و تمزيقاً و عبثاً في جسم الامة . يجب ان يعرف الجميع بأن لا رابح ولا منتصر على الشعب, و من يعتقد خلاف ذلك فهو واهم !!! ليس هناك منتصر او رابح عندما نخسر فكرة التعايش الانساني, لا حياة لنا ولا مستقبل الا باحترام الانسان احترام بعضنا البعض الاخر . كلٌ منا شريك و اساسي في هذا الوطن, ايٌ كان مذهبهُ او اصله .


اننا ندعو كافة الوطنيين اينما كان موقعهم الشرفاء و الحريصين على هذا الوطن و التعايش الانساني, الخائفين على وجود هذه الامة وعلى مستقبل ابناءها, الى التكاتف و التلاقي و الاعداد الى مؤتمر وطني عام للجميع يخرج بقرار واحد, وحدة الموقف بوجه الكارثة الوطنية المحدقة بشعبنا, بدون الدخول في الايديولوجيات و العصبيات الحزبية و الطائفية المقيتة حيث الغرائز والاحقاد و إثارة الضغائن..... و الالتفاف حول فكرة واحدة هي الاعداد الى ما بعد هذا النظام الذي انهى شرعيتهُ و مبرر وجوده بإجرامه ضد شعبه .... لنفتح صفحة جديدة ما بين كافة القوى وهذا نداء ايضاً موجه الى كل وطني و مواطن داخل "البعث" و الجيش و اجهزة الدولة, الكل منفتح و مستعد للمصالحة التاريخية, المصالحة مع الذات اولاً ولا يستثنى من ذلك سوى الذين تلطخت ايديهم بدماء شعبنا. ان المصالحة بالاذلال تأسيس لأحقاد وحروب لا تنتهي ..... المشاريع الظلامية و العودة الى الخرافات و إثارة الاحقاد لا تقود الا الى العصور الوسطى ..... لا حل الا بالهوية الوطنية الجامعة, الديموقراطية التعددية المدنية الحضارية والانسانية.


من المحزن حقاً ان تصبح بعض التجمعات و المؤتمرات ما تسمى "بالقوميين" في خدمة المخططات الايرانية التفتيتية او غطاءٌ لهذا الدور؟!


اليوم نجدد الدعوة و النداء الى كافة البعثيين اينما كانوا وفي اي تنظيم يتبعون الى وعي حقيقة المؤامرة والالتصاق بثورة شعبنا في العراق و سورية... لان الشعب مصدر السلطات و مصدر كل شرعية وفوق اي سلطة مهما طغت و تجبرت .


الخزي و العار لدعاة التقسيم و التفتيت و التقاتل
الرحمة لشهداء شعبنا الابرار في مواجهة المؤامرة....
الوعي والوحدة والتماسك ما بين شرفاء الامة وعلى هذه الصخرة تتحطم مخططات الاعداء .....
تحية للمناضلين الذين يلبون هذا النداء, وللشرفاء الذين يلبون نداء الضمير


دمشق  ١٨ / ٨ / ٢٠١٤
للتواصل والمعلومات
alehyaalaraba@gmail.com






السبت ٢٧ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شباب البعث القومي في سورية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة