شبكة ذي قار
عـاجـل










ـ ماذا يعني اتفاق الصفقة المؤقتة ؟

ـ وماذا عن الدور الاميركي الراعي ، وما هو المقابل ؟

ـ ماذا عن الموقف العربي وبالاخص الخليجي ومستقبل المنطقة ؟

انتهت جولة المباحثات التي جرت في جنيف في 18 يناير/ كانون ثاني الجاري بين ايران ومجموعة 5+1 حول الملف النووي الايراني .. باتفاق جزئي لمدة 6 أشهر قابل للتجديد يقضي بـ (( .. وقف تخصيب اليورانيوم باكثر من 5% وتحييد مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بمعدل 20% ، والحد من اجهزة الطرد الدولي ووقف العمل في مفاعل ( اراك ) للمياه الثقيلة ، واخضاع كل المنشآت النووية للتفتيش اليومي من قبل وكالة الطاقة الدولية “ في مقابل “ رفع مؤقت لـ 6 أشهر وجزئي وقابل للالغاء “ للعقوبات الدولية ))  .. هذا الاتفاق الجزئي هو ما انتهت اليه جولة المباحثات التي جرت في 18 يناير / كانون ثاني الجاري بين ايران ومجموعة 5 + 1 الدولية والتي كان للاميركان دور واضح فيها .. فماذايعني هذا الاتفاق .. ؟؟

 اولاَ:ـ الاتفاق جزئي ومحدد وقابل للتجديد وهو ماينسجم وسياسة طهران و يصب في مصلحتها لانه .. ( 1 ) وفر لايران وقتاَ لـ 6 اشهر تستطيع خلاله ، سراَ وباساليب الخداع والمخاتلة والمراوغة التي تجيدها ، في مواصلة مسعاها الحثيث في الوصول لتصنيع السلاح النووي لاسيما وان ما يجمع عليه الكثيرون ( شرقيون وغربيون ) امتلاك ايران “ معرفة نووية “ تقرّبها من القدرة على ولوج نادي الدول النووية ، كماان هذا الاتفاق لن يمس المنشآت وكل البنى التحتية النووية . فهذاالاتفاق الجزئي ، على ما يبدو ، هو اقصى ما استطاعت ان تنتزعته المجموعة الدولية 5+ 1 من المفاوض الايراني المراوغ والمتعب ( 2 ) الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية سيخفف ، بالتأكيد ، على ايران حدة تأثير هذه العقوبات ويبعدها عن الانهيار الاقتصادي ـ الاجتماعي المتفاقم ويخفف من غضب الشارع الايراني ، كما انه سيبقي ، بضوء اخضر ودعم الولايات المتحدة ، لايران دورها الاقليمي وهذا التمدد التوسعي السرطاني على حساب العرب ، وهو ما سيزيد من غرور وغطرسة الحكام الملالي ودفعهم لتحقيق مشروعهم الطائفي الخطيرباعتباران هذا الاتفاق قد منحها شرعية دولية يعززه مشاركتها في حرب اميركا على الارهاب .. !؟ 3 ـ رغم ان الاتفاق لم يرض المحافظين جماعة ( خامئني ) وبالذات المتشددين في الحرس الثوري على اعتبار انه “ هضم حقوق ايران النووية “ الاّ ان اعلام الحرس الثوري .. اعتبر الاتفاق نصراَ وانجازا تأريخياَ واعترافاَ للدول الغربية بايران نووية ، وانه قد كسر ظهر العقوبات الاقتصادية على ايران .. !

ثانياَ: الدور الاميركي في الدفع ، سراَ وعلناَ ، على التوصل الى هذا الاتفاق واضح ومؤشراته عديدة منها .. ( 1 ) السياسة المرنة لادارة ( الرئيس اوباما ) خلال الجولات الاخيرة للمفاوضات النووية تجاه ايران اذ غيرّت واشنطن سياستها 180 درجة ، من التصعيد والتهديد بضربة عسكرية وطرح سيناريوهات التنفيذ الى سياسة المهادنة والاكتفاء بفرض العقوبات بدعوى ان هذه السياسة “ .. ستعيد ايران للاندماج في النظام العالمي بقيادة اميركا “ والحقيقة ان واشنطن تسعى لعقد شراكة مع ايران واحياء دور شرطي اميركا التأريخي في الشرق الاوسط مما يربط طهران اكثر بالسياسة والاجندة الاميركية في المنطقة . ( 2 ) تحرك مكثف لتحقيق هذه الصفقة ، اذ سبقت هذه الجولة وقبلها جولة فيينا اجتماعات ولقاءات اجراها ( جون كيري ) وزير خارجية اميركا مع نظيره الايراني ( جواد ظريف ) ونقله في زياراته الى طهران رسائل من اوباما الى خامئني يتعهد فيها الاميركان المساعدة في توقيع اتفاق نووي مقابل التعاون الثنائي في الحرب على الارهاب وازمات المنطقة ، وجولات كيري المكوكية على عواصم دول مجموعة 5+1 وكذلك زيارة مسقط التي استضافت جولة من المفاوضات النووية سبقت جولة فيينا! والضغط الاميركي في التقريب بين ايران وفرنسا وتليين موقفها المتشدد والمعارض بقوة لايران نووية . ( 3 ) مما يؤكد ذلك ما كشف مؤخراَ من ان محادثات سرية جرت في سلطنة عمان في مارس / اذار 2013 واستكملت فيما بعد في زيارة ( يوسف بن علي ) وزير الخارجية العماني لطهران في 16 نوفمبر/ تشرين ثاني 2014 ومتابعة الوفد العماني الاخير الى طهران والترتيب لهذه الصفقة!! وفي محادثات مسقط السرية حمل المفاوضان السريان الاميركيان ( بيل بيرنز وجاك سوليفان ) رسائل ضمان من اوباما الى النظام الايراني بعدم العمل على تغيير نظام الملالي مقابل تعاون ايران! والتعهد بالعمل على حل بعض الازمات المتفجّرة في المنطقة وابرزها .. التعاون المشترك في محاربة الارهاب وحل الازمة السوريةحل وسط يرضي ويصب في مصلحة الطرفين لان اوباما لايريد التورط في سوريا ، وكذلك ايران تريد الخلاص لان تدخلها في سوريا يكلفها اكثر من 20 مليار دولار سنوياَ “ واضافت الاخبار عن هذا الاتفاق السري .. ان الاميركان اقنعوا ( نتنياهو ) بالسكوت ، وهذا مايفسره ضعف رد فعل نتنياهو على الاتفاق المؤقت الذي وصفه بانه .. “ خطأ تأريخي “ ، كما ان البصمات الاميركية واضحة في هذه الصفقة التي طبخت على نار عمانية! اذ طالب الرئيس اوباما في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد .. الكونغرس بعدم فرض عقوبات على ايران بدعوى انها ستطيح بالجهود الدبلوماسية ، وهدد بقوله “ .. سوف استخدم الفيتو ضد اي قانون عقوبات جديد يهدد باحباط مسار المفاوضات “ ، اذن الاتفاق عبارة عن صفقة مؤقتة ساعدت حالة ايران الاقتصادية المتردية والمهددة بانفجار الوضع الداخلي وتعطيل اجندة طهران السياسة ومشاريعها في المنطقة وكل انشطتها ، يضاف الى ذلك المصلحة الاميركية والتي ضغطت على ولادة هذه الصفقة الهشة !اذ لاتخفي واشنطن قلقها من امكانية خرقها مع الاعتراف الاميركان بوجود الكثير من الفجوات وهو مصدر قلقهم على مستقبل و نتائج المفاوضات النهائية التي ستجري بعد 6 أشهر اذ لاضمانة اكيدة على النجاح!!.

ثالثاَ:ـ الاتفاق عبارة عن صفقة طبخت في “ المطبخ العماني على يد الشيف الاميركي! “ هدفها ، مقابل تخليص ايران من احتمال الانهيار العام نتيجة العقوبات الاقتصادية ، ولو برفع جزئي وبما يحافظ على منشآتها النووية ويبقي على دورها ونفوذها في المنطقة العربية ، وذلك بتجميد نشاطها النووي لفترة محدودة ، مقابل ربط ايران اكثر بسياسة ومخططات ومصالح اميركا في الشرق الاوسط ، وهولصالح ايران وفي ذات الوقت حفظ ماء الوجه للدول الغربية على انها حققت خطوة في طريق الحل النهائي ، والمتضرر الوحيد هو الدول العربية للسياسة التوسعية والطائفية والعدائية التي يمارسها نظام الملالي ازاء دول الجواركما هو الحال في العراق وسوريا وجنوب لبنان اضافة الى اليمن التي اسقط ( الحوثيون ) اتباع ايران امس20/1 الحكم الشرعي في اليمن بانقلاب احتلوا فيه المجمع الرئاسي بعد السيطرة على كل المواقع الهامة في العاصمة صنعاء! وهنا يتأكد ما خلصنا اليه في مقالنا السابق المنشور على هذه الصفحة في 18 يناير/كانون ثاني الجاري .. من ان جولة جنيف ستنتهي باتفاق بعد ان يعجز المفاوض الايراني من تحقيق مطالبه او على الاقل دفع الاتفاق النهائي الى ابعد فترة ممكنة كسباَ للوقت ، معولاَ على الموقف الاميركي والتفاهم المشترك بينهما “ وهذا ما لمس في جولتي فيينا وجنيف اذ هندّس الاميركان هذا الاتفاق “ ومستخدماَ كل ما لديه من اوراق تساومية لنفوذه المتسع في المنطقة والذي لم يتحقق له الا بدعم ، او على الاقل بسكوت ، الولايات المتحدة اذ يمسك بملفات تعني واشنطن وتتعلق بسياستها ومخططاتها واطماعها في المنطقة العربية ، وذلك يجّنب نظام طهران مخاطر الانهيار العام وانحسار الدور الاقليمي وهزيمة اجندتها السياسية ومشاريعها الطائفية ، فالصفقة على هشاشتها وامكانية خرقها بسهولة ستزيد من غلواء وعدائية طهران واندفاعها اكثر في مشاريعها التوسعية واحلام عودة امبراطورية فارس الكبرى على حساب دول الجوار العربية ، والتساؤل .. اين الموقف العربي و نخص بالذات دول الخليج العربي “ لان الجامعة العربية في موت سريري! “ .. من مخاطر السرطان الايراني المنتشر في الجسد العربي والذي لن يستثنيهم ابداَ ، وها هو “ الفأس وقع في الرأس “ بعد العراق وسوريا وجنوب لبنان ليأت دور اليمن التي تبتلع وتذبح ؟؟ وماذا بقي من ضمانات بعد ان اصبح ( باب المندب ) المنفذ البحري اليمني بيد ملالي ايران اضافة الى وجودهم العسكري الفعلي وسيطرتهم على ( مضيق باب هرمز ) ؟؟ ألم يسألوا الحليف والصديق الاميركي عن اسباب بيعهم الواضح لصالح ايران؟ وماهي تصوراتهم لمستقبل المنطقة ؟ وهل صدقوا .. ان كل الاقطارالعربية ، بعد التفريط بعراق ماقبل الاحتلال عام 2003 والسكوت على النفوذ الايراني المتسع والتدخل المفضوح في شؤون اكثر من بلد عربي ، وموقف اليوم الواهن والمخجل من انقلاب الحوثيين لابتلاع اليمن ايرانياَ ، هي المستهدفة بالمؤامرة الكونية بقيادة الولايات المتحدة .. ؟؟ انها تساؤلات سيصعب الرد عليها عندما تتمكن ايران من امتلاك قنبلة نووية او بعد الاتفاق النهائي بشأن الملف النووي .. !!!!!






الخميس ٢ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة