شبكة ذي قار
عـاجـل










قالتها امريكا تمكين الشعوب من حقوقها ؟؟ ! ، وتحقيق المجتمع العربي الديمقراطي ؟؟ ! ، وقالت ماحصل بالعراق ثوره بنفسجية ؟؟ ! مكنت العراقيين من اختيار ممثليهم في السلطة التشريعية واختيار من يسعدهم ويحقق لهم امانيهم في السلطتين التنفيذية والقضائيه والسلطة الرابعه هي الحكم الحاكم ، نعم هكذا هو المشهد العربي في اوائل القرن الواحد والعشرين الحالي وتحديدا" عام 2003 بغزوهم واحتلالهم العراق وهناك اكف لحكام مارقين عرب تصفق لهم ، ويهبط الظلام على الوطن العربي فأصبحت شوارع بغداد الجميله ممتلأه بالقمامة والموت والدمار بساحاتها والقتل على الهوية والاسم الذي فرضه اهل المغدور عليه ووو ..... الخ كل هذا للوصول للحياة الأفضل التي بشروا بها وسوقتها قنواتهم الفضائيه وصحافتهم وعملائهم المعممين الذي يلقون بياناتهم من طائراتهم تمهيدا" لبدء العدوان غزوا واحتلالا" عام 2003 ، الأجانب يتصارعون للهيمنة وتصفية الحسابات أما المظاهرات السلمية التي بدأت هذه المرحلة بها فقد أصبحت من ذكريات الماضي البعيد لما رافقها من افعال الجبناء عندما اطلق الهالكي العنان للاعضاء مجالس الاسناد والدعوجية لينقضوا بعصيهم وسلاحهم الابيض على خيام المعتصمين والمتضاهرين في حديقة الامه – ساحة التحرير في بغداد المنكوبه بتسلط الغرباء - ليقتلوا من قتل ويجرحوا الكثير ويعتقل اعداد منهم ، و تاتي لعبة الانتخابات مناسبات احتفالية مفرغه من أي فكر سياسي وطني ، والبرنامج الثابت الوحيد هو ديني مهوس فان لم تنتخب حرمت عليه المرأة ؟! ،

والصراع على النفوذ قد انطلق على عنانه دونما قواعد واضحة ، أو قيم ، أو هدف ، وهذا لن يتوقف بتغيير النظام أو بقائه والتاريخ هنا لا يتقدم إلى الامام ولكنه ينحرف إلى الأطراف ، هناك أحداث داخل أحداث الصراعات ضد أنظمة استبدادية ، وصراع مذهبي ، وصراع تضارب القوى في المنطقة ، وكأنها حرب باردة جديدة ، تقسم الأمم ، وتصحو الأقليات علّها تنطلق من عقال الدولة المقيدة لها كما ارادوا ان تكون هكذا ثقافه ، والصورة ضبابية تحيط بالمستقبل وان كان مجهولا لينفقد اي بريق امل او شيء من الامن والامان ، ولا غرابه عندما نوثق بعض الحالات المؤلمة والمزريه يعيشها العراق ولم يكن لها ولو للحظه مكان في التفكير ، اصبح الصراع ضمن الطائفه وفقا" لاسماء المراجع وتعددهم فهذه الحسينيه وذاك الجامع الى اتباع هذا المرجع وتلك لغيره ، وهكذا الحال حتى وان كانوا المراجع عشره او عشرين فكلما ازداد العدد كلما ازداد التناحر والتنافر وصولا الى التهديد والوعيد والتلويح بالسلاح الذي يمتلكون ، فتحول الامر الى هرج ومرج وهذا انسحب على الطرف الاخر فكان هذا يدعي انه الاولى بجامع ام القرى ليكون مقرا" لاحتفالاته التي ارادها الهالكي ونتيجته بعد ان استنفذه وحوله الى منبوذا" بين اهله ركنه جانبا" مقربا" غيره لانه متهالكا" للجاه والنفوذ ألم يكن سيدهم يؤمن بمبدأ فرق تسد وهكذا تمكن الغرباء من ان يكون لهم ما ابتغوا وارادوا رئيس مجلس الوزراء يدعي انه منتخب ، والسؤال من هو المنتخب ؟!

هل الشعب او المحاصصه والتوافق النفاقي المتجدد بتجدد الادوار و أوركسترا إعلامية منسقة من غرف سوداء الله أعلم من يديرها ، ولو أردت أن أبدي رأياً لجماعة يدعون انهم المسلمين الصادقين وسألتهم أن يقوموا بتحليل لتاريخهم من حيث تكرار استعمالهم واستخدامهم من قبل الحكومات التي تشكلت مابعد الغزو والاحتلال لوجدتهم يلعنون تلك اللحظات التي مدوا ايديهم بها الى من لايستحق ولكن هل هذا يجدي نفعا" وهم مازالوا متلونين ينتقلون بين هذا وذاك ، وقبل البحث في المشروع الامريكي في العراق هناك سؤال مهم جداً مرتبط بالموضوع قد يتبادر الى ذهن الاخوة الاعزاء وهو { اذا كان مؤسسوا الحركة الوطنية والجهادية ومؤسسي الدولة العراقية ما بعد 2003 هم من متبعي منهج ال البيت وحسب ما ورد في ابحاثهم وكتبهم وكراساتهم التي يروجونها الان في الشارع العراقي ويعتبرون ما يرد فيها جزء من جهادهم و بيان مابذل الغالي والنفيس ضد الاحتلال والظلم والظالمين ، فلماذا لا يأمر علما ئهم المجاهدين بالجهاد ضد الغزو والاحتلال الامريكي بل لم يترددوا من اقامة الولائم لهم وتقديم المصحف هدية لهم او هيئة سيف ذي الفقار ؟ } ويمكن حصر الاجابة بأتجاهين مهمين هما ، الاتجاه الأول : ان جهاد العلماء ضد الاحتلال البريطاني 1916 فانه جاء نتيجة دخول الكفر الى بلاد الاسلام ( باعتبار ان الدولة العثمانية دولة اسلامية ) أي سقوط دولة الاسلام ليحل محلها دولة الكفر والالحاد ، والاسلام يتعرض الى الخطر بالاضافة الى كون السياسات الاستعمارية في ذلك الزمن واضحة القصد الا وهو نهب خيرات المسلمين وتشتيت امرهم وجعلهم طوائف وقوميات بالاضافة الى السيطرة السياسية والاقتصادية وبشكل علني وبدون أي مسوغ قانوني ، اما دخول القوات الامريكية الى العراق عام 2003 جاء نتيجة القرار المتخذ من قبل اللوبي الصهيوني بوئد المشروع القومي النهضوي الذي تبنته القيادة الوطنية القومية العراقيه لايجاد حالة التوازن الاقليمي وتمكين الامه العربية من القدرة على التصدي للعدوان واسترجاع كل الاراضي المحتله والانطلاق نحو تحقيق تطلعات وطموحات الانسان العربي ، ولهذا كان التوافق الامبريا صهيوني شعوبي صفوي جديد لتحقيق قرار الغزو والاحتلال للعراق فكانت العمائم واللحى من ادواتهم ، أما الاتجاه الثاني : ان المجاهدين في مقاومة الإنكليز لم يحسبوا على أي جهة وانما كانوا مدافعين عن الدولة الإسلامية والمقدسات واتجاههم الديني والسياسي واضح ،

اما بعد الغزو والاحتلال الامريكي ومن تحالف معه فقد تعددت الأهداف والغايات واشتركت اكثر من جهة وتحت مسميات مختلفة منها محسوب على اتباع منهج ال البيت عليهم السلام وكما تم بيانه في - التحالفات الامريكية أهدافها وغاياتها - ، وقسم محسوب على السلفية وقسم آخر يعمل مع تنظيم القاعدة , والجميع يعلم إن هؤلاء يمثلون الإرهاب بعينه والدين الاسلامي منهم براء لما يمثلون من تكفير وتهميش كل طرف للطرف الاخر ، وجميعهم تجمعهم عقد الكراهية للفكر القومي الثوري المتجسد بحزب البعث العربي الاشتراكي ، اما المشروع الامريكي في العراق فقد كثرت الاراء فيه وتعددت النظريات المطروحة في ما يخص المطامع الامريكية في المنطقة ومشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تروم أمريكا تنفيذه وادخال الاصلاحات السياسية في المنطقة كما تدعي وتسوق له اعلاميا" ومن خلال عملائها ، الا ان البحث في نوع والية الحكم الذي تسعى امريكا ترسيخه في العراق لم يكن من اهتمام البعض مع العلم ان الغاية والهدف الرئيسي لهذا الاحتلال والتي كانت موضع اهتمام بعض المراجع الذين يتسمون بالبعد العروبي العراقي في النجف الاشرف بأعتبارها من الامور الجوهرية والمصيرية التي يجب دراستها دراسة معمقة ودقيقة وكذلك القادة السياسيين والوطنيين العروبيين الرافضين لكل اشكال العدوان والتدخل بالشأن الداخلي العراقي خاصة والعربي عامه وهذ ما كان يزعج الأمريكيين وبعض الأحزاب الليبرالية والمتلبسه بلباس الدين والمذهب وكان ذلك واضح على اللهجة في تصريحات سفراء أمريكا في العراق وبعض الأطراف في مايسمى بالعملية السياسية العراقية ،

ان ظاهر سياسة أمريكا كانت وما زالت تعمل جاهدة لرسم سياسة العراق وترسيخ الحكم العلماني - وفقا" للعولمة التي تؤمن بها وتعمل من اجل اشاعتها الا وهي الانتماء بلاهوية - فيه والابتعاد عن الطريقة الكلاسيكية وهي الاعتماد على الطائفية وجعلها سلاح ثانوي وبذلك يكون الحكم في العراق غير تابع لاي جهة طائفية ، لان الحكم العلماني هو فصل الدين عن السياسة وكذلك اعتقادهم ان الشريعة او الدين بشكل عام لا تتماشى مع متطلبات الحياة وتنفيذ كل رغبات المجتمع بحجة ان مبادئ الدين ثابته والحياة في تطور مستمر ولا يمكن للثابت ان يتفاعل مع المستمر وهذه نظرية غير صحيحة تصدى لها علماء الدين وفندوا جميع الآراء المتعلقة بذلك ومن أراد المزيد فليراجع كتب العلماء المتعلقة بالحكومة الإسلامية ويمكن التخلص من جميع هذه التداعيات بالاستمرار بالعملية السياسية ونبذ سياسة العنف التي يريد أعداء العراق من خلالها إعاقة تكوين دولة ديمقراطية تسودها اللغة الدبلوماسية تتكون من مؤسسات منفصلة تشترك فيها جميع أطياف الشعب العراقي دون التمييز بين طائفة وقومية وأخرى


يتبع بالحلقة الرابعة






الاحد ٣ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة