شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء شعبنا المناضل الصابر .... إن ثورتكم في سورية و ثورة شعبنا في العراق هي ثورة واحدة . أهدافها واحدة طلب الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية , كما إن المهمة الأساسية لها هي إسقاط المشروع الطائفي البغيض الذي ينشر سمومه في المنطقة . و يدرك شعبنا إن العدو واحد مهما اختلفت التسميات وأي كانت الذرائع و التبريرات !!


في الحلف العدواني يخفي التواطؤ الإيراني الأمريكي الصهيوني , و الهدف الأساس لهذا الحلف هو استهداف الهوية العربية الجامعة لأبناء شعبنا و اجتثاث العروبة من أرضها . ليس من باب الصدفة هذا التنسيق العلني ضد شعبنا في العراق و سوريا فدخول نظام الملالي و ميليشياته الطائفية تعلن عن نفسها بدون حرج أو رادع و مع هذه العلنية الوقحة سقطت ورقة التوت عن مقاولي المقاومة و الممانعة و بدا الوجه الطائفي القبيح و الذي يستثمر دماء شعبنا لبسط الهيمنة الإيرانية على المنطقة بكاملها .


و ما التصريحات الرسمية التي تتالى من طهران إلا تأكيداً و إعلاناً عن هذه الخطة بالسيطرة على أربع عواصم عربية . و إذا كان الغرض من اجتثاث العروبة كرابطة لأبناء شعبنا و القاعدة للوحدة الوطنية فإن الرد الحقيقي هو الحفاظ على هذه الوحدة مهما كان الثمن .


و ضمن هذا التوجه الخطر بالذات, فقد كشف المشهد السوري عن ضحالة الخطاب السياسي للمعارضة منذ تأسيسها حيث كانت الوجه الأخر باستنادها إلى المحاصصة الطائفية و العرقية.


يا أبناء شعبنا في سوريا العزيزة .... مع تكشف دور النظام الإجرامي و حجم وحشيته في مواجهة الشعب و ظهر دور النظام الاسدي بتناقض واضح و جلي ما بين شعاراته الفارغة و خاصة " القومية و العروبة " و بين طبيعة المعركة التي يشهدها شعبنا اليوم بقيادة نظام الملالي في طهران و الحشد الطائفي الذي يستهدف شعبنا و الفكرة العربية كهوية و ثقافة و تاريخ مشترك. فالربط الميكانيكي و القسري بين فكرة "البعث" كعنوان لهوية قومية مع نظام الأسد الإجرامي هو ربط تعسفي و المدمر بنفس الوقت . إننا نؤكد أمام شعبنا بكل شجاعة وإخلاص بأن المراجعة النقدية حاجة موضوعية ملحة ..وهي مطلب أخلاقي قبل كل شيء, كما إن المكاشفة لشعبنا عن أخطاء حدثت مسألة غير قابلة للنقاش ... لكن بالقدر ذاته هناك ضرورة للإنصاف و العدالة في الحكم على مناضلي البعث في سوريا و العراق فالبعثيون القوميون في سوريا قدموا الشهداء و عرفتهم السجون و المنافي خلال نصف قرن تقريبً و على رأس هؤلاء الشهيد الأستاذ " صلاح الدين البيطار" و اللواء " محمد عمران " ... و إحقاقا للحق يجب ان نذكر التضحيات البطولية لمناضلي البعث في العراق حيث قدموا مئة و ستون ألف شهيد للآن و على رأسهم الشهيد البطل " صدام حسين" بوجه الغزو الأمريكي الصهيوني الفارسي ناهيك عن أبناء شعبنا الأشاوس و خاصة أبناء العشائر العربية الذين لا يزالون في الميدان . إننا ننحني إجلالا و تقديراً لأرواح شهداء شعبنا خاصةً في سوريا و العراق و المنطقة العربية الذين يخوضون معركة الوجود العربي في المنطقة و ضد المؤامرة الطائفية للتفتيت . لقد حدث لثورة شعبنا في العراق ما تم تدبيرهُ لثورة شعبنا في سوريا, فرغم الاعتصامات الشعبية السلمية في العراق التي دامت سنة و نيف , كما هي مع الثورة السورية السلمية التي دامت ستة شهور و شعبنا يواجه إجرام النظام بصدور عارية , فقد فرضوا على شعبنا استخدام السلاح للدفاع عن النفس بوجه هذه الحرب الطائفية المعلنة و الوقحة, أيها الشعب العربي في كل مكان إن التأكيد على إن المؤامرة هي استهداف للوجود العربي بات واضحاً لكل ذي بصيرة و هؤلاء الأوغاد يزرعون الأحقاد و الفتن الطائفية و يتهمون الشعب بالطائفية ؟!! يجب ا ننتبه إلى نقطة أساسية بان مؤامرة التفتيت و التقسيم التي يجرى العمل على تنفيذها فإن كانت مغرية للبعض ؟ فإنها بالحقيقة تضع أسس التقاتل و تدمير أهلنا و اشتغالنا ببعضنا البعض, و إيران و أمريكا و إسرائيل ترقص طرباً على هؤلاء الذين يتقاتلون فيما بينهم . إن جرائم النظام الاسدي فاقت كل تصور, و المعضلة المأساة التي نعيشها كشباب قومي بأن هذا النظام موصوم بذهن الأجيال السورية بإسم " البعث" ؟ فالخطأ القاتل إن نعتبر الحرب على النظام و العائلة الاسدية هي حرب ضد الفكرة العربية و بالأحرى ضد الهوية و الثقافة العربية . فتحميل البعث و الفكر القومي لهذه الجريمة يبدو استكمالاً لدور النظام الاسدي في تدمير هذه الفكرة الجامعة لكل فئات شعبنا و التي كانت ميزتها الأساسية إنسانية و حضارية و تجربة الحكم الوطني الديمقراطي بعد الاستقلال شاهدٌ على ذلك ولا تزال ماثلة أمام الكثيرين ممن عاصروا تلك الفترة .


يا أبناء شعبنا العظيم ... إن مؤامرة التفتيت الطائفي و التقسيم العرقي هي ما يطبق على بلادنا الآن و الخطورة إن تحشيد أبناء المنطقة أنفسهم في هذه المؤامرة ليتقاتلوا و يحاربوا بعضهم هي أخر تطبيقات هذا الحلف الثلاثي الجهنمي . محاربة الطائفية لا يكون بطائفية مضادة لان في هذه الحالة تزداد الأمور استعارة و تطرفاً و نكون مشاركين في هذه المؤامرة عن علم أو بدون علم ! و النتيجة واحدة .


ثورة العراق ضد الاحتلال و حكومته و النفوذ الإيراني , و ثورة شعبنا في سوريا ضد نظام دكتاتوري فئوي فريد من نوعه بين أنظمة العالم و تابعٌ و حليفٌ أساسي لحكومة الاحتلال و تحت النفوذ الإيراني . فرقتنا و تفرقنا سر عجزنا و أساس لفشلنا , توحدنا و تضامننا سر نجاحنا و قوتنا.


كل قومي أو وطني ديمقراطي ليبرالي يساري و كل شريف في هذه الأمة حريصٌ على العيش المشترك و بناء المستقبل للأجيال القادمة دعونا نتوحد , لأننا ندعو بإخلاص إلى فتح صفحة جديدة رغم التجارب القاسية . البناء و المستقبل لا يمكن أن يبنى على الثأر و الحقد . لنخرج من حرب الخنادق, لنرفع الصوت عالياً كفى دماً و دماراً و تفرقاً ... لنضع حداً للنزاعات الطائفية , لنطرد السموم القاتلة التي جلبتها إيران و الميليشيات و إسقاط الحلف الثلاثي . الوطن فوق الجميع , و للجميع بدون استثناء ليس هنا من رابح مهما زين الأعداء و زوروا , و يجب أن نكون يقظين و حذرين . لذا ندعو لوحدة القرار الوطني عبر مؤتمر وطني عام , تكون قوى الداخل الصامتة أساسه ولولبهُ .... عاشت ثورة شعبنا الأبي في سوريا و العراق لإسقاط المؤامرة الطائفية


شباب البعث القومي في سوريا
دمشق في  ٢ / ١٢ / ٢٠١٤
 

 





الخميس ١٢ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شباب البعث القومي في سوريا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة