شبكة ذي قار
عـاجـل










أن من الغريب ومن غير المألوف أن تتغير الحكومات أو الرؤوس الكبيرة التي احتكرت السلطة في بلد كالعراق، فالحكومات تتغير بصعوبة وﻻ بسهولة بعد عدم انتخابهم رغم شعاراتهم المدهونة بالديمقراطية، فهذه الرؤوس تود البقاء بالسلطة ﻻطول فترة حتى لو كان الشعب ﻻ يرضى عنها وﻻ يقبل ببقائهم.


الدكتاتورية هو منهجهم الحقيقي ويقف على رأس هؤﻻء نوري المالكي.


وصفت سياسة المالكي ونهجه بالطائفية والعنف ضد الشعب والفساد الإداري وجرائم بحق اﻻنسانية وملفات ﻻ تنتهي.


بدأ الشعب العراقي يدرك مدى خطورة هذه الحكومات على العراق ومستقبله، ففي ظل عهد نوري المالكي كانت السياسة تدار بقرارات فردية فكيل التهم ضد المناهضين والسيطرة على القضاء وإقصاء اﻻخرين أبرز مقومات هذه السياسة.


عند تغيير المالكي تأمل الكثيرون بالخير بعد تغيير الطاغية لكن الرياح تأتي بما ﻻ تشتهي السفن.


المالكي ترك رئاسة الوزراء لوجهه اﻻخر وهو حيدر العبادي فاﻻخير وان تبجح وأظهر البعض من فضائح المالكي الخفية ليظهر نفسه أنه أفضل فإنه لن يكون بأحسن حال من سابقه وربما العكس بدليل استمرارية الحرب ضد العراقيين المستعرة نارها حتى اللحظة، بل وان الحرب لهبت أكثر لتكون حربا دولية تتشارك فيها دول عالمية ضد ثوارنا وهو ما ينذر بإخطار جمة ﻻ تحصى وان حيدر العبادي خليفة المالكي سيكون أكثر سوءا ودموية من سابقه.


أما على الصعيد السياسي فليس هنالك من تغيير يذكر كما كانت تتحدث اﻻدعاءات السياسية للكتل قبل اﻻنتخابات، ما زالت المعاناة ذاتها وزيدت أكثر، فاعداد النازحين بتزايد مستمر وانتشار الميليشيات واستهدافهم للمواطنين اﻻبرياء أصبح أمراً يقلق بشكل جدي وهذا ينبئ بأن دماء كثيرة ستراق من أبناء الوطن في ظل سيادة حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد أكثر بكثير من التي اريقت في عهد المالكي.


الملفات المتعددة تستجيب اﻻنتباه والتساؤﻻت عنها على طاولة العبادي الذي سيحل هذه الملفات بنفس طريقة المالكي وربما باختلاف طفيف أو بسيط ﻻ يستحق الذكر وهذا يؤدي إلى نتيجة بسيطة وهي أن السياسة نفسها ومن يتحكم بها بالخفاء هو نفسه رغم تغيير الوجوه واﻻشكال.


العبادي يمثل الوجه الآخر للمالكي رغم جميع اﻻختﻻفات الشكلية وسينادي العراقيين بإعدامه بعد عدة سنوات كما هم الحال مع رفيقه.


أيها العراقيين ﻻ تعتمدوا على هؤلاء، فالهمة والعزيمة عاملان مهمان في إزاحة نفس الوجوه اﻻخرى التي تمثل السياسة ذاتها الموجهة لتدمير بلدنا.


لن نسكت ضد التلاعب بوطننا وإراقة دماء أبنائنا مهما طال الزمان، فإننا سنعيد العراق كما عهدناه في السابق بهمة ووحدة وعزيمة أهل العراق.






السبت ٢٨ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سامر كوركيس يوسف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة