شبكة ذي قار
عـاجـل










ألحرب الكونية القادمة ، ستكون حرباً دينيةً صرف ابنة صرفة . ألأيديولوجيات الأرضية المتضادة قد سقطت وبادت ووهن عظمها ، ولم يعد بمقدور أيتامها تصنيع عركةٍ جادّةٍ بين توم وجيري حتى . سيُستعملُ الدين في هذه الحال ، ليس بالضرورة لقدسيتهِ ومحبتهِ لدى حامليه وأتباعه ، بل سيكون بمثابة الغطاء الثقيل الذي سيبلّط شوارع الغزاة صوب أرض وعقل ونفط وزرع وماء الآخر . جورج بوش النغل مثلاً ، لم يكن متديناً ساعةَ قرّر غزو ونهب العراق ، مستعملاً طقاطيق سمائية صارت تالياً نكتة عالمية ممجوجة . ليس شرطاً أن تقع الواقعة العظمى بين أتباع الديانات الرئيسة القائمة حتى الآن على الأرض ، بل يمكن أن تشتعل بين الجزئيات داخل الدين الواحد ، وهذا ما يتمّ الاشتغال عليه بقوة في مشهد الشرق ، حيث قوة وعلم وخبث العدو ، بمواجهة مرض وتخلّف وسذاجة الرعية .

من أستراليا حتى أخير السويد المنجمد ، مروراً بفرنسا التي صارتْ شاشة العالم الأولى ، وصولاً إلى أمريكا وكندا نزولاً الى الجنوبية ، هبوباً على صوامع آسيا ، تجري عمليات تصنيعية هائلة وبروفات دموية مؤثرة تتوسل الوصول صوب الهدف الأكبر . عمليات يموت فيها الخاطف والرهينة والشاهد ، مع المحافظة على حياة واحدٍ عزيز اسمه الصريح هو الشاهد المزوَّر والمزوِّر . تنتهي العملية بمذبحة لأبرياء ثانويين ، وبإعلان عن المسؤولية يهبط على الناس ، من موقع ألكتروني بسيط ،بمستطاع أيّ واحد من خلق الله ، يجلس كمشة ساعات خلف مكتب فقير ، أن يصنع أفضل من ذلك الموقع الألكترونيّ ، وأن يكتب بيان المسؤولية مزفوفاً بخطبة رائعة لأمير المؤمنين ، وخسائره هنا لن تكون بأزيد من فنجاني قهوة ونصف باكيت سكائر وتسع عيطات على أطفالٍ مشاكسين ممتنعين عن النوم .

في عملية مضنية للفرز والإضاءة ، يمكننا أن نُفتي ونجتهد ونكتب ونقول أنَّ ثمة قوتين على الأرض تلعبان وتنبشان نار هذا الخراب القادم ، لجهة تصنيع العدو المفترض ، أو خلق السبب الشاعل هما : بريطانيا صاحبة الخبرة التأريخية في خلق وعرض وتصدير العمامة والقبعة وربطة العنق ووقود الفتنة ، وهي المطبخ العملاق الذي ينطبخ فيه الفخّ بلحمهِ وبشحمهِ وبملحه وببهاراتهِ ، والثانية أمريكا الوغدة والغبية التي تلعب دور الثور المجنون الهائج الذي لا يدري بأيّ جدار جلمود سينطح رأسه ، ليقعد ملوماً محسوراً قبل أن يلفظ رفستَهُ الأخيرة .

أمريكا والغرب كله وبسبب من طمع وجشع ودونية وشرّ ، قد ساهموا في صنع قنبلة التطرف العملاقة . لقد قضوا على دول وأنظمة أقرب إلى الإعتدالوالعلمانية ، كانت تشكل غطاءً محكماً يقف فوق حلق بالوعة الإرهاب ، بحجة اسقاط الدكتاتور ونشر الديمقراطية ، لكنهم في نفس الوقت ، أغمضوا عيونهم وسدّوا آذانهم وواصلوا دور الراعي الرسمي والحامي ، لحكامٍ دكتاتوريين متخلفين صارت بلدانهم مفرخة لأفكار الرعب والكراهية .

نحن هنا لا نتحدث عن منطقة أو دين أو مذهب ، ومن باب أنّ الشر لا دين ولا وطن له ، نكرر ونعيد ونصقل القول حتى قطع النفَس :

ألأمريكان الذين هم أول من استعمل القنابل النووية والجرثومية والفسفورية واليورانيوم المخصب ضد المدنيين العزّل الأبرياء ، هم مسيحيّون . أمريكا الوغدة التي غزت العراق وحطمته وأمرضته وفككته وسرقت حتى آثاره ، هي دولة مسيحية .لملوم وقطعان اللقطاء وحثالتهم الذي احتلّ فلسطين وقتل وشرّد أهلها وأخرجهم من بيوتهم بغير حقّ ، هم يهود . قطع الرؤوس وسحل الجثث والتفنّن في تعذيب الجسم البشريّ ، صوره مازالت مطشوشة على ثنيات التأريخ الأوربي قديمهُ وجديده . هتلر والقساة الذين معه ممّن اشعلوا الحرب الكونية الأعظم في التاريخ ، واخترعوا عملية شواء وإذابة أجساد الأبرياء في أفران الغاز ، دينه كان مسيحياً . ألذين أشعلوا النار بأجساد الأبرياء ودفنوهم أحياءً في ماينمار وجيوب فقر آسيا هم بوذيّون . الذين استعبدوا وأبادوا وامتصوا دماء ونفط وذهب ونحاس وأرض وزرع الفقراء ليسوا بمسلمين .الارهابيون وأشقاؤهم بالرضاعة ، ألذين يقترفون الفظائع والفضائح ضد المساكين في غير مكانٍ ومكان ، ديانتهم الإسلام حتى لو عاطت الناس كلها أنّ الإسلام منهم براء ، فلماذا اذن يتم توجيه تهمة الرعب الكونيّ الشاسع للمسلم فقط ؟






الاربعاء ٢٣ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي السوداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة